fbpx

مشكلات وتلاعب بتسليم الأدوية… حماية الصيادلة بدولرة القطاع

تالا الحريري
تابعنا على الواتساب

لا تزال الأزمة في القطاع الصيدلي مستمرة، على الرغم من صدور مؤشر الأسعار الذي كان من المفترض أن يفيد في تسلم الأدوية في وقتها بموازاة سعر الصرف اليومي. لكن التلاعب الجنوني والمستمر للدولار لم يوقف الأزمة ولا يزال الناس يعانون من إنقطاع بعض الأدوية من جهة، ومن سعرها المرتفع من جهة أخرى.

في حلقة من برنامج “صحة Dose” أوضح الصيدلي ربيع شاهين لـ”لبنان الكبير” أنّ “هناك تحسناً في تسليم الأدوية لكن لا يزال بصورة غير كافية، أي بعد المؤشر صاروا يسلمون الأدوية لكن التأرجح الشديد للدولار يجعل الشركات تتوقف كلياً ولأسبوع كامل، وهنا تنفد الأدوية من الصيدليات لأنّ هناك الكثير من المرضى بحاجة الى أدويتهم حينها ننتظر الشركات لتعيد ترتيب أمورها على السعر الجديد لتعود وتسلمنا”.

وأكد أن “المستوردين يحاولون حماية أنفسهم قدر المستطاع مع العلم أنّ قدرتهم على الصمود أكثر بكثير من الصيادلة وهم في الأساس يربحون، أمّا الصيدليات فشبه مدمرة منذ بداية الأزمة خصوصاً أنّها باعت على الـ1500 لفترة طويلة بينما كان الدولار في السوق 20 و30 ألف ليرة. كانت الاستراتيجية قبل الأزمة إعطاء شيك للشركات مؤخر لشهرين وبالتالي تضمن حقها ويكون الصيدلي قد باع البضاعة وأمّن المستحقات لها. اليوم باتت الشركات تطلب الكاش وفي بعض الأحيان تأتي 6 طلبيات أقلها بـ10 ملايين ليرة والصيدلي ليس خزنة، لذلك هناك طلبيات تُرد والشركات تكون ممتنة لذلك لأنّها تعيد تسليمها مرة أخرى على مؤشر جديد. ليس هناك تلاعب بالأسعار لكن الشركات قد تلزمنا بحد معين أي كمية معينة يجب أن نطلبها حتى ترسل الطلبية”.

وعن موضوع الأدوية المهربة والمزورة، قال شاهين: “نحن لا نقول إنّ الدواء السوري أو الايراني أو التركي سيء الا أن هذه الأدوية تدخل تهريباً ولا نعرف كيف تدخل أو كيف تنقل وتخزن، ثانياً لا نعرف جودتها لكن بالطبع عندما يكون دواء مريض السكري بـ10 ملايين ليرة ويجد بديله بـ300 ألف فسيضطر الى شراء الأرخص. هناك من يستفيد على هذه الأدوية وهناك من تسبب له مضاعفات”.

أمّا بالنسبة الى حليب الاطفال فأشار الى أنه “أصبح متوافراً منذ فترة لكن سعره عال جداً، وباتت الناس تهرب الى المستوصفات والجمعيات التي توزع الحليب، لكن هل هذا الحليب مطابق للمواصفات وخضع للفحوص الكافية؟ نحن نهتم بالأمن الغذائي للمواطن قبل تحصيلنا المال”، لافتاً الى أنّ “palm oil موجود في غالبية أنواع الحليب المتوافرة في لبنان، ولأنّه ثقيل على الجهاز الهضمي للطفل قد يسبب إمساكاً أو مغصاً، كما أنّ هناك دراسة جديدة لأكاديمية الطب الأميركية تقول انّه يخفف امتصاص الكالسيوم ما قد يؤدي إلى هشاشة في العظام، لذلك يمكن استبداله بما هو أخف أي comfort بحيث يسرّع الهضم”.

أضاف: “من الضروري وضع beta carotene أي فيتامين A لتقوية نظر الطفل. الحليب الموجود في لبنان يحتوي على زيت النخيل لكن ليس بكمية عالية، كما أنّ أي نوع من الحليب في لبنان لم يسبب الأضرار التي ذُكرت حتى الآن، فالحليب المستورد في لبنان جودته عالية جداً، ولكن في النهاية ننصح بالاعتماد على حليب الأم بصورة رئيسة لأنه يعطي المناعة وجميع الفيتامينات اللازمة”.

وبالنسبة الى الاضرابات، شرح شاهين أنّ “الاضراب يكون عندما لا نتسلم الدواء، الأمر لا يتعلق بالأسعار أو التسعيرة، في المرة الأخيرة التي أضربنا فيها اجتمعت النقابة مع المستوردين وتوصلوا الى شبه حل فتراجعنا عن الاضراب. مبدئياً الشركات تلبي فوراً لكن هناك مشكلات جديدة تطرأ في هذا البلد. النقابة تتحرك بالقدر المستطاع والصيادلة لا يعلنون أي إضراب من دون الرجوع الى النقابة. الحل يكمن في دولرة القطاع لأنّه يحمي الصيادلة ويحمي الشركات وأن لا تخاف من التسليم، ويكون كحل جذري للمواطن بحيث لا يتعذب في الحصول على دواء، حتى أنّه لا تعود هناك حاجة الى إنتظار المؤشر”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال