"ابتسم أيها الجنرال"... الأداء المسرحي يغلُب الدراما

دراما 29 أذار , 2023 ـ 11:22 م
        اخر تحديث قبل: شهرين
مكسيم خليل

 

آمال كثيرة عُلّقت على المسلسل السوري "ابتسم ايها الجنرال"، قبل عرضه ورفع سقف التوقعات ناحيته، لدرجة أن البعض توقع أن يكون هذا العمل هو الحصان الرابح لدراما رمضان 2023، وأن يتصدر قائمة الأعمال الأكثر "جودة" والأكثر مشاهدة، لعدة أسباب أبرزها أن النص للكاتب السوري سامر رضوان، الذي يكفي أن يحمل أي عمل توقيعه، ليكون ذلك ضمانة نجاحه، وهو الذي سبق أن قدّمَ "الولادة من الخاصرة" و"دقيقة صمت" الذي قُدم في رمضان 2019 واستطاع حينها أن يطيح كثيراً من الأعمال التي رصدت لها ميزانية ضخمة، في حين أن ميزانية "دقيقة صمت" كانت متواضعة وعلى الرغم من ذلك حقق نجاحاً كبيراً وشعبية كاسحة. وإضافة الى اسم سامر رضوان، كانت الميزانية الضخمة التي حُكي أنها وصلت إلى ملايين الدولارات من الأسباب التي جعلت سقف التوقعات عالياً لـ"ابتسم أيها الجنرال" ـ إنتاج شركة "ميتافورا".

أما السبب الأبرز لترشيح هذا العمل، ليكون ضمن قائمة الأفضل في دراما رمضان 2023، أنه يتناول فترة حكم عائلة الأسد في سوريا ووصول بشارالأسد إلى كرسي الرئاسة وصراعه مع شقيقه ماهر، وكشف الكثير من الخبايا والأسرار، الأمر الذي يعتبر مادة دسمة تغري المشاهد السوري والعربي بمتابعة المسلسل. وجاء البرومو الترويجي له ليزيد جرعة "الاثارة والتشويق والحماسة" لدى المشاهد، إذ ظهر بطل المسلسل الممثل السوري مكسيم خليل، بإطلالة تقارب كثيراً إطلالة الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي زاد من حماس  كثير من المشاهدين لمتابعة المسلسل، ووضعه في رأس قائمة الأعمال المتابعة في رمضان، على الرغم من خلو العمل من نجوم الصف الأول أو الوجوه الفنية البارزة باستثناء بطله.

وعلى الرغم من التأكيد في مقدمة العمل أن جميع الشخصيات والأحداث في المسلسل من وحي الخيال، وأن أي تشابه بينها وبين شخصيات حقيقية هو من قبيل المصادفة، إلا أن هذه الجملة التي تكتب أحياناً كثيرة على عدد من الأعمال الأدبية والدرامية   تكون بمثابة تأكيد ضمني لدى المشاهد أن الشخصيات حقيقية، لذلك عند عرض الحلقة الأولى من المسلسل، أطلق عليه في سوريا اسماً حركياً "هداك المسلسل" خوفاً من ذكر الاسم الأصلي له لما قد يسببه من مشكلات، ولم يكن صعباً على المشاهد السوري والعربي عمل إسقاطات على الشخصيات وإن كان الكاتب لم يترجمها بطريقة مباشرة، ولكن يسهل تمييزها وتخمين من المقصود بها، فمثلاً العميد وضاح فضل الله ربط البعض بينه وبين العماد مصطفى طلاس، في حين أن سامية التي تقوم بدورها الممثلة سوسن أرشيد هي بشرى الأسد الابنة المدللة للرئيس الراحل حافظ الأسد، أما حيدر فهو عبد الحليم خدام، وصوفيا هي أسماء الأسد، وعاصي الذي يقوم بدوره غطفان غنوم هو ماهر الأسد وغيرهم الكثير من الشخصيات التي ظهرت على الساحة السياسية السورية.

وبعيداً عن الاسقاطات على الشخصيات في المسلسل، فقد جاء العمل أقل "وهجاً" من المتوقع وفاقداً لعنصر الاثارة، على الرغم من أنه بدأ حلقته الأولى بالحفلة "الفضائحية" للعميد وضاح فضل الله الذي اعترف بعلاقاته الجنسية مع زوجات المسؤولين والضباط، ومن بينهم سامية شقيقة الرئيس وابنة الرئيس الراحل، ووزع  "كتيباً" دوّن فيه غرامياته مع نساء أقطاب الدولة، لتبدأ الحبكة الدرامية عبر هذه  الفضيحة ويبدأ معها الدخول في متاهات الصراع السياسي والفساد والمؤامرات.

لكن على الرغم من "دسامة" مضمون العمل، إلا أنه يسير بوتيرة "ثقيلة"، ولم يفلح حتى الآن في أن يكون مسلسلاً مشوقاً للمشاهد، الذي أصيب بشيء من "الفتور" تجاهه بعد سلسلة الآمال التي عقدت عليه، فالإخراج جاء ضعيفاً وباهتاً، إضافة إلى أن النص في كثير من المشاهد يبدو وكأنه نص مسرحي، أكثر من كونه نصاً درامياً.

أما أبطال العمل فحتى الآن (الحلقة السادسة) لم يستطع مكسيم خليل أن يكون "جنرال" هذا العمل، إذ يبدو أنه اكتفى بـ"كاركتير" الجنرال الخارجي، من دون أن يقدم أداء لافتاً، بينما زوجته سوسن أرشيد تقدم أداءً بارداً ومصطنعاً لشخصية سامية، فيما تحسب للممثل غطفان غنوم الذي يقوم بدور عاصي "شراسة" أدائه.

ريم علي التي تقوم بدور صوفيا أو أسماء الأسد تقبلت الانتقادات التي طالت العمل بحيث كتبت عبر حسابها على "فيسبوك" قائلة: "ما عملنا ثورة لحتى نقول للعالم ممنوع النقد"، وقالت إنهم بحاجة الى النقد للنهوض من جديد في الدراما السورية.

المسلسل وإن كانت حلقاته الأولى شكلت خبية أمل لدى المشاهدين، إلا أن من المبكر إصدار حكم قاسٍ عليه، إذ أن هذا الحكم لا يزال رهينة بقية الحلقات وما قد تتضمنه من مفاجآت ترفع وتيرة العمل، وخصوصاً أن التحضير له استغرق حوالي ثلاث سنوات، وقد يؤدي "فشله" الى توقف الكاتب سامر رضوان عن الكتابة  التلفزيونية كما سبق أن كتب عبر صفحته على "فيسبوك".

شارك الخبر

مواضيع ذات صلة:

Contact Us