الأزمة اللبنانية في الدراما “كليشيه” ودغدغة مشاعر 

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

في الوقت الذي تسيطر الأزمات المعيشية على حياة المواطن اللبناني، وتثقل كاهله الأزمات الاقتصادية وأبرزها ارتفاع سعر صرف الدولار، يبدو الوضع اللبناني الخانق في الدراما المشتركة، نوعاً من الاسقاطات ودغدغة المشاعر، من دون أن تكون ذات سياق درامي متكامل، وهذا ظهر واضحاً في ثلاثة أعمال استخدمت فيها مشكلات محلية من العام الماضي، لتحريك مشاعر المواطن اللبناني تجاهها. ففي مسلسل “النار بالنار” الذي كتبه السوري رامي كوسا وأخرجه محمد عبد العزيز، وعلى الرغم من واقعيته وتجسيده كثيراً من الواقع والتطرق الى أزمة الكهرباء وتحكم أصحاب المولدات بالمواطنين، الا أن ذلك كان مجرد “كليشيه” ومشهداً عابراً، فيما تركزت العقدة الأساسية في المسلسل على العنصرية تجاه السوريين في لبنان، مع المرور أيضاً على أزمة البنزين التي عانى منها لبنان العام الماضي بسبب تهريبه الى سوريا، والتي عبرت في مشهد قصير، وبعد حديث بين عمران (عابد فهد) وأبو رضا (جمال العلي) عن الزواج بطريقة ساخرة، وكأن أزمات اللبناني في الدراما عابرة لا تستحق التوقف عندها، ويأتي ذكرها كنوع من الاقحام.

أما في مسلسل “وأخيراً” بطولة نادين نجيم وقصي خولي، الذي ارتكز في مضمونه على الاتجار بالبشر والمخدرات، فجأة أخذ العمل في حلقته الـ 13 منحى غير مبرر اذ تم “حشر” عملية اقتحام المصرف، والتي اقتبست من عدة عمليات اقتحام للمصارف وقعت في لبنان، من أجل مطالبة المودعين بأموالهم، اذ يقوم ياقوت (قصي خولي) وهو سوري مقيم في لبنان منذ سنوات، باقتحام مصرف واحتجاز رهائن من أجل الحصول على أموال والده المحجوزة في المصرف (40 ألف دولار). ولم يكن هناك مبرر لأن يبتز ياقوت المحقق رضوان (سعيد سرحان) باقتحام المصرف للحصول على الأموال، اذ أن سياق الأحداث لم يكن مرتبطاً بحال من الأحوال بها. 

مشهد الاقتحام واحتجاز الرهائن جاء على هامش أحداث المسلسل، ليحصد تعاطف المشاهد اللبناني، فالعمل لم يتطرق الى الواقع الاقتصادي في لبنان خلال أحداثه، وركز على عملية الخطف والمطاردات، ولم يعطِ أهمية لقضية “مكتومي القيد”، على الرغم من أهميتها.

ومسلسل “للموت 3″، التي كتبته نادين جابر وأخرجه فيليب أسمر، يتطرق الى الانتخابات النيابية التي جرت العام الماضي، وكانت أمل اللبنانيين في شيء من الخلاص عبر “النواب التغييريين”، ولكن خرج التطرق الى مرشحي “الثورة” عن سياقه وتم تسطيحه، اذ وظف لاثارة فضيحة لمحمود (وسام صباغ) المرشح عن لائحة التغيير، بحيث يستغل خصمه زواجه من أمل (دوجا حجازي) التي كانت تعمل راقصة لتسدد ديون زوجها، فبدلاً من أن من يوظف العمل الانتخابات في خط درامي يخرجه من رتابة أحداثه، تحول الى مجرد “فضيحة انتخابية”، وكأن المشكلات والأزمات لدى الناخب في لبنان توقفت عند “الراقصة والسياسي”.

شارك المقال