منى زكي تتفوق في “تحت الوصاية”… ومنة شلبي بداية هشة

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

أخيراً، وبعد انتظار لانقضاء النصف الأول من الشهر الفضيل، دخلت النجمة المصرية منى زكي السباق الرمضاني بمسلسل “تحت الوصاية” المؤلف من 15 حلقة، والذي تعود به اثر غياب سنتين عن الدراما الرمضانية، بعد آخر عمل قدمته وهو “لعبة نيوتن” الذي حظي باجماع جماهيري حينها، وقدمت فيه منى زكي أداء متفوقاً كرّسها “سيدة الدراما”، لتعود هذا العام بعمل يحمل مضموناً اجتماعياً، وهو قضية الوصاية، على غرار ما فعلت العام الماضي نيللي كريم، التي طرحت قضية الحضانة في مسلسل “فاتن أمل حربي” عن نص لابراهيم عيسى.

زكي وقبل عرض المسلسل تعرضت لانتقادات شرسة بسبب “البوستر” بحيث اتهمت بأنها تتعمد تشويه صورة النساء المحجبات، بسبب حاجبيها الكثيفين ما اعتبر اساءة الى المرأة المحجبة وأنها لا تهتم بمظهرها، لتوجه صفعة الى كل المنتقدين، مؤكدة أنها نجمة التنوع، وتلبس الأدوار حد التماهي. فمنى التي تؤدي دور أرملة تعيش تحت وصاية والد زوجها المتوفي هي وطفليها، ظهرت في الحلقة الثانية في مشهد “فلاش باك” قبل وفاة زوجها بمظهر أنيق وحواجب ترضي “الخائفين على مظهر المرأة المحجبة”، لتصيب “المتربصين” بها مقتلاً، اذ أن العمل لا علاقة له لا بالحجاب ولا الحواجب، بل نحن أمام عمل أيقوني يطرح قضية حساسة عبر امرأة محجبة تكافح للحصول على حق أطفالها.

بعيداً عما تعرضت له منى زكي من انتقادات لحاجبيها قبل عرض العمل، فهي منذ الحلقة الأولى استطاعت أن تبحر “بسفينتها” بعيداً وتدخل المنافسة الرمضانية بقوة، وتشد المشاهدين بأدائها الصادق وتقمصها الشخصية بكل انفعالاتها وتقلباتها من سيدة كانت تعيش مرفهة، الى أرملة تصارع من أجل التمرد على قانون الوصاية الجائر. ويشاركها في هذا الابحار الممتع الطفلان اللذان يقومان بدور ولديها، فالطفل عمر الشريف الذي حرص صنّاع العمل على ذكر اسمه كبطل من أبطال العمل وليس كطفل، تبدو مشاهده مع شقيقته فرح في المسلسل وكأنها حقيقة وليست تمثيلاً، بل ويبدوان كشقيقين حقيقيين لشدة الانسجام بينهما، وقدرة عمر على الوقوف أمام الكاميرا مع الطفلة التي لا يتجاوز عمرها السنتين جعلتهما يقدمان مشاهد تتعلق القلوب بهما وتقلق عليهما في غياب والدتهما.

ميزة العمل أنه مشبع بالتفاصيل، ويدخل مباشرة في الحدث بعيداً عن النمط والتطويل، ونفذ بكاميرا المخرج محمد شاكر خضير الذي يبرع في اختيار الكادرات وأماكن التصوير سواء في البحر وعلى الميناء أو في شقة منى زكي، ومن الواضح أنه تم تصوير المشاهد الخارجية في أماكن حقيقية، وهذا ما أعطى العمل ميزة الواقعية والصدق، اضافة الى ميزة أخرى هي مشاركة الفنان المتألق والمغني دياب، الذي استطاع خلال السنوات الماضية أن يثبت نجوميته في دراما رمضان ويقدم أدواراً متنوعة، وكذلك مها نصار ورشدي الشامي الذي يقوم بدور عم ربيع.

وعلى غرار مسلسل منى زكي، فقد بدأ عرض مسلسل منة شلبي “تغيير جو”، الذي كان أيضاً يعوّل عليه، أنه سيكون من ضمن أفضل الأعمال التي ستعرض في النصف الثاني من الشهر الفضيل. واذا كانت منى زكي استطاعت أن تجذب المشاهدين اليها والى طفليها، فكذلك فعلت منة شلبي صاحبة الأداء العفوي المطلق، ومعها الفنانة شيرين التي تؤدي أحد “أجمد” أدوراها، اضافة الى حضور مميز للنجمة الكبيرة ميرفت أمين، لكن كل ذلك لم ينقذ المسلسل من “الهشاشة” اذا شئنا قول ذلك، فمنة شلبي وبعد أن قطعت الأنفاس في رمضان الماضي، بمسلسل “بطلوع الروح”، اختارت أن تطل هذا العام بمسلسل خفيف، لكن يفتقر الى المضمون الجذاب، فالحلقات الأربع الأولى كانت تدور في حلقة مفرغة، وكان يمكن اختصارها بحلقة واحدة، وعلى الرغم من أن المسلسل مؤلف من 15 حلقة، فقد سارت الحلقات الأربع ببطء وأحداث باهتة، مع الاعتماد على عقدة مستهلكة في الدراما والسينما وهي سرقة الحقيبة والبحث عنها.

يحسب للعمل الذي صوّر في لبنان وهو من انتاج “شركة الصباح”، إظهار جمال بيروت وخصوصاً منطقتا فرن الشباك وبدارو، على عكس ما صوّرته الدراما المشتركة من أحياء عشوائية تسودها الفوضى، على أمل أن تتغير وتيرة العمل مع الحلقات القادمة، وأن تكسب منة شلبي الرهان.

شارك المقال