من ينقذ غادة عبد الرازق؟

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

تواجه الممثلة المصرية غادة عبد الرازق، حظاً عاثراً في السباق الرمضاني منذ سنوات، وتعيش تخبطاً واضحاً منذ خلافها مع المخرج محمد سامي الذي قدمت معه أحد أهم أعمالها الدرامية عام 2012 “مع سبق الاصرار”، والذي حلقت فيه عالياً، وكان أول تعاون لها مع سامي، الذي استطاع حينها أن “ينقذها” من نقمة الجمهور المصري عليها، بعد أن وضعت على قائمة “نجوم الفلول”، بسبب تأييدها الرئيس المصري الراحل حسني مبارك خلال ثورة “25 يناير”، بحيث خرجت دعوات الى مقاطعتها، ما جعل نجوميتها في ذلك الوقت على المحك، ولكن عند عرض المسلسل نسي الجمهور مواقفها المنحازة الى مبارك ضد الثورة، وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، لتعود بعدها وتكمل تعاونها مع محمد سامي في مسلسل “حكاية حياة”، الذي كان له نصيب أيضاً من النجاح. الا أن ثنائية غادة عبد الرازق ومحمد سامي توقفت عند هذين العملين، اذ وقع خلاف بينهما أدى الى توقف العمل معاً، لتبدأ بعدها عبد الرازق مرحلة التأرجح على مدى عشر سنوات وتراوحت أعمالها بين الاخفاق والنجاح، ما جعل أسهمها تتراجع كثيراً في الدراما الرمضانية.

غادة التي لا يختلف اثنان على قدراتها التمثيلية وأدائها أصعب الأدوار، تواجه اليوم في مصر “فيتو” من “الشركة المتحدة” المحتكر الأول لسوق الدرما في مصر والتابعة للدولة، بسبب انتقادها منذ خمس سنوات تقريباً تامر مرسي رئيس “الشركة المتحدة” – “اعلام المصريين” سابقاً – وعلى الرغم من ذلك تحاول أن تتحدى هذا الحظر عليها، ودخلت السباق الرمضاني 2023 في النصف الثاني من رمضان بمسلسل “تلت التلاتة”، الذي تنتجه بنفسها من دون أن تشير الى ذلك، وتطل فيه بثلاث شخصيات “ثلاثة توائم”.

العمل الذي نفذ بميزانية من الواضح أنها ضئيلة جداً أو فقيرة اذا شئنا القول، “مأخوذ” بصورة صارخة من الفيلم الدنماركي loving adults الذي تم نقل حتى حركة مشاهده وتفاصيله مع تغييرات طفيفة جداً لا تضر ولا تنفع، وعلى الرغم من هذا لم يذكر صنّاع العمل أن المسلسل مأخوذ من الفيلم، بل نسب الى الكاتبة هبة الحسيني، ما جعله عرضة لانتقادات واسعة.

تحاول عبد الرازق في مسلسلها أن تكون “وان وومان شو” عبر شخصيات التوائم الثلاثة كتعويض عن غياب نجوم مساعدين لها في العمل، وخصوصاً أن شريكها في العمل الممثل السوري – السعودي محمد القس لم يوفق في أدائه.

لا تكمن مشكلة المسلسل في “اقتباس” أو “سرقة” الفكرة من الفيلم الدنماركي وحسب، اذ أن كثيراً من الأعمال العربية يتم اقتباسها أو “نسخها” أو حتى سرقتها من أعمال أجنبية، لكن المشكلة تكمن في غادة عبد الرزاق نفسها التي دأبت في السنوات الماضية على النمطية والتكرار في أدوارها، فقد كرّست نفسها في معظم أعمالها الدرامية السابقة بصورة المرأة التي تتعرض لغدر أزواجها وخيانتهم، وتقوم بالانتقام بطريقة “خارقة”. وعلى الرغم من أنها تقدم دوراً نفسياً مركباً، في “تلت التلاتة” الا أنها لم تخرج من نمطية “انتقام الخيانة” المكررة، والمرأة الخارقة الذكاء صاحبة البطولة الخيالية.

غادة عبد الرزاق التي سُحب البساط من تحت أقدامها بحاجة الى اعادة خلط أوراقها وترتيبها من جديد وايجاد من ينقذها مرة أخرى، ويقدمها بشكل جديد ومختلف على الشاشة عبر شخصية تكسر النمطية والمتوقع، أو الغياب قليلاً عن الشاشة والعودة بعمل يناسب مرحلتها العمرية، حتى تحافظ على ما بقي لها من بريق.

شارك المقال