منى زكي تختتم دراما رمضان 2023 بأعظم مشهد

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

مع انتهاء السباق الدرامي لرمضان 2023، استطاعت منى زكي أن تتوج “ملكة” الموسم بلا منازع، على الرغم من دخولها المنافسة في النصف الثاني من رمضان بمسلسل “تحت الوصاية”، الذي استطاع من حلقته الأولى أن يثبت تفوقه، وأن يلفت الانتباه اليه، وأن يؤكد أن المشاهدين والنقاد أمام عمل فني أو تحفة فنية تستدعي التوقف والحديث عنها مطولاً لأعوام طويلة، بل يستحق العمل أن يكون نموذجاً لصنّاع الدراما في المستقبل كي يقتدوا به.

المسلسل الذي طرح قضية الوصاية من دون تعقيد، ومن دون الدخول في متاهات درامية اختار صنّاعه الابتعاد عن النهايات الكلاسيكية الضعيفة، وقدموا نهاية واقعية على الرغم من مرارتها، فالنهايات السعيدة تفسد هدف العمل، وهو التحرك لتعديل قانون الوصاية، ولتسليط المزيد من الضوء على الظلم الذي تتعرض له النساء الأرامل وأبناؤهن من قبل الوصي، فالمسلسل فتح جراح كثير من الأبناء الذين عانوا من تسلط الوصي عليهم، ويكفي القاء نظرة على صفحات من “فيسبوك” الذي غصّ بكثير من الاعترافات المحزنة بعد انتهاء المسلسل.

لا يكمن سر نجاح العمل في قضيته وحسب، بل في تفاصيله وكاميرا المخرج العبقري محمد شاكر خضير الذي اهتم بتفاصيل التفاصيل، فقدم الواقع كما هو من دون “تجميل”، وحاجة الى الافتعال لركوب موجة “الترند”، التي يعتبرها الكثيرون مقياساً لنجاح العمل، مقدماً متعة بصرية متكاملة منذ أولى الحلقات، بدءاً من مشية منى زكي وملابسها ورقصها مع زوجها في المركب خلال حفل خطوبة في أحد مشاهد “الفلاش باكّ”، وعالم الصيادين و”جمبري الفراولة”، بينما وصلت بطلة العمل “القديرة” منى زكي الى لحظة تجلٍ في آخر حلقة، لتؤدي أعظم مشهد من دون مبالغة في دراما رمضان 2023. ففي مشهد المحكمة لم تحتج منى أو حنان أو ليلى الى أن تصرخ وتلطم لتظهر الظلم الواقع عليها، فقط صوتها المخنوق ودمعتها العالقة ونظراتها كانت كافية لقول الكثير والكثير. فمنى زكي التي استفزتنا وأغضبتنا وأحرقت أعصابنا بشخصية هناء في “لعبة نيوتن” منذ سنتين، هي نفسها التي حبست أنفاسنا في “تحت الوصاية”، لننصت اليها وهي تتحدث الى القاضي عن تفاصيل أولادها بصوت مرتجف من دون أن تتطرق الى معاناتها مع شقيق زوجها صالح، كان كلاماً بعيداً عن القانون، أو كما قال لها القاضي: “الكلام اللي بتقوليه ده مش في القانون يا ست حنان وأنا بتكلم بالقانون وبس!”، لكنه كان كافياً ليحرج القانون.

لم تكن منى زكي وحدها نجمة العمل، فلم يكن هناك ممثل صف أول أو صف ثانٍ، فالجميع نجوم وحتي مراكب الصيد والمينا هم أيضاً نجوم العمل، اما الطفل عمر شريف فلم يكن أقل تألقاً من والدته في العمل منى زكي، ففي المشهد الأخير ضاع الحد الفاصل بين الحقيقة والتمثيل، وقدم مشهداً يضعه في مصاف كبار النجوم وليؤكد أنه ممثل بالفطرة.

شارك المقال