نجوم تركيا بين نارين… العلمانية أو أردوغان

رحاب ضاهر
رحاب ضاهر

وقع نجوم تركيا خلال فترة الانتخابات الرئاسية 2023، بين نارين اما اعلان دعمهم لرجب طيب أردوغان، ويعني بنظر المعارضة الوقوف في وجه الدولة العلمانية ونهج أتاتورك باني تركيا الحديثة، والذي تؤمن غالبية نجوم تركيا بمبادئه، والمزيد من الرقابة وتقييد الحريات، وبين اعلان دعمهم لمرشح المعارضة أو العلمانية كمال كيليجدار أوغلو، فيخسروا الدعم ويوضع عليهم “حظر” في حال فاز أردوغان وخسر أوغلو.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، الا أن الكثيرين من نجوم تركيا ومشاهيرها، تجرؤوا وأعلنوا دعمهم لمرشح المعارضة، وقالوها صراحة انهم يريدون دولة علمانية رافضين المزيد من النساء المحجبات في تركيا والمدارس الدينية، كالممثلة بينار دينيز والممثل تشاغلار أرطغرل بطل مسلسل “فضيلة وبناتها” الذي كتب عبر حسابه على “تويتر”: “أتمنى أن نستيقظ غداً والمرأة لم تعد تناقش ما ترتديه، ويتطلع الشباب إلى المستقبل بأمل، إنها ليست الانتخابات الأولى في جمهورية تركيا العلمانية ولن تكون الأخيرة. سيحاول المتعصبون استفزازنا لكننا سنكسب بالحب والاحترام”. وفضلاً عن تشاغلار، أعلن عدد من الممثلات اللواتي يرغبن في دولة علمانية دعم كيليجدار أوغلو، مثل بورجو بيرجيك، هازال كايا وبيرجي اكلاي، ومن الممثلين انجين اوزتورك، ايردال بيشكتاج أوغلو، ميني توغاي، ايمرة كيناي، ايلكر كاليلي وجيم يلماز.

هؤلاء النجوم وغيرهم لم يترددوا يوماً في انتقاد حزب “التنمية والعدالة”، ويأتي دعمهم لكيليجدار أوغلو لرغبتهم في غياب الرقابة عن الأعمال الدرامية، والشروط التي تفرض على منصة “نتفليكس” في تركيا وأبرزها عدم دعم المثلية الجنسية وتضمن مشاهد عنها في الأعمال التي تصور في البلد.

وعلى الرغم من تذمر نجوم تركيا أو استيائهم من هيئة الرقابة التركية، الا أن الدراما التركية حظيت في السنوات الأخيرة، بدعم الرئيس أردوغان الذي عرف جيداً دور القوى الناعمة في معاركه السياسية الداخلية والخارجية، فأولى الدراما أهمية وأصبح داعماً لها، عبر المسلسل التركي الأكثر شعبية في تركيا وخارجها “قيامة أرطغرل” الذي عرض على القناة التركية الرسمية “TRT”، اضافة الى مسلسلات تاريخية أخرى حظيت برعايته كمسلسلي “السلطان عبد الحميد” و”المؤسس عثمان”، ولم يكتفِ بدعم الدراما بل قرّب منه عدداً من النجوم، وعلى رأسهم أبطال هذه المسلسلات، ووصل به الأمر الى أن اصطحب معه بطل “قيامة أرطغرل” انجين التان دوزياتان وعدد آخر من نجوم العمل خلال زيارته الى الكويت، في سابقة لم تحدث من قبل، اذ لم يسبق أنْ اصطحب رئيس دولة أبطال مسلسل معه في زيارة رسمية الى دولة أخرى. واضافة الى انجين التان دوزياتان دعم أردوغان، بوراك اوزجفيت بعد مشاركته في مسلسل “المؤسس عثمان” وقدم له جائزة أفضل ممثل في تركيا، ورافقه خلال اطلاق أول سيارة تركية الصناعة، لذلك كان من الطبيعي أن يحظى أردوغان خلال الانتخابات بدعم النجوم، وهذا ما حصل اذ لم يتردد عدد منهم في اعلان دعمه له عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالممثل فوركان اكصوي، الذي قام بدور فاتح في مسلسل “اشرح لهم أيها البحر الأسود” بحيث كتب عبر حسابه على “تويتر” انه لن يتخلى عن الرئيس.

وكذلك الممثل جلال النيب أوغلو الذي قام بدور عبد الرحمن غازي في مسلسل “المؤسس عثمان”، وحضر أردوغان حفل زفافه، فقد غرّد قائلاً: “أنت لم تتركنا أبداً ونحن لن نتركك سيدي رئيس الجمهورية”. وكذلك المغني اليشان الذي قال عبر “تويتر” :”كنت مع أردوغان في الأيام السابقة، وما زلت معه لليوم، لدي صوت واحد؛ وتصويتي سيكون لطيب أردوغان حتى النهاية”.

وأعلن أيضاً نجم كرة القدم مسعود ازيل دعمه لأردوغان، وهو الذي لطالما حظي برعايته ودعمه. والمفارقة أن ازيل تعرض لهجوم قاسٍ على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اعلان دعمه لأردوغان، في حين أن الممثل جيم يلماز حظي باشادة بسبب اعلانه دعم كيليجدار أوغلو.

في الوقت الذي تجرأ فيه العديد من الممثلين على اعلان دعمهم لأردوغان، التزم عدد آخر الصمت وخصوصاً أبطال المسلسلات التاريخية التي تحظى بدعمه، مفضلين امساك العصا من منتصفها، خوفاً من خسارة أردوغان من جهة، والهجوم عليهم من جهة أخرى لعدم دعمهم مرشح العلمانية، وخصوصاً حملة الهجوم التي شنت على المشاهير الذين لم يعلنوا تأييدهم لكيليجدار أوغلو، فالتزم انجين التان دوزياتان بطل “قيامة أرطغرل” الصمت، وكذلك اسراء بيلجيتش التي قامت بدور السلطانة حليمة في المسلسل نفسه، والتي حضر أردوغان وزوجته حفل زفافها، وبوراك اوزجفيت الذي أدلى بصوته ورفض أن يصرح عن اسم مرشحه، على الرغم من أن كثيراً من المتابعين كانوا على يقين أن بوراك وانجين والب نافروز وبولنت اينال سيكون صوتهم لأردوغان، الا أنهم لم يظهروا على مواقع التواصل الاجتماعي دعمهم له.

شارك المقال