ما زال الخلاف مستحكماً سواء بين المواطن من جهة ووزارة الطاقة وأصحاب المولدات من جهة ثانية. فكل منهم يسعى لتأمين مصلحته في خضم الازمة الاقتصادية والمالية التي تضرب البلاد والعباد، ولم يعد معروفاً من هي الجهة التي باستطاعتها تأمين السعر الأنسب للمواطن.
هل هي الدولة أم أصحاب المولدات؟ ومن الخاسر، أصحاب المولدات أم المواطن؟ يبقى الجميع حائراً، وبدلاً من تدارك الأمر، يزداد الوضع سوءاً مع صدور تسعيرة جديدة في كل مرّة.
سعادة: الوزارة تسعّر ونحن نخسر أموالنا
رئيس تجمّع أصحاب المولدات عبدو سعادة أكد لـ”لبنان الكبير” أنّنا “نحن من يراعي المواطن، الوزارة تضع تسعيرة على الجدول ونحن نخسر أموالاً من جيوبنا، فالوزير لا يراعي المواطن، بل يتم ذلك على حسابنا. هو يرفع سعر المازوت ويبيعه بالدولار، ويراعي المواطن على حساب صاحب المولد”.
وتابع: “نحن المتضررون، واذا كان قلبهم على المواطن فليعطوه 14 ساعة كهرباء في اليوم، وليبيعونا المازوت باللبناني أو يدعموه. هذه مسرحيات وكذب”!. وأضاف: “جلسنا معهم، واختلفنا، فالكيلوواط بــ 6000 ليرة لبنانية، لكنّهم يريدون أن يسعروه على أساس الـ5000 أو 5400 ليرة لبنانية. لو عم ببيع خيار ما ببيع بهذه الطريقة”.
وعن مدى التزام صاحب المولد بالتسعيرة التي تصدرها الوزارة ونسبة الاحتكار الموجودة، قال سعادة: “اذا عملنا بالتسعيرة الصادرة، فإنّ صاحب المولد سيخسر. كيف سيلتزم اذا هم في الأساس يخالفون جداول تسعيراتهم؟ وهذا ما يخلّف الفوضى في التسعير”. وعن أصحاب المولدات، أوضح: “في المبدأ أصحاب المولدات يتّبعون التسعيرة التي نحن نضعها، ولا يلتزمون بتسعيرة وزارة الطاقة لأنّها مخالفة أساساً”.
وختم سعادة: “اذا أصبح هناك عتمة وفوضى في البلد هم المسؤولون عن ذلك وليس نحن. واذا أرادوا ان يضعوا تسعيرة تخسّرنا، فلن نلتزم بها”.
التسعيرة عادلة للطرفين
في المقابل، أفاد مصدر من وزارة الطاقة لـ”لبنان الكبير” بأنّ “التسعيرة التي يضعها وزير الطاقة وليد فياض تناسب أصحاب المولدات والمواطنين، وآلية وضع التسعيرة ما زالت هي عينها، ولا يوجد تسعيرة بالدولار”. أمّا في شأن تسعيرة المازوت، فقال: “هذا مرتبط بسعر النفط العالمي، لذلك يُحدد وفقه”.
معاناة لا توصف
وشرح أحد المواطنين في بيروت وضعه مع صاحب المولد، اذ قال: “لدي 3 أمبير بـ700 ألف ليرة، وبالطبع هناك تقنين، فتقريباً التقنين يكون كل 4 ساعات. مثلاً من 6 صباحاً للـ8 صباحاً، ثمّ من 12 ظهراً للـ2 وهكذا كل 4 ساعات. وما زالوا حتى الآن يتحجّجون بعدم وجود المازوت في السوق، والمشكلة أنّ الجميع يعرف بوجود المازوت وتوافره. لكنّهم يستفزون المواطن (ويتمقطعون) به، وقد أصبح أصحاب المولدات هم المتحكمون سواء بالتسعيرة أو بساعات التقنين”.
مواطن آخر من البقاع، قال: “معاناتي لا توصف، فأنا أشحن هاتفي وحاسوبي لكي أعمل بهما النهار كلّه، ولا تكفيني البطارية حتى. عدا عن ذلك، لا يوجد انترنت او ضوء، فكهرباء الدولة معدومة، يوم تأتي لنصف ساعة ويوم لا تأتي كليّاً. كل شيء أصبح صعبا بالنسبة لنا. فنحن اشتراكنا 10 أمبير بنحو المليون و700 ألف ليرة لبنانية، ولا يأتي الاشتراك سوى من الساعة 7 مساء حتى الـ11 ليلا. وفي النهاية اشتراكنا ليس 15 أمبير حتى نلحق على الغسيل والكي وتسخين المياه والشحن في آن واحد”.