الأسعار تلتهب وتحرق الطرابلسيين

إسراء ديب
إسراء ديب

جاء ارتفاع الأسعار الجنوني لينغّص فرحة الطرابلسيين في شهر رمضان. فبعد مرور أكثر من 10 أيّام على بداية هذا الشهر لم يشعر العديد من أبناء المدينة ببهجة الشهر الفضيل، في ظلّ ضغط اقتصاديّ وماليّ من جهة، واستغلال التجار الذين يضاعفون أسعار المنتوجات والسلع ويسعون لتحقيق المزيد من الربح وإن زادت أعباء الناس.

لا يمكن إنكار رغبة الطرابلسيين في الإقبال على الأسواق الشعبية، فغالبًا ما تُسجّل فروقات في الأسعار، لا سيما في سوق العطارين الشعبي الذي يستقطب المزيد من الزبائن.

يرى الكثير من البائعين أنّ التجار استغلّوا انفلات الوضع الأمني والسياسي، كما استغلّوا إقبال الناس على المواد الغذائية المختلفة تحضيرًا لموائد رمضان، لتحقيق أرباح مضاعفة.

إرتفاع الأسعار لا يرحم

باتت رؤية إقبال المواطنين على شراء الخضار لإعداد “الفتوش” أو “التبولة” معتادة. ومع ارتفاع أثمانها، يقول البائع أحمد بناغلش لـ” لبنان الكبير”: “في الواقع، إن تراجع عدد المزارعين وبالتالي تراجع كمّية الإنتاج، فضلًا عن الطقس وتقلّباته مؤخرًا، أدت إلى تغيّر الأسعار”.

وفي جولة على أسعار الخضار، سجل التالي: باقة البقدونس (بـ1000 ليرة لبنانية وسجلت مسبقًا بـ 1500 ليرة)، (البصل بـ2000 ليرة)، الفجل والنعنع (1500 ليرة)، كلّ من البقلة والروكا والزعتر( 1500 ليرة)، الخس (الوسط بـ2000 ليرة أمّا الأكبر بـ3000 ليرة)، الملفوفة الحمراء (بـ4000 ليرة)، الكوسا (بـ3000 ليرة)، البطاطا (بـ3000 ليرة)، السبانخ (بـ3 آلاف وهي كانت ولا تزال الأرخص)، واللوبية (بـ15 ألفاً)، أمّا العكّوب (فيتراوح سعره بين 15 ألف ليرة و30 ألفاً، أمّا العكّوب النظيف فسعره 60 ألف ليرة).

الأجاج التركي بـ60 ألف ليرة

ويرى محمود محمود، وهو بائع أسماك في سوق العطارين، أنّه مع بداية شهر رمضان ارتفعت الأسعار إلى الضعف بسبب سعر صرف الدولار وتلاعب التجار بالأسعار وفرضها عليهم. ويعرض محمود أسعار أنواع معيّنة من الأسماك، ويقول: “كيلو السمك كان بـ20 ألف ليرة وأصبح بـ40 ألفاً وأحيانًا 45 ألف ليرة… إذ يتحكّم بنا وبمصالحنا التجار فعليًا، فسعر كيلو أجاج مستورد من تركيا (بين 55 ألف ليرة و60 ألفاً). أمّا سمك الجربيدة المثلّج (بين 30 ألف ليرة و33 ألفاً)”.

الحل باللحوم المثلجة

وفي ظلّ ارتفاع أسعار اللحوم الطازجة، والتي قد تفوق قدرة الكثير من المواطنين، يلجأ الكثير منهم مؤخرًا إلى اللحوم المثلّجة، إذ يُؤكّد أحد باعة اللحوم المثلّجة لـ” لبنان الكبير” أنّ الإقبال على اللحوم لم يتراجع عمومًا، معتبرًا أنّ “المواطنين غالبًا ما يُفضّلون اللحوم الطازجة، ولكن نظرًا لارتفاع أسعارها يلجأ الكثير منهم إلى اللحوم المثلجة”، لافتًا إلى أنّ “الكيلو المثلج كان يصل سعره سابقًا إلى (5000 ليرة) ولكن مع هذا الغلاء الكبير تجاوز سعره الـ20 ألف ليرة”، مشدّدًا على “وجود تفاوت في الأسعار بين الأسواق الشعبية في طرابلس وبين أسواق لحوم أخرى كتلك الموجودة في القبة أو الميناء”.

أمّا أحد باعة اللحوم الطازجة في السوق، فيلفت إلى أنّ “سعر لحمة البقر وصل إلى 70 ألف أو 75 ألف ليرة”. أمّا عن إقبال الناس، فيرى أنّه “تراجع كثيرًا مقارنة مع العام الماضي”، مشيرًا إلى “إقبال الناس أكثر على اللحوم المثلجة لأنّها أرخص”. ويقول:” لقد أغلقت هذا المحل لمدّة 7 أشهر تقريبًا، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار ومعرفتي من خلال خبرتي في السوق أنّ الإقبال سيتراجع…”.

الألبان والأجبان وفارق الأسعار

وفي جولة أخرى على محال الألبان والأجبان في سوق العطارين، تُجمع هذه المحلات على الأسعار عينها تقريبًا، ويقول أحد البائعين لـ”لبنان الكبير”: “إنّ ارتفاع أسعار الألبان والأجبان سببه انقطاع الحليب، والنسبة الأكبر من الحليب تُستخدم في الواقع لإعداد القشطة للحلويات، والبوظة…، ويذكر أسعار بعض أنواع الأجبان كما الألبان: “كيلو بلغاري (24 ألف ليرة)، حلوم (25 ألف ليرة)، دوبل كريم الأجنبية (16 ألف ليرة)، دوبل كريم بلدية (18 ألف ليرة)… أمّا اللبن (الكيلو بين 4 آلاف و5 آلاف ليرة)، فيما يصل سعر كيلو اللبنة إلى (6000 ليرة)، مذكّرًا بوجود فرق شاسع بين أسعارهم في السوق الشعبي والأسواق الأخرى في المدينة.

وبما أنّ “المغربية” هي من أكثر الأكلات الرمضانية شيوعًا في طرابلس، والتي يُقبل الكثير من المواطنين على إعطائها الأولوية، سألنا عن أسعارها في السوق، ويقول أحد البائعين: “سعر كيلو المغربية هو 8000 ليرة، أمّا في محلات أخرى فيصل سعره إلى 12 ألف ليرة”. ولا يُخفي هذا البائع في سوق العطارين إقبال الناس على شراء المغربية، معتبرًا أنّها من “أهم الوجبات التي لا يستغني عنها أيّ طرابلسيّ”.

المكسرات: حدّث ولا حرج

أمّا عن أسعار المكسّرات التي شهدت ارتفاعًا جنونيًا، فيوضح أحد البائعين أنّ أكثر المكسرات التي يُقبل الناس عليها هي: اللوز، الزبيب، الكاجو… مؤكّدًا أنّ “هناك زبائن تشتري بـ (200 ألف ليرة) لوز”.

أمّا عن الأسعار، فيقول: “وقية اللوز (بـ19 ألفاً- أمّا الكيلو فيتراوح بين الـ90 والـ95 ألف ليرة)، جوز( بـ85 أو 90 ألف ليرة)، كيلو زبيب (بـ25 ألف يرة)، كيلو تمر(حسب نوعه هناك بـ25 ألف ليرة، أو 40 ألفاً…)، مؤكّدًا أنّ” “السوق مقتول بسبب رفع الأسعار”.

لم يحرم الطرابلسيون مائدتهم من الحلويات، ولكن لم يعد “الكلاج” رائجًا بينهم كما كان سابقًا، إذ يتجاوز سعر الكيلو في المناطق الشعبية الـ40 ألف ليرة، كما يُشير عمر القاسم وهو بائع حلويات، لافتًا إلى أنّ “الكلاج بات للأغنياء، أمّا أكثر الحلويات رواجًا فهي: زنود الست، ويصل سعر الكيلو إلى (13 ألفاً)، ورد الشام ( 35 ألف ليرة)، البصمة (35 ألف ليرة)”…

ويشتهر شراب الخروب بشكلٍ كبير في طرابلس، وهو لا يشهد ارتفاعًا كبيرًا كغيره من المشروبات، فيصل سعره إلى (5000 ليرة- ليتر وربع)، و(3000 ليرة – ليتر إلّا ربعاً…).

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً