عمالقة التكنولوجيا يقطفون ثمار كورونا

حسناء بو حرفوش

سجل عمالقة التكنولوجيا “غوغل” و”آبل” و”فيسبوك” و”أمازون” و”مايكروسوفت” نتائج قياسية منذ بداية جائحة كورونا، ويمكن اعتبارهم المستفيدين الأكبر من التغيرات الرقمية المرتبطة بالوباء، بحسب ما نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “الأومانيتيه” الفرنسية. وجاء في المقال الذي نشر على الموقع:

“لا تكفّ النتائج الفصلية التي يسجّلها هؤلاء العمالقة عن إثارة إعجابنا. فقد استفادوا من الأزمة بشكل مضاعف: مرة حين عملوا بطاقتهم القصوى بينما تعطلت الأعمال التجارية القائمة على التبادل أو أخضعت للقيود المحدودة. ومرة أخرى، حين قطفوا ثمار الرقمنة المتسارعة للمجتمع والتي صاحبت فترات الإغلاق. وقامت أمازون ويب سرفيس” و”غوغل” و”مايكروسوفت” مع قسمها “أزور”، على سبيل المثال، بزيادة حجم مبيعاتها للمحترفين: وسجل ارتفاع هائل بمبيعات خدمات الحوسبة السحابية (كلاود/عن بُعد) ومجموعات البرامج التي تم تكييفها خصيصاً للعمل عن بعد.

وهكذا ببساطة، يتضخم النشاط التجاري الرقمي بمقدار الثلث كل ربع سنة. ويقول الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا: “لقد شهدنا على موجة ثانية من التحول الرقمي عبر جميع الشركات والصناعات. وشهدت الشركة متعددة الجنسيات، التي أطلقت للتو وحدة تحكم جديدة، نمو مبيعات ألعاب الفيديو بنسبة 50٪. كما تخطط المجموعة لتقديم 10 مليارات دولار لمساهميها، فقط على سبيل الاحتفال بالربع الأول من هذا العام.

من جهتهما، ركز “فايسبوك و”غوغل” في هذه الفترة من الوباء، على التجارة الإلكترونية لسحب البساط من تحت “أمازون” الطاغي والذي يسجل أرباحاً تقدر بالمليارات. ويقوم حوالي 250 مليون شخص حول العالم حالياً بزيارة متاجر” فايسبوك” كل شهر، وهي نوع من المتاجر الافتراضية التي يؤجرها العملاق للشركات.

وفي ظل التباعد الاجتماعي المفروض، سجلت أرقام مستخدمي الشبكة الاجتماعية بدورها نسباً قياسية. النتيجة: على الرغم من صورته المتدهورة، من المتوقع أن يتجاوز”فايسبوك” للمرة الأولى مليار دولار من صافي عائدات الإعلانات. أما بالنسبة لـ “غوغل”، فقد وضعت المجموعة، في العام 2019، أكثر من 60 مليار يورو في جزر كايمان بعيدا عن الضرائب. ويجب أن يأخذ هذا الكنز المعفى من الضرائب أبعادًا غير مسبوقة، حيث تضاعفت الأرباح بمقدار ثلاث مرات خلال عام واحد فقط.

أما في ما يتعلق بشركة “أمازون” فهي لا تعاني حقًا من هجوم العملاقين الزميلين. فقد ضاعفت الشركة متعددة الجنسيات أرباحها بثلاث مرات، متجاوزة أكثر أهدافها تفاؤلاً. وسجلت أرباحاً تقدر بأكثر من 90 مليار يورو نتيجة بيع المنتجات المتنوعة على موقعها الخاص بالمبيعات عبر الإنترنت، فقط بين شهري كانون الثاني وآذار. وتعمل شركة التجارة الإلكترونية العملاقة أيضًا على تنويع أنشطتها والهجوم المضاد على “غوغل” و”فايسبوك” من خلال تقديم الإعلانات عبر الإنترنت.

كما تواصل استقطاب أنشطة الإعلان والتوزيع في “نتفليكس”من خلال خدمة بث الفيديو، والتي تطال 175 مليون مشترك حالياً. وارتفع حجم مبيعات هذين النشاطين الجديدين بأكثر من 70٪ على أساس سنوي. وأخيرًا، أشاد جيف بيزوس بنتائج قسم الحوسبة السحابية، “أمازون ويب سرفي ، الذي من المقرر أن يتولى رئيسه، آندي جاسي، رئاسة المجموعة بأكملها هذا الصيف. وأكّد في بيان صحفي أن”أمازون ويب سرفيس” نمت، في غضون خمسة عشر عامًا فقط، لتصبح شركة بمبيعات سنوية تبلغ 54 مليار دولار، وأنها تتنافس بشكل متسارع مع أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.

أما بالنسبة لعملاق التكنولوجيا، “أبل”، فقد انفجرت أرقام مبيعات منتجات الشركة العالمية خلال عام: وارتفعت نسبة أجهزة “ايفون” المباعة بـ 66٪ وعدد أجهزة “ايباد” بنسبة 79٪. وهكذا ضاعفت العلامة التجارية “أبل” صافي أرباحها على مدى عام واحد وأصبحت تمتلك ثروة هائلة. وستنفق الشركة 90 مليار دولار على عمليات إعادة شراء الأسهم وزيادة أرباحها.

وتجدر الإشارة في سياق متصل، إلى تحويل وسائل التواصل الاجتماعي لمنصات لطلب العون والمساعدة، على سبيل المثال في الهند، حيث استخدمت المنصات الإلكترونية كمنبر للعثور على الأوكسجين الناقص أو لتأمين الأسرة في المستشفيات.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً