أسعار المحروقات إلى ارتفاع متزايد… من الضحية؟

تالا الحريري

الدولار لامس أمس الـ36 ألف ليرة لبنانية، ومع كل إرتفاع له ترتفع فوراً أسعار المحروقات، إذ وصل سعر كل من صفيحة البنزين 95 أوكتان إلى 597 ألف ليرة و98 أوكتان إلى 608 آلاف ليرة، وصفيحة المازوت 732 ألف ليرة وقارورة الغاز 447 ألف ليرة. وعلى أثر هذا الارتفاع نفذ عدد من السائقين العموميين إحتجاجاً أمام وزارة الداخلية وقطعوا الطريق. وبين الارتفاع المستمر للدولار والأوضاع العالمية المتخبطة ستشهد المحروقات إرتفاعاً أكثر في الأسعار مما قد يدفع المحطات إلى الاقفال والسائقين إلى التصعيد والمواطن إلى الحرمان التام.

طليس: الوضع ما عاد يحتمل

إحتجاج السائقين العموميين أمس، لا يُعتبر بداية تصعيد، فالتصعيد لا يحصل في منطقة واحدة بل في كل المناطق اللبنانية، يعني الوجع هو وجع كل السائقين في كل لبنان، بحسب ما أكد رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس لـ”لبنان الكبير”، قائلاً: “عندما نريد التصعيد، سنعقد إجتماعاً ونتخذ قراراً رسمياً في مؤتمر صحافي”.

وأشار الى أن السائقين الذين إعتصموا أمس “موجوعون، فالبنزين أصبح بـ600 ألف ليرة والدولار يرتفع، والتوك توك والدراجات النارية باتت تستخدم كوسائل أجرة إضافةً إلى التطبيقات المتواجدة بكثرة ولا أحد يقوم بمنعها. وبالتالي لا يمكنني منع أحد من النزول إلى الطريق كما لا يمكنني فعل أي شيء”.

تبقى الحلول في يد الحكومة التي من واجبها تنفيذ الاتفاقات التي عقدتها مع قطاع النقل، وأوضح طليس أنّ “هناك إتفاقاً حصل في 26 تشرين الأول الماضي مع رئيس الحكومة بحضور وزراء الداخلية والمالية والأشغال العامة والنقل، ونص على خمسة بنود من بينها دعم السائق العمومي ووضع تعرفة ثابتة تصدر عن وزير الأشغال لتواكب حال السائق وفي الوقت نفسه تكون مخفضة حتى يتحملها المواطن، ولكن للأسف رئيس الحكومة لم يلتزم بالتنفيذ”.

وأعلن “أننا سنعقد إجتماعاً مطلع الأسبوع المقبل فالوضع ما عاد يحتمل، وإذا إستمر على هذه الحال فلا نستطيع أن نكمل”.

البراكس: إستهلاك البنزين يتراجع

من جهته، لفت عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس الى أنّ “إرتفاع سعر البنزين له علاقة بارتفاع سعر صرف الدولار. فصفيحة البنزين زادت 9000 ليرة نتيجة ارتفاع سعر الدولار في منصة صيرفة من 24300 ليرة الى 24600 وهذا هو السبب الرئيس لارتفاعها. أما المازوت فارتفع الى 732 ألف ليرة وهذا يعود إلى إعتماده على ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء والذي احتسب على 34475 ليرة”.

وأكّد أنّ العامل الثاني لارتفاع الأسعار له علاقة بالأسعار العالمية “فلا ننسى أنّ هناك حرباً في أوروبا على المستوى العالمي، ونحن نموّل من البحر المتوسط والبحر الأسود. فكل انعكاسات الحرب في أوكرانيا سواء تهديد روسيا بقطع تمويل النفط عن أوروبا أو المشاورات التي تحصل بين الدول الأوروبية لمقاطعة شراء النفط الروسي على الرغم من معارضة هنغاريا لهذا الموضوع، ومنظمة أوبك التي ترفض زيادة إنتاجها كي تعوض عن الكميات الناقصة، وإرتداد الدول الأوروبية للحصول على مصادر بديلة عن روسيا كالبحر المتوسط وأفريقيا وآسيا، هذه العوامل إلى جانب عوامل أخرى، ساهمت في الضغط على سعر النفط عالمياً فارتفع ووصل البرميل إلى 115 دولاراً”.

وعلى الرغم من الارتفاع الحاد في أسعار المحروقات، شدّد البراكس على أنّ “أصحاب المحطات يعانون من خسائر فادحة لأن الكلفة التشغيلية ما عادت تتأمن مقابل قلّة إستهلاك البنزين. ففي العام 2019 كان يُوزّع في لبنان حوالي 7 ملايين و700 ألف ليتر يومياً، وفي العام 2021 وصل معدل الاستهلاك إلى 6 ملايين ونصف المليون، والآن يتراجع”.

أما إمكان عودة الطوابير فرهن بتوافر الكميات في المحطات، بحسب البراكس، موضحاً أنه “كلما تأمنت الدولارات من المصارف للشركات المستوردة، كلما وزعت الشركات البنزين على المحطات بسرعة أكثر. الكميات المستوردة موجودة ولكن على مصرف لبنان والمصارف الاسراع في عملية تسليم الدولار الى الشركات”.

شارك المقال