العزلة مصير الطرابلسيين… بلا انترنت!

إسراء ديب
إسراء ديب

يعيش الموظفون أو العاملون “أون لاين” على أعصابهم في طرابلس منذ أيّام، فهذه المدينة التي حرمت من نور الكهرباء قبل 10 أيّام ولم تستردّ بعض ساعات التغذية إلّا بالقوّة والضغط وسرعان ما عادت إلى الانقطاع التامّ من جديد، تُواجه حالياً أزمة جديدة ترتبط بإضراب موظفي “أوجيرو” الذين يشتكون من تدني رواتبهم وتجاهل مطالبهم عمداً من قبل سلطة سياسية تعدهم كما وعدت قطاعات عدّة بالإصلاح في هذه الدّولة المنكوبة، في وقتٍ يُهدّدون بانقطاع نهائي لهذه الخدمة التي تُعدّ الأخيرة الفاعلة في هذا البلد بعد صمود “أوجيرو” بموظفيها وأجرائها وغيرهم لأعوام في ظلّ أزمة اقتصادية ومالية لن تُطوى صفحاتها في القريب العاجل كما يبدو.
في الواقع، يُعاني الآلاف من الطرابلسيين من انقطاع هذه الخدمة منذ أكثر من ثلاثة أيّام تقريباً، في وقتٍ تنتظر كلّ منطقة طرابلسية موعدها المحتم مع هذا الانقطاع. وبعد خروج سنترال التبانة عن العمل بسبب “نفاد المازوت”، الذي يترافق مع إضراب عمال المؤسسة، توقفت الاتصالات الأرضية في كلّ من التبانة، القبة، البداوي والمنكوبين، ما أدّى إلى رفع مستشفى طرابلس الحكوميّ الصوت عالياً مناشداً المعنيين ضرورة إعادة هذه الخدمات إنقاذاً للمستشفى.
وكان مدير المستشفى ناصر عدرة ناشد المسؤولين لمرتين متتاليتين التدخل سريعاً، وقال في بيان: “نناشد دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الاتصالات المهندس جوني القرم ورئيس هيئة أوجيرو المهندس عماد كريدية ضرورة الاسراع في حلّ مشكلة سنترال التبانة بعد انقطاع خطوط المستشفى والانترنت كافة ممّا يعوق حركة الاتصالات بالأطباء خارج المستشفى ومتابعة وضع المرضى وينعكس سلباً أيضاً على مركز التلقيح (كورونا) ومركز إصدار بطاقات الاستشفاء”.
أمّا سنترال الميناء، فلم ينطفئ حتّى هذه اللحظة مع وجود كمّية من المازوت تحفظ عمل مولّداته، لكنّ موظفيه يلتزمون بالإضراب الذي ينتظر ثمرة تدخل المعنيين به نظراً الى خطورته وانعكاساته الخطيرة على المجتمع اللبناني الذي يعتمد في كلّ أعماله على هذا القطاع، وبالتالي إنّ أيّ “ضربة” تطال سنترال الميناء “ستُؤدّي إلى ضربة قاضية لشبكتيّ ألفا وتاتش الخلويتين شمالاً، ما يُفاقم من حدّة الأزمة أساساً”، حسب ما يقول أحد المعنيين بهذا الملف لـ “لبنان الكبير”، معتبراً أنّه “إذا كان توقف سنترال التبانة مصيبة شعبية واجتماعية وإدارية كبيرة نظراً الى وجود إدارات رسمية في التبانة والقبة تحديداً، فتوقف سنترال الميناء مصيبة أكبر على صعيد طرابلس كلّها”.
من هنا، علم موقع “لبنان الكبير” أنّ أحد السنترالات في مدينة طرابلس كان قد عرض عليه صاحب اشتراك معروف شمالاً، أن يُقدّم له مولّداته لتشغيل الانترنت في احدى البلدات، إلا أنّ السنترال أو المعنيين فيه رفضوا هذا العرض لا بسبب الاختلاف على السعر بل بسبب تمسكهم بالإضراب العام، في وقتٍ يُؤكّد صاحب الاشتراك أنّ التمسك بقرار الإضراب يأتي بإرادة أو قرار جامع كان قد لمسه لأمرين، إمّا بسبب الضغط لرفع الرواتب المتدنية، وإمّا لتعطيل هذا المرفق الذي تعطّل في مناطق عدّة من طرابلس منذ أيّام قبل أيّ منطقة أو قضاء آخر شمالاً.
وإذْ يرى أحد موظفي الصيانة في هذا السنترال أنّ الإضراب محقّ بنداءاته التي يُطلقها، يوضح لـ “لبنان الكبير” أنّه انقطاع تدريجيّ مقصود، وذلك “في وقت يُقطع فيه الانترنت، ثم لا تلبث أن تقطع بعده بأيّام الخطوط الأرضية، وهذا ما يُمكن رصده مع المتابعة والمراقبة”، مشدداً على أنّ العامل الذي يُمكن أن يعتمد الموظفون عليه في المدينة لاستكمال عملهم، هو التركيز مع بعض الشركات الخاصّة التي توزع خدمة الانترنت لقاء بدل ماليّ أكبر من ذلك الذي تتلقاه “أوجيرو” من المشتركين الذين يتعاملون مع شركات تعمل ضمن نطاق غير رسميّ، أيّ أنّه انترنت غير شرعي مصدره قبرص التركية بصورة أساسيّة ضمن “سيرفيرات” قد يتعطّل بعضها في هذه الأزمة، وقد يستمرّ غيرها في العمل بعد تغيير السنترال الذي تتعامل معه خارج لبنان.

شارك المقال