دولرة البنزين لن تسجل فارقاً… رغم استمرار ارتفاعه

تالا الحريري

منذ رفع الدعم عن البنزين قبل أسابيع قليلة بات يرتفع كل يوم بين 10- 15 ألف ليرة لبنانية حتى وصل أمس إلى 700 ألف لصفيحة الـ95 أوكتان و717 ألفاً لـ98 أوكتان، والمازوت 848 ألفاً والغاز 401 ألف. ولا شك في أنّ الأسعار ستزداد أكثر فأكثر خصوصاً مع عدم إستقرار سعر صرف الدولار. ومع مناشدة أصحاب المحطات وزارة الطاقة إصدار تسعيرة المحروقات بالدولار، هل يتجه هذا القطاع إلى الدولرة أيضاً؟

البراكس: أسعار النفط عالمياً تتراجع

حسب عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس فإنّ “أسعار النفط عالمياً تتراجع، ولو لم يكن هناك تأثير لتراجع أسعار النفط في جدول تركيب الأسعار، لكانت ارتفعت الأسعار أكثر من ذلك بكثير. يعني هذا ما يؤدي الى ظهور المعادلة بين ارتفاع سعر صرف الدولار وتراجع الأسعار عالمياً في النهاية”.

ولفت إلى أنّ الارتفاع اليومي سببه الرئيس “ارتفاع سعر صرف الدولار يومياً ولأنّ البنزين أصبح 100% وفقاً لسعر السوق الموازية”. وذكر بمناشدة وزارة الطاقة ووزيرها في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض إصدار تسعيرة بالدولار كالقطاعات الأخرى، كونهم يتحملون الخسائر كأصحاب محطات.

نشابة: الدولرة لا تقدم ولا تؤخر

اما المحلل السياسي والاقتصادي شادي نشابة فأوضح لـ”لبنان الكبير” أنّ “أسعار النفط تتأثر نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية ونتيجة العرض والطلب. تارة يرتفع سعر النفط العالمي فيصل إلى 120 دولاراً وتارة ينخفض إلى ما تحت الـ100 دولار، أي الأسبوع الماضي وصل سعر النفط الى 80 دولاراً بينما اليوم ارتفع إلى 92 دولاراً. هذا الانخفاض تأثر مثلاً بسبب اقفال محافظة في الصين نتيجة كورونا”.

موضوع انقطاع الغاز عن أوروبا، سيؤدي إلى ارتفاع في الأسعار العالمية، وهذا ما سيؤدي إلى إرتفاع في لبنان، بحسب ما أكد نشابة، لكنه أشار الى “أننا نتأثر أكثر بالنفط وليس بالغاز لأن الكهرباء تتأثر بالنفط من ناحية المازوت إلى جانب موضوع استخدام السيارات أي إستهلاك البنزين. موضوع سعر البنزين اليومي، يأتي نتيجة تأثرنا بإرتفاع سعر صرف الدولار وإنخفاض سعر النفط العالمي، لكننا لا نشعر بهذا الانخفاض بسبب مشكلة الدولار”.

ولفت نشابة إلى أنّ “هناك سياسة لمصرف لبنان كانت معتمدة لرفع الدعم بصورة كاملة، وفي موضوع البنزين صار اللجوء الى السوق السوداء بعد رفع الدعم ما يؤدي إلى الضغط على الطلب على الدولار وبالتالي يرتفع سعر الدولار. اليوم الحديث عن موضوع الدولرة أو عن موضوع منصة على الدولار لا يقدم ولا يؤخر، ما يسجل فارقاً هو إذا اتجهنا الى توحيد أسعار الصرف وسياسات اصلاحية. اذا اتجهوا الى الدولرة، فنحن في الأصل ندفع مقابل صفيحة البنزين 680 – 700 ألف ليرة لبنانية وهي فعلياً ما يقارب 20 دولاراً”.

وبرأي نشابة فإنّ “هذا الموضوع لا يؤثّر بالصورة المطلوبة لأن التاجر أو مستورد الفيول سيشتري الدولار من السوق السوداء، وكذلك المواطن سيشتري منها ويدفع بالدولار. وبالطبع لهذا الوضع مؤثرات إجتماعية كثيرة خصوصاً إذا أصبحت هناك حركة اقتصادية معينة وارتفعت الأسعار أو زاد الطلب على أسعار النفط، وبالتالي يمكن أن نتأثر بالطبع بصورة كبيرة اذا ارتفع سعر صرف الدولار”. وقال: “اليوم بين سياسة رفع الفائدة الأميركية وخفض التضخم العالمي، حتى الآن لم نشهد أي شيء ملموس لأنّ التضخم العالمي لا يزال يرتفع وكلما ارتفع ارتفعت الأسعار”.

شارك المقال