الموسم السياحي يعيد تحريك عجلة الاقتصاد “الصدئة”

جنى غلاييني

كان لحملة “أهلا بهالطلّة” السياحية التي أطلقتها وزارة السياحة هذا الصيف مفعولها الواضح في إعادة إحياء هذا القطاع المدمّر على الرغم من عدم اقتناع الكثيرين بجهود الحكومة لجذب السياح، ومع ذلك فقد بلغ عددهم أكثر من مليون ونصف المليون سائح حتى الآن، وبذلك احتل لبنان المرتبة 12 في ترتيب الدول العربية من الناحية السياحية والمرتبة 94 كأكثر دولة سياحية في العالم.

وبما أنّ تاريخ اليوم يصادف يوم السياحة العالمي الذي يحتفل به في 27 أيلول من كل عام، أعلن وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى لـ”لبنان الكبير” أنّ كل المواقع الأثرية على الأراضي اللبنانية كافة يمكن أن يدخلها اليوم الزوار اللبنانيون فقط مجاناً، احتفالاً بهذه المناسبة.

يمكن وصف هذا الموسم السياحي الذي كان مزدحماً بحب الناس للبنان بـ”شريان الحياة” الذي أعاد تحريك العجلة الاقتصادية الصدئة، إذ وفقاً لاحصاءات الاقتصاديين وأرقامهم فقد أدخل السياح الى لبنان 4.5 مليارات دولار ويمكن أن تصل الى 5 مليارات دولار.

الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية جان بيروتي وصف في حديث لموقع “لبنان الكبير” الموسم السياحي لصيف 2022 بـ “المزدهر لأسباب عدة أعادت له الحياة هذا الصيف وأبرزها عودة المغتربين بأعداد هائلة بعد انقطاع سنتين بسبب جائحة منعتهم من المجيء إلى لبنان، إضافةّ الى الأسعار الرخيصة في البلد بالنسبة الى تسعير كل شيء بالدولار”.

وأشار بيروتي الى أن “موسم السياحة لم ينته في لبنان بعد ولا يزال ناشطاً الى حدّ ما، قد تراجع في الذكرى السنوية للأخوان الشيعة الذين يذهبون الى العراق ولكن عادت الحجوزات اليوم والاقبال على لبنان وإن بوتيرة أخف”.

وتوقّع أن يقل أرقام السياح الوافدين الى لبنان في فصل الشتاء مقارنةً بفصل الصيف، مشدداً على وجوب “أن ننشّط بجهودنا الأسواق الأوروبية باتجاه لبنان وأن نعيد الحياة اليها”.

أضاف: “لا يمكن أن ننسى دور الحملة التي أطلقتها وزارة السياحة والتي تم الترويج إليها بسياسة معيّنة عبر وسائل الإعلام بضخ يومي لتسليط الضوء على أهمية السياحة والمجيء الى لبنان”.

اما نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود فرأى في حديث صحافي أن “الموسم السياحي في فصل الصيف كان ممتازاً وكل التوقعات تجسدت عددياً واقتصادياً وكان دعم السياحة للاقتصاد اللبناني مميزاً، كما أنّ حركة الوصول الى مطار بيروت تجاوزت المليون و500 ألف سائح من أول تموز حتى 10 ايلول”.

وأوضح أنّ نسبة المصريين والعراقيين والأردنيين بلغت حوالي 30%، وأن حركة الأردنيين والعراقيين تفعلت مؤخراً بصورة كبيرة جداً بفتح الحدود السورية، كما زادت أعداد العراقيين الذين قدموا الى لبنان بعد إعفائهم من الحصول على تأشيرة دخول الى لبنان.

وتوقع عبود أن تستمر هذه الحركة، موضحاً أن حركة الحجوزات ناشطة جداً في فترة الأعياد المقبلة لاسيما في فترة عيد الميلاد بحيث بلغت نسبة الحجوزات في شركات الطيران 75%.

وتمنى أن يتم تشكيل حكومة وأن يجري الاستحقاق الرئاسي في موعده كي تستمر السياحة في الازدهار وتبقى العمود الفقري للاقتصاد اللبناني. وأشار الى أن الحجوزات حالياً بدءاً من 15 أيلول الحالي أصبحت غالبيتها من لبنان الى الخارج، لافتاً الى أن هناك طائرات لا تزال تأتي من باريس واليونان ولندن وهي ممتلئة بنسبة 99%. واعتبر أن الأجواء واعدة إن كان على صعيد الحجوزات أو على صعيد نسبة السياح الأجانب التي بلغت 35%؜ من نسبة مجمل السياح في الأشهر السبعة الأولى من هذه السنة.

شارك المقال