حلحلة طحين قبل أزمة الرغيف

تالا الحريري

بعد الأزمات المريرة والمتتالية التي عاشها المواطنون في لبنان جرّاء إنقطاع الخبز وإذلالهم في طوابير أمام الأفران، باتوا يتخوفون من أزمة جديدة تقطع عنهم الخبز وتجعلهم يتخبطون ويلجأون إلى البدائل. ففي الأزمة الشديدة التي مرّت منذ فترة، إستبدل اللبناني الخبز العربي بالافرنجي والمرقوق والشوفان والتنور، وكان مستعداً لأن يدفع مقابل ربطة الخبز على سعر السوق السوداء للحصول عليها. وحالياً يتخوّف الناس من إنقطاع الخبز لأنّهم بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى، بسبب موسم العودة الى المدارس، والعائلة التي تتألف من عدّة أولاد تحتاج إلى ربطة يومياً للسندويشات عدا عن وجبتي الغداء والعشاء. كما أنّ سعر ربطة الخبز الكبيرة وصل إلى 20 ألف ليرة لبنانية وهذا ما قد يتخطّى قدرة الفقير على شرئها يومياً بعدما كانت بـ1500 ليرة.

في الآونة الاخيرة كثرت الأخبار عن عودة الطوابير بعدما خفض ما بين 10 و15% من حصة الأفران من دقيق القمح. وقال نقيب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف: “في ظلّ الظروف المعيشية الضاغطة التي يعيشها المواطن اللبناني ارتفع الطلب على الخبز العربي، خصوصاً بعد رفع الدعم عن الطحين لكل أصناف الانتاج ومشتقاته الأخرى لأن سعرها ارتفع، مقارنةً مع سعر الخبز العربي. في المقابل وعند استلام اللجنة الأمنية ملف تسليم الطحين المدعوم وإدارته خفّضت الحصص الموزّعة للأفران ما بين الـ 10 – 15%، تبعاً لحجم المؤسسة وقدرتها الانتاجية وهذا الرقم يوازي حوالي 3000 طن شهرياً. وبالتالي، لم يعد الانتاج يغطي الطلب ويشكّل ضغطاً على الأفران ونقصاً في كميات الخبز، فمثلاً بعض الأفران ذات الحصص القليلة باتت تقفل باكراً أو مرّة أسبوعياً أو تخفض الكميات الموزّعة للمحال التجارية، ما يؤدي إلى هلع في صفوف المواطنين ويزيد الكلفة الانتاجية لدى الأفران”.

حطيط: الطحين والقمح متوفران

في المقابل، نفى رئيس نقابة أصحاب المطاحن أحمد حطيط في حديث لـ”لبنان الكبير” وجود أزمة خبز في الوقت الحاضر، مؤكداً أن “الطحين والقمح متوفران، ومصرف لبنان يقوم بالتحويل ولا مشكلات في الأفق”.

وأوضح أنه “كانت هناك مشكلة نقص في الكميات الموزعة من وزارة الاقتصاد، لكن هذا الموضوع يعالج في الوقت الحالي ومن الممكن أن يزيدوا كميات التوزيع”.

شارك المقال