بين التعرفة القديمة والجديدة للكهرباء… المواطن ضحية “مقدمي الخدمات”

محمد شمس الدين

تبشرنا السلطة اليوم بحق طبيعي للمواطنين هو الكهرباء، ولكن ليست كهرباء 24/24 كما يفترض أن تكون، بل كهرباء بين 6 و8 ساعات يومياً، وهذا سيتحقق لسببين وفق السلطة، الأول هو تجديد العقد مع دولة العراق، وصفقة الفيول الجديدة من إيران، إثر زيارة الوفد اللبناني الى طهران للتباحث في هذا الأمر. أما السبب الثاني فهو رفع التعرفة على الكهرباء، التي لا تزال مدعومة فعلياً. هذان السببان يمكنهما أخيراً إعادة التيار الكهربائي، الذي ما إن عاد لمدة ساعة أو اثنتين في بعض المناطق، حتى استقبله المواطنون بالاحتفالات والطبل والزمر. ولكن منذ الأزمة هناك تأخر كبير في جباية الكهرباء، يصل في بعض المناطق إلى 3 سنوات، فما هي خطة وزارة الطاقة للفواتير المتأخرة، وهل سيدفع المواطن فواتير أشهر عدة في الوقت نفسه؟

وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أكد في حديث لموقع “لبنان الكبير”، أن “خطة زيادة التعرفة لحظت هذا الأمر وسيكون الحل على الشكل التالي: يقوم موظفو شركة كهرباء لبنان، وشركات مقدمي الخدمات، بقراءة شاملة للعدادات، ثم يتم التمييز بين الاستهلاك وفقاً للتعرفة القديمة، والاستهلاك على حساب التعرفة الجديدة، وعندها يحدد كم للشركة في ذمة المواطن من مستحقات متأخرة، وقد تجدول الدفعات لهذه المستحقات، حسب كل حالة، ولكنه سيدفع المستحقات الجديدة وفقاً للتعرفة الجديدة، وإلا سيكون لا معنى لهذه الزيادة، لأنها لا تحصّل أموالاً للدولة، فالأهم من تصفية حساب المواطن القديم، هو أن يدفع الفواتير الجديدة حسب التعرفة الجديدة”.

وكان فياض أعلن من قصر بعبدا أن “زيارة الوفد اللبناني إلى إيران كانت إيجابية، وقد نصل مع هبتها ومع العقد العراقي إلى تغذية ما بين 8 و10 ساعات”، مشيراً الى “دراسة مواصفات الفيول الإيراني مقارنة مع مواصفات الفيول المطلوب، ونحن نتحدث عن أيام وأسابيع لوصوله وليس عن أشهر”.

وعلم “لبنان الكبير” أن المعنيين بملف الطاقة يدرسون إعطاء فترة 6 أشهر للمواطنين لتسوية فواتيرهم القديمة، كونها لن تشكل عبئاً فعلياً على المواطن، فالكهرباء في هذه الفترة لم تكن تغذي المناطق إلا نادراً، وستكون الجباية في غالبيتها هي تحصيل الرسوم الثابتة عن المستحقات المتأخرة، وبينما هناك بعض شركات مقدمي الخدمات يتلكأ في واجبه، ولا يقوم بالجباية منذ سنتين، وتحديداً في منطقتي بيروت وجبل لبنان، والمسؤولون عنهما هما شركتا دباس وKVA، استطاعت شركات أخرى في مناطق أخرى الوصول إلى جباية تقريباً 100%، مثل محافظة الجنوب مثلاً.

أخيراً، سينعم المواطن بأقل من حقه بكثير من الكهرباء، ولكنه سيدفع ثمن فشل وفساد بعض شركات مقدمي الخدمات، وسيكون عليه دفع تراكمات الفواتير المتأخرة، بينما هو يذوق الويل لتأمين قوت يومه. كل ذلك كي تستطيع بعض الأبواق الطائفية المقيتة الظهور على الاعلام والقول إن هناك مناطق لا تدفع كهرباء، بتصويت طائفي مقرف، بينما السبب في عدم الدفع هو شركات حصلت على عقود بالتراضي من الفريق الذي يسيطر على قطاع الطاقة، وهي شركات تنفيعية للحاشية والمقربين.

شارك المقال