بشرى غير سارة لحاملي بطاقة “سجاد”

آية المصري
آية المصري

طاف البلد وغرق الشعب في تدابير المسؤولين الفاشلين والعاجزين عن إصلاح الطرقات والجسور والأوتوسترادات. سياساتهم الفاشلة والترقيعية منتشرة في أزمات البلاد كافة، لكن يبقى ترقيع الطرقات الأزمة الأكبر التي تهيمن على مختلف المناطق على مدار فصل الشتاء.

فلا تكفي المواطن المصائب اليومية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حتى تتفاقم همومه بعد أول شتوة، لاسيما أن تأمين التدفئة بات الهم الأكبر لدى الجميع وتحديداً أهالي المناطق الجبلية، الذين اختار البعض منهم اللجوء الى الحطب لأنه خيار أوفر من المازوت الذي يباع في مزاد السوق السوداء، والبعض الآخر فضّل تركيب الطاقة الشمسية والابقاء على التدفئة الكهربائية في المنازل، ومنهم من لا حيلة لهم سوى شراء المازوت بالغالونات يومياً لأن رواتبهم لا تسمح لهم بالعيش بكرامة في هذا البلد، فيما قلة تسير حسب المثل القائل “يلي بيغير عادته بتقل سعادته” وتبقى على تدفئة المازوت.

وأمام لعبة السوق السوداء والغلاء المستشري في البلاد، بات المواطن البقاعي عموماً والبعلبكي خصوصاً يواجه حقيقة عدم تمكنه من تأمين تدفئته اليومية، ولكن سرعان ما بدأ ينتشر عند مالكي ومستخدمي بطاقة “سجاد” التابعة لـ “حزب الله” أن سعر البرميل الواحد من مادة المازوت سيكون 100 دولار أي يكون التوفير ما يقارب الـ 50 دولاراً عن سعر المازوت المتوافر في الأسواق.

الا أن مالكي هذه البطاقة لم يتمكنوا من معرفة طريقة توزيع هذا المازوت، ولا حتى نوعه أكان إيرانياً أو لبنانياً، فالمعلومات لديه أن المازوت سيتوافر عبر هذه البطاقة، ما دفع عدداً كبيراً من المواطنين الى التساؤل عن كيفية الحصول مجدداً على بطاقة “سجاد” مع العلم أن الجهات المعنية بهذا الموضوع والتابعة للحزب أعلنت أنها غير قادرة على تسليم بطاقات الى المنتسبين الجدد.

من هنا كان لا بد من معرفة حقيقة هذه المعلومات والأخبار التي يجري تداولها في بعلبك، وهل سيؤمن “حزب الله” فعلاً المازوت لحاملي “سجاد”؟

المعلومات غير دقيقة

“كل ما يحكى عن تأمين برميل المازوت بمئة دولار لا يمكن تأكيده ولا نفيه”، بحسب ما أوضحت مصادر مقربة من “حزب الله” لموقع “لبنان الكبير”، مؤكدة أن “لا شيء محسوم حتى هذه اللحظة في ما يتعلق بتأمين مادة المحروقات وبسعر أقل من المبلغ المتداول في السوق اللبنانية”.

وأشارت مصادر تابعة لـ “الثنائي الشيعي” الى أن “حزب الله يقوم مع بداية فصل الشتاء بتقديم المساعدات الأساسية الى اعائلات المحتاجة، كما أنه يتواصل مع البلديات ويجري الإتفاق على نوع المساعدات التي تحتاجها البلدات وتحديداً المناطق الجبلية والبقاعية”، معتبرة أن “كل المعلومات التي تتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي وبين الحاصلين على بطاقة سجاد غير دقيقة مئة في المئة، ولا يمكن الحسم قبل بدء فصل الشتاء في هذه المواضيع، فلننتظر”.

لا نفي للأخبار

في المقابل، لفت عدد كبير من مستخدمي بطاقة “سجاد” الى أنهم “إعتادوا شراء البضاعة الإيرانية من التعاونيات المخصصة لكل من يحمل هذه البطاقة، والتوفير بصورة واضحة موجود خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار البضاعة المحلية واللبنانية”، موضحين أن التداول يجري يومياً حول إمكان حصولهم على برميل المازوت بمئة دولار “وحتى هذه اللحظة لم يتم نفي هذا الخبر رسمياً، وهذا ما يجعلنا نأمل خيراً في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات”.

وأشار عدد من الأهالي غير المالكين لبطاقة “سجاد” الى “أننا اتخذنا قراراً منذ عام تقريباً بعدم الحصول على هذه البطاقة، فلا نحبذ وجود البضاعة الايرانية داخل منازلنا ولهذا السبب لم نتقدم بتعبئة الاستمارات ولم نحصل عليها. اما بالنسبة الى المازوت عبر بطاقة سجاد فنسمع يومياً أن هناك إمكاناً للحصول على البرميل الواحد بمئة دولار ولا نعلم مدى صدقية هذه المعلومات”.

يتظهر من كل ذلك أن “حزب الله” لم يحسم قراره بعد بتوزيع المازوت عبر بطاقة “سجاد”، ويبدو أن مناصريه وعناصره بانتظار هذه الخطوة لأنهم يتمكنون بواسطتها من التوفير. ولكن يبقى السؤال ماذا ينتظر الحزب بعد خصوصاً مع بدء البرد في المناطق الجبلية ؟ وهل سيوزع فعلاً مازوت لبناني بهذا السعر؟

شارك المقال