مافيات النصب تعود بأشكال جديدة!

جنى غلاييني

خدعة النصب الشهيرة “pyramid scheme” (المخطط الهرمي) تعود بوجه جديد تحت اسم “Multi-Level Marketing” أي التسويق متعدد الطبقات، الذي انتشر بصورة كبيرة في لبنان بعد الأزمة الاقتصادية اذ يستغل النصابون لهفة الشعب الذي خسر جنى عمره في المصارف، الى تحقيق ربح سريع وجني الفريش دولار في زمن انهيار الليرة اللبنانية مما يجعله ضحية عمليات الاحتيال والنصب الكبيرة.

كيف تتم عملية النصب؟

أول ما يجب معرفته عن التسويق متعدد الطبقات أنه طريقة لبيع المنتجات مباشرة أو عبر الانترنت إلى المستهلكين باستخدام مندوبي مبيعات مستقلين. تستخدم شركات التسويق متعدد الطبقات الأشخاص بدلاً من منافذ البيع بالتجزئة لبيع منتجاتها للعملاء، وهذا يضع مسؤولية البيع في أيدي شبكات الموزعين المستقلة.

ولفهم كيفية القيام بعملية النصب فهي تتجسد في شكل هرمي “التسويق الهرمي”. مثال على ذلك، شركة X تبيع منتجات متعلقة بأدوات تجميلية، و Yهو أول موزع مستقل عيّن مباشرة بواسطة شركة X، فيقوم Y بتجنيد خمسة موزعين مستقلين، يقوم كل منهم بتجنيد خمسة آخرين، وهكذا دواليك… هذا يملأ الهرم الذي تعتمد عليه شركة التسويق لبيع منتجاتها، وهي الطريقة الوحيدة لكسب المال عبر تجنيد أشخاص آخرين كون بيع المنتج فقط سيعود بربح لا يذكر! ولكي تصبح مجنداً يجب أن تشتري المنتج لتعود بعدها وتجنّد أقرباءك وأصدقاءك كي يقوموا بشراء المنتج أيضاً! أي أنك فعلياً لا تشتري المنتج لأنك بحاجة اليه بل لتتمكن من تجنيد آخرين! نسبة الأرباح قليلة جداً للأفراد كون الأرباح الكبيرة تعود الى الأشخاص الذين جندوك ومن هم فوقهم في أعلى الهرم.

وللمزيد من التفاصيل حول عمليات النصب التي تطال شباب لبنان، يقول المستشار والخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم لـ”لبنان الكبير”: “على مدار 10 سنوات وأنا أحذّر الشباب من مثل هذه الأمور، ولكن المشكلة أنّ هذه المافيات لديها خطّتها في غسل أدمغة الشباب وتقوم بتغيير اسم الشركة بصورة مستمرة لكي لا يتم القبض عليها، وبما أنّ لا وجود في لبنان لقانون يردع هذه الأمور نجد أن عمليات النصب تتكاثر، ويجب توعية شباب لبنان على موضوع التسويق الهرمي وعمليات النصب التي تحصل من خلاله لأنّ الموضوع أصبح لا يحتمل”.

ويشير الى أن “عمليات النصب تحصل من خلال التسويق متعدد الطبقات وهو اسم ملطّف للتسويق الهرمي الذي يعد تواجده ليس جديداً، ويحصل الأمر عبر البدء بعمل تجاري، فأدعوك لتعمل معي إذا كنت تبغي جني الكثير من المال وذلك يتم أوّلاً عبر دفع مال من جيبك، وكي تعيده وتربح أضعافه تقوم بدعوة آخرين يكونوا إما أصدقاءك أو أقاربك، لكن أنت بالفعل تقوم باستغلالهم وجني الأموال (ع ضهرن)، كذلك ينطبق الأمر عليهم فيجب أن يدفعوا ومن ثم يجنّدوا آخرين…”.

ويسلّط أبي نجم الضوء على الموضوع عبر صفحته على “فيسبوك”، كاشفاً كل من يقوم بعمليات نصب واحتيال وآخرهم غاري وجنان أصحاب شركة OmegaPro.

وبحسب ما يؤكد أبي نجم أن “من أقوم بنشرهم على فيسبوك هم من أخطر عصابات الاحتيال، والجديد في الأمر أنّ شركات النصب تعتمد على استراتيجية معيّنة وهي التقسيم حسب المناطق، أي في مناطق الإسلام يوجد أحمد وعلي وحسين وعمر… أمّا في المناطق المسيحية فهناك غاري وجنان، وكل واحد في منطقته ينصب على جماعته”.

ويوضح أن “غاري وجنان قاما في 2012 و2014 بالنصب على الناس عبر شركة تسمى Bonofa وباشرا عبرها بدعوة الشباب اللبناني الى الانضمام اليهما وغسل دماغهم بأنهم سوف يجنون المال وهم جالسون في المنزل وأنّنا سنصبح أكبر platform في العالم، وأحضروا أشخاصاً من ألمانيا وأقاموا مؤتمرات فيle Royal ، وكان من المتوقع أن يُطلق هذا الـ platform بتاريخ 7-7-2014، ولكن لم يحصل شيء وكل أموال الناس التي انضمّت الى غابي وجنان طارت، وحينها جرب كل منهما الهرب لكنهما أوقفا وحبسا أسبوعاً واحداً فقط بعدما تدخلات ووساطات، فهربا لفترة، وعادا ليظهرا في العام 2020 في شركة تسمّى JeunesseGlobal وهي الفكرة نفسها وعمليات النصب أيضاً، لكنّها تعتمد على بيع منتج معين، وكذلك الأمر فضحت هذه الشركة. أمّا اليوم فظهرا بشركة OmegaPro التي تعتمد على اقامة المؤتمرات والاحتفالات وغسل أدمغة المشتركين بأن يجنوا أموالهم الخاصة بأنفسهم، لكن هذه المرّة فكرتهم عبرNFT والعملات المشفرة، وهي عملية نصب جديدة، وبمجرّد أن يحصلا على الأموال الطائلة، يهربان مجدّداً ليفكّرا بعملية احتيال جديدة”.

شارك المقال