الميلاد ورأس السنة… أوكسجين السياحة الشتوية

حسين زياد منصور

ها هو لبنان يدخل الأيام الأخيرة من سنة 2022 وفترة عيدي الميلاد ورأس السنة، في ظل أجواء سياسية وأمنية مشحونة. فبعد موسم سياحي صيفي مميز، يعوّل أصحاب المرافق السياحية على هذا الموسم لاعادة تنشيط الدورة الاقتصادية في ظل الأوضاع الصعبة وتكرار “التجربة الصيفية” للتخفيف من وطأتها، اذ يرى القيّمون على القطاع أن لبنان سيشهد حركة سياحية واعدة نظراً الى حجوزات الطائرات الممتلئة بين 10 و25 الشهر الجاري، وكذلك حجوزات الفنادق خصوصاً في بيروت والمناطق الجبلية، وتأتي هذه الآمال والتوقعات بعد انقطاع خلال السنوات الماضية بسبب انتشار جائحة كورونا.

عبود: الحركة اليوم مشابهة لـ 2019

تشير التوقعات والتقديرات الى وصول عدد كبير من الوافدين الى لبنان إن كانوا مغتربين أو سياحاً، وفي هذا الإطار يؤكد نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود في حديث لـ “لبنان الكبير” أن الحجوزات أكثر من جيدة مع الكثير من الايجابية، ومشابهة لحركة الصيف، ومعدل الوصول بين 16 و17 ألف راكب يومياً بدأت في العاشر من الشهر الجاري ومستمرة حتى آخره.

ويقول: “من بين الوافدين، مغتربون يعملون في الخارج وعرب وأجانب، وتعد نسبة العرب والأجانب مرتفعة، وتتراوح بين 25 و35٪، وهو أمر جيد. هناك زيادة بنسبة 40٪ عن السنة الماضية، مما يدل على وجود نمو، وارتفاع في نسبة العرب والأجانب القادمين وما لها من أهمية على الاقتصاد اللبناني، والحركة اليوم شبيهة بحركة الصيف والعام 2019”.

ويعرب عبود عن اعتقاده أن “الأسواق العالمية كلها تأثرت وكذلك مصالح الناس، وخصوصاً شبكات الملاحة الجوية، والقيّمون على هذا القطاع ومنظمة الطيران الدولي أشاروا الى أن القطاع لن يستعيد عافيته قبل العام 2025، ولكن برأيي في لبنان سيحص ذلك خلال العام 2023. فعلى سبيل المثال كنا نبيع في الشهر 60 مليون دولار خلال العامين 2018 و2019، اما خلال كورونا فهبطنا الى ما يقارب الـ 5 ملايين، والآن خلال الأشهر الخمسة الماضية وصلنا الى حدود الخمسين مليوناً، وهذا يدل على أن السوق اللبنانية ستستعيد عافيتها قبل بقية أسواق قطاع الطيران الأخرى”.

وبحسب بعض التقارير، فإن حركة الفنادق بدأت بالتحسن، اذ أعاد بعضها فتح أجنحة كان قد أغلقها سابقاً، ومن المتوقع أن تزداد خلال فترة الأعياد، فقد ارتفعت نسبة الإشغال في الفنادق الكبيرة في بيروت مؤخراً، ونسبة الحجوزات تجاوزت الـ 65٪، مما يؤدي الى زيادة المداخيل، مع الأخذ في الاعتبار الارتفاع في المصاريف، الى جانب التعويل على تنشيط السياحة الشتوية ومواقع التزلج في حال تساقط الثلوج.

بيروتي: لتأمين أسعار مخفضة في فترات تشجيعية

ويشير الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي في حديث لـ “لبنان الكبير” الى أن “الحجوزات هذه المرة مبكرة، لأن الناس خلال العطلة الصيفية أدركت جدياً أن الخدمات في لبنان لها مستوى معين وجيد، فعلى الرغم من انقطاع الكهرباء والمياه لا تزال المؤسسات السياحية تقدم الخدمات بأسعار غير متوافرة في دول أخرى، وهو ما شجع الناس أكثر على قضاء أيام العيد في لبنان، الى جانب وجود ما يقارب الـ 200 ألف شخص تركوا لبنان للعمل في الخارج يودون العودة لتمضية العيد مع عائلاتهم، وسيخلقون حالة معينة من العمل تمتد من أسبوع الى عشرة أيام كحد أقصى”.

ويوضح أن “نسبة الحجوزات اليوم لا تتعدى الـ 40٪، لكنها ستتحسن في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، ونحن بانتظارها لأن العمل سيكون جيداً”.

ويلفت بيروتي الى أن “المطلوب وضع سعر رخيص للتذكرة لا رزمة، وتكون لفترة ثلاثة أشهر، ووضع خطة مع الميدل ايست لتأمين أسعار مخفضة في فترات تشجيعية، فعلى سبيل المثال أن يكون السعر المخفض يوم الجمعة أو مساء الخميس لا يوم الاثنين، كي يتمكن المسافر من تمضية عطلة نهاية الأسبوع في لبنان ثم العودة، وهؤلاء معروفة وجهة غالبيتهم، اذ ستكون من الأردن ومصر والعراق”.

وعن المقارنة بالأعوام الماضية، يؤكد بيروتي “أننا اليوم مقارنة بالعامين 2018 و2019 خسرنا الأسواق الأوروبية، التي كانت تمتد خلال فترة الربيع والخريف، وذلك لأسباب عدة أبرزها كورونا ومشكلاتنا الداخلية، وتعد خسارة كبيرة خصوصاً السياح الكبار في السن الذين يحبون زيارة الآثار والقلاع والقيام بجولات، لكنها ستعود تدريجياً وتحتاج الى المزيد من الوقت”، مشدداً على أن مشكلة الطاقة هي الأزمة الكبيرة التي يواجهونها في غياب الكهرباء والمياه من دون التفات أحد من المعنيين.

شارك المقال