البطاطا السورية المهرّبة… خسارة جديدة للمزارع اللبناني

حسين زياد منصور

لم تضبط يوماً المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا، واستمر التهريب على أنواعه من سلاح ودواء ودولار ومواد غذائية وأدوات كهربائية ومحروقات…

ولطالما كان هذا التهريب بأوجه وطرق مبتكرة، ويجري بطرق شرعية وغير شرعية، فعلى سبيل المثال تهريب البطاطا من سوريا الى لبنان، اذ تعبأ في كراتين كتب عليها انتاج لبناني. هذا التهريب سيؤثر على المزارعين اللبنانيين ويزيد معاناتهم في تصريف انتاجهم، مع العلم أن السوق اللبنانية ستشكل متنفساً للمزارعين السوريين، في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يعيشونها، فضلاً عن الانهيار الكبير لليرة السورية أمام الدولار الأميركي، وبسبب ذلك تدنت أسعار العديد من المنتجات السورية.

اليوم يعود ملف التهريب الزراعي الى الواجهة، مع اعلان رئيس تجمّع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي أن البطاطا السورية تغزو السوق اللبنانية بكميات كبيرة تفوق التصوّر وبأسعار زهيدة ومضاربة تبقى أقل من كلفة الانتاج اللبناني. وهناك 50 ألف طن من البطاطا اللبنانية يعجز المزارعون عن تصريفها في الأسواق المحلية قبل شباط 2023، أي عند دخول البطاطا المصرية.

وأكدت مصادر وزارة الزراعة اللبنانية لموقع “لبنان الكبير” أن ليس هناك روزنامة زراعية بين لبنان وسوريا تتيح دخول البطاطا السورية الى البلد، وبالتالي أي حبة بطاطا سورية في لبنان دخلت بأسلوب غير شرعي، ويجب اعتبار كلام ترشيشي كإخبار للنيابة العامة، وعلى القوى الأمنية التدخل سريعا من أجل حماية المنتج اللبناني.

وأوضحت المصادر أن البطاطا المصرية، ستدخل اعتباراً من أول شباط 2023 كما في كل عام، وذلك التزاماً بالروزنامة الزراعية بين لبنان ومصر، ودخل اتفاق استيراد البصل من مصر حيز التنفيذ للروزنامة الزراعية منذ حوالي الشهر لكن التجار لم تستورده بسبب فرق أسعار الدولار.

وشددت على أن ما يهم الوزارة قبل كل شيء الأمن الغذائي للمواطن اللبناني بأقل كلفة ممكنة والالتزام بالاتفاقات الدولية وتنفيذ الروزنامة الزراعية.

اما ترشيشي فعزا في حديث لموقع “لبنان الكبير” سبب الكساد في كميات البطاطا اللبنانية الى دخول كميات كبيرة من البطاطا المهربة من سوريا الى الأسواق اللبنانية، مشيراً الى أن “هذا التهريب سيدمّر المزارع اللبناني وخسارته ستكون كبيرة، خصوصاً أن مزارعي البطاطا اللبنانيين خسروا كثيراً خلال عام 2022، وذلك لارتفاع كلفة الانتاج نظراً الى ارتفاع أسعار الأدوية والبذور والأسمدة والمحروقات، فعلى سبيل المثال كانت كلفة المازوت تشكل 5٪ من كلفة الانتاج وأصبحت هذه السنة تشكل 40٪ وهو مبلغ كبير”.

أضاف: “عندما كان الدولار يساوي 37 ألف ليرة لبنانية كان سعر كيلو البطاطا بين 11 و12 ألفاً، أما اليوم والدولار يشارف على الـ 50 ألفاً فسعر الكيلو لدى المزارع 10 آلاف، وبذلك يكون (أكلها)”.

وأكد ترشيشي أن هذه الزراعة في لبنان تعتبر ثاني أهم زراعة في لبنان بعد زراعة الأشجار المثمرة، لأنها تستحوذ على مساحات كبيرة من الأراضي وتعد زراعة مكلفة. وينتج من هذه الأراضي 350 ألف طن، 50 ألفاً للتصنيع و150 ألفاً للاستهلاك و150 ألفاً للتصدير.

شارك المقال