انخفضت أسعار المحروقات… فأقفلت المحطات!

تالا الحريري

بات تأرجح أسعار المحروقات يشبه تأرجح سعر صرف الدولار، ويبقى أصحاب المحطات متخوفين من هبوط الأسعار لما يسببه من خسائر لهم، بينما ينتظر المواطن إنخفاضاً ولو بـ5 آلاف ليرة. على مدى فترة طويلة ظل أسعار المحروقات تتراوح إرتفاعاً من ألف الى 20 ألفاً وإنخفاضاً بالفارق نفسه، لكن الهبوط الحاد الذي سجلته أمس أثار قلق أصحاب المحطات مما إستدعى رداً من عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس الذي قال: “خفض أسعار المحروقات في لبنان هو مطلبنا قبل غيرنا لأنه يزيد من الاستهلاك وينمّي المبيعات في المحطات، ولكن ليس بتحميل المحطات خسائر تتخطى الـ 80000 ليرة بكل صفيحة بنزين لأن وزارة الطاقة أصدرت جدول تركيب الأسعار اليوم (أمس) مع احتساب سعر صرف الدولار وفقاً لمنصة صيرفة تبعاً للتعميم الصادر أمس (الأول) عن مصرف لبنان. ولكن المحطات لم تستطع بتاتاً الحصول على الدولار من المصارف واضطرت لشرائه من مكاتب الصيرفة بسعر يفوق الـ 44500 ليرة”.

وناشد “حاكم المصرف المركزي وجمعية المصارف إما فتح أبواب هذه الأخيرة فوراً لتبيع المحطات الدولار على قاعدة صيرفة أو ابلاغ وزارة الطاقة، اليوم قبل الغد، بأنها غير قادرة على الالتزام وأنها تستثني محطات المحروقات التي يجب أن يعود الجدول الى الصدور وفقاً للآلية التي كانت معتمدة قبلاً أي على سعر الأسواق الموازية حيث نؤمن فعلياً الدولار، وإلا فاننا متجهون قسراً إلى أزمة غير مستحبة ليلة الأعياد”.

جدول أسعار الأربعاء

وصدر أمس جدول جديد للمحروقات يتضمن إنخفاضاً هائلاً في الأسعار، إذ إنخفض بنزين الـ95 اوكتان 137 ألف ليرة وسجّل 629 ألفاً وإنخفض الـ98 أوكتان 141 ألف ليرة ليسجّل 646 ألفاً، كذلك إنخفض الديزل 152 ألف ليرة وسجّل 700 ألف، والغاز سجّل 413 ألف ليرة بعدما إنخفض 90 ألفاً.

وعلى أثر اعلان البراكس عن الاتجاه إلى أزمة، سرعان ما أقفلت المحطات في معظم المناطق إحتجاجاً على جدول الأسعار وعادت الطوابير إلى المحطات. ويبدو أنّ مسلسل إنقطاع البنزين والطوابير والانتظار لساعات طويلة قد عاد من جديد وسيستمر إلى حين تحقيق مطلب أصحاب المحطات إمّا إعتماد الدولار على قاعدة “صيرفة” أو على سعر الأسواق الموازية.

نشابة: الجدول اليومي يؤثر على أصحاب المحطات

وأشار المحلل السياسي والاقتصادي شادي نشابة في حديث لـ”لبنان الكبير” إلى أنّ “كلاً من سعر النفط العالمي وسعر صرف الدولار يلعبان دوراً في تغير سعر المحروقات. سعر النفط العالمي انخفض دولارين للبرميل الواحد كما أنّ سعر صرف الدولار إنخفض كذلك، فمن الطبيعي أن تنخفض أسعار المحروقات”.

وأوضح أن “أصحاب المحطات قاموا بالتصعيد لأنّهم اشتروا على السعر العالي والآن سيبيعونه بسعر منخفض، وبالتالي يقومون بعملية ضغط ليأخدوا فترة أطول من أجل التخلص من الكمية التي اشتروها على السعر القديم. فعندما يرتفع سعر برميل النفط يجنون أرباحاً طائلة لكن عند الخسارة يريدون تحميل المواطنين الخسارة أيضاً. وما بات يؤثر على أصحاب المحطات هو صدور جدول الأسعار بصورة يومية بينما كان يصدر أسبوعياً في السابق”.

لا أزمة غاز في الأفق

في المقابل، نفى رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته فريد زينون أن تكون هناك أزمة غاز في السوق. وانتقد بعض النقابيين الذين أشاعوا بأن هناك أزمة وأن موزعي الغاز يخسرون ويتجهون الى الاضراب، معتبراً أن “هذا التهويل على مصالح الناس غير مقبول، لأن الحقيقة أن موزعي الغاز يشترون بالدولار من شركات التعبئة ويبيعونها لمحال تجارية ومحال السمانة بالدولار، وبالتالي لسنا معنيين بأزمة ارتفاع أو هبوط العملة اللبنانية، علماً أن هذه الآلية مرخصة وموافق عليها من وزارتي الطاقة والاقتصاد”.

شارك المقال