أزمة نقص الأدوية تعود… والدولرة قريبة

تالا الحريري

غاب الحديث في الفترة الأخيرة عن الأدوية وأسعارها ومدى توافرها في الصيدليات أو إنقطاعها، على الرغم من أننا لا نزال نشهد احتجاجات المرضى خصوصاً مرضى السرطان وغسيل الكلى وشكواهم من عدم توافر أدويتهم أو وجودها بأسعار خيالية. ومع إقرار وزارة الصحة العامة صدور مؤشر لأسعار الأدوية، كان من المتوقع أن يكون هذا المؤشر الحل لمشكلة إنقطاع الادوية، وعدم وجود حجة لدى الشركات والمستوردين للشكوى من الفروق في سعر الدواء، والمماطلة في تسليمه الى الصيدليات. لكن يبدو أنّ مؤشر الأسعار وحده لن ينفع في ظل تأزم الوضع المالي، وأنّ تلاعب سعر صرف الدولار سيبقى عائقاً أمام الصيادلة في تسلم أدويتهم. فهل عادت أزمة الأدوية مجدداً؟

هذا ما أكده الصيدلي رامي عاشور لـ”لبنان الكبير” من “أنّنا نشهد أزمة أدوية مجدداً بسبب ارتفاع سعر الدولار، فالشركات لا تزال متوقفة عن تسلمينا الأدوية وإذا سلمتنا فتكون الكميات قليلة جدّاً. هناك أدوية كثيرة مقطوعة كأدوية السكري وحقن الأنسولين، وبخاخات الربو، أي أننا مقطوعون من هذه الأدوية الضرورية منذ حوالي 3 – 4 أشهر”.

وأشار إلى أنّ “صدور مؤشر أسعار الأدوية يحل الأمور ليومين ثم نعود إلى مشكلة عدم تسلم الأدوية. الحل الوحيد هو التسعير بالدولار، كل ما هو فيتامين وأدوية موجودة على TVA باتت تسعر على الدولار”، متوقعاً أنّ تكون الخطوة المقبلة دولرة الأدوية.

وشدد على أنّ “هناك أزمة أيضاً في أدوية السرطان وغسيل الكلى، التي تتعلق بالفعل أكثر بوزارة الصحة، وهناك أكثر من شخص يأخذون أدويتهم من الوزارة شكوا من عدم توافرها”.

أما الصيدلي ربيع شاهين فأوضح عبر “لبنان الكبير” حول أزمة الدواء المستجدة أنّ “وزارة الصحة وعدت بإصدار مؤشر يومي، لكنها تأخرت مجدداً في تنزيله بسبب الارتفاع والهبوط السريع للدولار، ما أدى ببعض الشركات إلى عدم تسليم الأدوية أو إلى التباطؤ الكبير في الطلبيات. غالبية الشركات التي لم تكن تأخذ نقداً أصبحت اليوم تحصل على الكاش وهذا ينهك الجسم الصيدلي بصورة غير طبيعية وهناك أزمات عديدة”.

شارك المقال