جشع التجار يرفع أسعار الخضار… و”الاقتصاد” تفعّل الرقابة

آية المصري
آية المصري

مع بداية شهر رمضان المبارك، لمس المواطن ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار مختلف السلع ولا سيما الخضار والفاكهة، فجشع التجار والمزارعين يحتل الحيز الأكبر في هذه الآونة، وهستيريا الأسعار يصعب وصفها، فمن كان ليصدق أن تتجاوز باقة البقدونس الخمسين ألف ليرة، والخسة مئة ألف، حتى بات سعر صحن الفتوش يقارب المليون ليرة يومياً؟

وحين تقصد محال الخضار تسمع انزعاج المواطنين وعجزهم عن شراء ما يحلو لهم من الخضار والفاكهة في هذا الشهر الفضيل، لا سيما أن أسعارها باتت تقترب من أسعار اللحمة الحمراء والبيضاء. فأين الرقابة على هؤلاء التجار؟ ولماذا لا توضع خطة تراعي العرض والطلب من جهة والأمن الغذائي من جهة أخرى كي لا نشهد هذه الأسعار الخيالية؟

الحاج حسن: ضبط الأسعار يحتاج تضافر الجهود

أكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك كميات متوافرة من المنتجات، وأسعارها يجب أن تكَون أقل من ذلك بكثير، ولكن خلال شهر رمضان هذه الأسعار ترتفع من دون أي مبرر سوى الجشع من بعض التجار”، مشيراً الى أن “ضبط هذه الأسعار في الأسواق يحتاج الى تضافر الجهود مع وزارة الاقتصاد والأجهزة الأمنية”.

أبو حيدر: صلاحياتنا على أسواق المفرق

أما المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر فأوضح أن “صلاحياتنا مقتصرة على الأسواق التي تبيع الخضار والفاكهة بالمفرق، ووزارة الاقتصاد تقوم بالرقابة اللازمة ومراقبو حماية المستهلك يتابعون الموضوع وجولاتهم لا تتوقف وكل يوم موجودون في منطقة معينة، وقمنا بتسطير محاضر عدّة ببعض المخالفين نتيجة تخطيهم هوامش الربح وسنستمر في دورنا هذا”، لافتاً الى أن “كل ما يتعلق في الأسواق بالجملة خاضع لوصاية وزارة الزراعة”.

الترشيشي: 3 أسباب لارتفاع الأسعار

في المقابل، أكد رئيس نقابة المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي أن “هناك أسباباً عدة تساهم في ارتفاع أسعار الخضار وأبرزها أن المواطن مع بداية شهر رمضان يسارع الى شرائها وتموينها على مدار أسبوع كامل، وهذه الحركة الكبيرة والمتسارعة تزيد من حجم الشراء عموماً فترتفع الأسعار. اما السبب الثاني فيعود الى الطقس وقلّة ظهور الشمس تقلل من الانتاج، والسبب الأخير هو أن 70% من هذه البضاعة تأتي من سوريا وارتفاع الأسعار هناك ينعكس على السوق اللبنانية اضافة الى الارتفاع في سعر صرف الدولار في السوق السوداء وانعدام استقراره”.

واعتبر الترشيشي أنه “لا يمكن لأي جهة أو طرف أن يحد من هذا الارتفاع، فهذا سوق بحسب العرض والطلب يتحرك، ففي حال كانت البضاعة المعروضة أقل من الطلب من البديهي أن ترتفع الأسعار، اما اذا كانت البضاعة المعروضة أكثر من حاجة الناس اليها فسينخفض سعرها في السوق”.

جشع التجار كما بات معلوماً لا مثيل له ومكشوف بصورة واضحة، فهم يسعون باستمرار الى كسب المزيد من الأموال من دون أي رحمة بهذا المواطن الذي يعاني الأمرين يومياً ولا سيما في هذا الشهر الفضيل.

شارك المقال