“حسن النية” لن يعزل لبنان رغم الاضراب

حسين زياد منصور

في الوقت الذي يتواصل فيه اضراب “أوجيرو”، بدأت شركات توزيع الانترنت برفع قيمة الاشتراك واعتمادها بالدولار الأميركي، وعلى الرغم من ذلك فجميع الشركات ترتبط خدماتها بسنترالات “أوجيرو”.

يشير البعض الى أن مسألة توقف السنترالات جميعها في حال استمرار الاضراب مجرد أيام، وأن لبنان سيدخل في العزلة وتتوقف مؤسسات كثيرة عن العمل، وهذا الانقطاع سينعكس على كل القطاعات الاقتصادية والمراكز الحكومية، مع العلم أن الخدمة في الوقت الحالي سيئة، خصوصاً مع توقف عدد من السنترالات المسؤولة عن الهاتف الثابت وتوفير خدمات الانترنت عن العمل جزئياً أو كلياً في بعض المناطق بسبب الأعطال وعدم صيانتها أو فقدان مادة المازوت.

ويأتي توقف الانترنت لأسباب عدة، أبرزها الكهرباء وانقطاعها المستمر، وعدم توافر المازوت لتشغيل المولدات الى جانب الأعطال التي تطرأ على الشبكة بصورة عاجلة وصعوبة معالجتها بسبب اضراب الموظفين، الذي كان خلال الفترة الماضية تحت شعار تحسين الرواتب وربطها بالدولار وتأمين الأموال اللازمة للقيام بأعمال الصيانة والتشغيل.

السنترالات

كثر الكلام عن أن السنترالات ستتهاوى بعد أيام في ظل استمرار الاضراب، خصوصاً بعد توقف بعضها، وتأثر خدمات شركتي “ألفا” و”تاتش” بذلك. وكان التخوف من خروج السنترالات الأساسية عن الخدمة ما يعني عزل لبنان عن الانترنت والاتصالات الخارجية.

وفي السياق، يقول نائب رئيس نقابة موظفي وعمال “أوجيرو” مازن حشيشو في حديث لـ “لبنان الكبير”: “ان السنترالات الستة الأساسية في لبنان والتي تضم الاتصال الدولي والانترنت والسيرفرات التي تغذيها لن تنقطع، فالمبادرة التي أطلقناها والمتعلقة بهذه السنترالات بعدم انقطاعها وخروجها عن الخدمة، يمكن تسميتها بمبادرة حسن نية تجاه الشعب اللبناني، وما بيهون علينا”.

ويؤكد أن “السنترالات ستتهاوى لأنها تحتاج الى الصيانة والمازوت، في المقابل نحن مستمرون في إضرابنا وكفانا وعوداً، ولكن عربون وفاء للشعب اللبناني لن نتلكأ في عملنا بما يخص هذه السنترالات الأساسية”.

اجتماعات

والى جانب التحركات التي قام بها الموظفون في سبيل إيصال صوتهم، وبعد الاجتماعات مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، أعرب رئيس لجنة الاتصالات والاعلام النيابية النائب ابراهيم الموسوي، بعد لقاء مع وفد نقابة عمال وموظفي هيئة “أوجيرو”، عن تفهمه للمطالب إن كان لجهة تصحيح الرواتب وإنصافهم أسوة بسائر زملائهم في قطاع الاتصالات، الى جانب ضرورة ايجاد حلول للاضراب بما يحفظ حقوق الدولة والمواطنين، والعاملين في “أوجيرو”.

وأشارت مصادر الى أن المشكلة ليست عالقة لدى وزير الاتصالات، بل على العكس فهو يدعم مطالب الموظفين في تعديل رواتبهم ويؤيدها خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار.

ويوضح حشيشو أن الهدف من الاجتماعات التي عقدت أمس هو توضيح آلية الحفاظ على المال العام، وأن الأموال المستهدفة للحصول على الزيادات لن تكون من جيبة المواطن اللبناني.

تجدر الإشارة الى أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عمال وموظفو “أوجيرو” الاضراب، بل نفذوا في المرات الماضية إضرابات عدة كانت نتيجتها وعوداً على أمل مساواتهم بموظفي وعمال شركتي “تاتش” و”ألفا”.

شارك المقال