كريدية لـ”لبنان الكبير”: ساعات وتتوقف السنترالات في لبنان

حسين زياد منصور

لطالما حذرت هيئة “أوجيرو” من المشكلات التي تواجهها على مختلف الأصعدة، ان كان لناحية رواتب الموظفين أو تأمين المازوت للمولدات وحتى صيانتها، خصوصاً أن قطع الغيار والزيوت وكل ما يتعلق بالتصليحات يحتسب وفق الدولار الفريش، أو وفق سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء. وهذه التحذيرات لم تطلق منذ فترة قريبة بل على العكس كانت تتردد منذ زمن، في ضوء التخوف من الوصول الى المرحلة التي وصلنا اليها اليوم.

فوفق هيئة “أوجيرو” كان السعي والهدف من كل الانذارات والتحذيرات هو تفادي الانهيار كما باقي المؤسسات الكبيرة في البلد، لكن الهيئة لم يعد بإمكانها الصمود أكثر من ذلك، فتوقف قطاع الاتصالات والانترنت عن العمل وبالتحديد “أوجيرو” سيكون له تأثير سلبي على بقية القطاعات في البلد، لأن الهيئة تحمل على عاتقها كل مكونات الاقتصاد الوطني من مصارف ومدارس وجامعات ومستشفيات وأمن.

كريدية: الهدف ايصال البلد الى شلل تام

وفي مقابلة مع موقع “لبنان الكبير” يؤكد المدير العام لهيئة “أوجيرو” عماد كريدية “أننا تجاوزنا مرحلة دق ناقوس الخطر، بل دخلناها، فالاعتصام هذه المرة هو رسالة الى المسؤولين والرأي العام لأن القضية ليست قضية رواتب وحسب، بل استمرارية قطاع الاتصالات والانترنت في لبنان”.

ويقول: “مسألة ساعات تفصلنا عن بدء توقف السنترالات في لبنان، فيوم الجمعة سنكون مضطرين الى التوقف عن تشغيل السنترالات لأسباب خارجة عن ارادتنا، وخلال الأيام المقبلة لن يكون عندنا مازوت لتشغيلها. وهو ما نحاول قوله للمسؤولين ان هيئة اوجيرو ركيزة أساسية، حتى أن ألفا وتاتش ستوقفان خدماتهما في حال لم نتمكن من دفع الفواتير لموردي الانترنت في الخارج أيضاً”.

ويضيف: “انطلاقاً من اليوم حتى نهار الأحد سيتوقف عن العمل ما يقارب 33 سنترالاً موزعة على مختلف المناطق اللبنانية، من أصل 103 أي 10٪ من السنترالات ستتوقف هذا الأسبوع، أبرزها سنترالات الجديدة، بعبدات، بيت مري وبرمانا ومن ضمنها أيضاً سنترالات تعد حساسة مثل سن الفيل والمتن الأوسط”.

 

وعن السنترالات الأساسية يشير الى أنهم سيسعون الى مواصلة العمل في السنترالات الموصولة بالكابلات البحرية بأي طريقة ممكنة كي لا ينقطع لبنان عن العالم، لكنه يتساءل عن فائدة ذلك في حال توقفت بقية السنترالات عن العمل؟ أي أن هذه السنترالات تعمل ولا يمكنها تقديم الخدمات للمستشفيات والمدارس والشركات العاملة في لبنان.

ويجدد كريدية التأكيد أن ما سيحصل لا علاقة له بالاضراب بل لأنهم لم يعودوا قادرين على شراء المازوت. ويسأل “هل يمكن لمسؤولي البلد تحمل تبعات تصرفهم والاستلشاق بقطاع الاتصالات؟ وهل الهدف إيصال البلد الى شلل تام؟”، قائلاً: “لا يمكنني الحكم على ذلك فلا أعمل في السياسة، بل أنا فني وتقني وهدفي خدمة الناس، لكن الواضح في مكان ما، عن قصد أو غير قصد، أننا سنصل الى الشلل التام، فهل يقدّرون أن المدارس ستتوقف، الجامعات كذلك، مصرف لبنان وبقية المصارف، المستشفيات والأمن، كل هذه القطاعات ستتأثر في حال توقف هيئة أوجيرو عن العمل؟”.

وحذر من أن “الأمن الوطني في خطر”، مذكراً بأنه اتهم في السابق بالتهويل على اللبنانيين، “لكن هذا الأمر لم يكن صحيحاً أبداً، وها نحن للأسف نصل الى المكان الذي توقعنا وحذرنا من الوصول اليه”.

ويعتبر “أننا وصلنا الى مرحلة حساسة وخطرة، غير مسؤولين فيها عما سيحصل في الأيام المقبلة، لا موظفو الهيئة ولا ادارتها، لأن الأمور خرجت من أيديهم، وفي الهيئة مستعدون للعمل 36 ساعة لا 24 وليلاً نهاراً لتأمين الخدمات، في حال توافر الأموال اللازمة، لكن فاقد الشيء لا يعطيه”.

شارك المقال