“محطة عين الرمانة 2021” تشعل الفتيل؟

ليندا مشلب
ليندا مشلب

لا الـ٣٩٠٠ ولا الـ٦٢٠٠ ولا حتى الـ١٨٠٠٠ ستفرج سوق المحروقات. فمشهد الطوابير والزحمة والعصفورية في محيطها وتجارة البنزين والمازوت وهلع الناس والتخزين والتهريب تحتاج إلى معجزة لتبديلها، بحسب مصدر معني بهذا الملف. والخوف كل الخوف أن يولد الاحتقان على أبواب المحطات شرارة جديدة لجولات عنف، الكل يدرك خطورتها ويجهل مسارها، إلى حد دفع المصدر إلى التخوف من أن تكون محطة البنزين “بوسطة عين الرمانة الـ٢٠٢١”.

ولما أصبح هذا السوق نقطة اهتمام جاذبة للتعرف إليه، سأل موقع “لبنان الكبير” عن الكثير من تفاصيله التي تفتحت عليها العيون بعدما كان سوقاً غامضاً في السابق.

اثنتا عشرة شركة مستوردة للنفط تتوزع على الشكل الآتي:

كورال وliquigaz لآل يمين، توتال (فرنسية حتى مديرها في لبنان فرنسي)، medco مارون شماس، hypco بشير البساتنة، uniterminals جورج فياض،apec طرابلس لآل حجي، hif بيار عبيد وعلي زغيب، united جوسلين طايع، lpt طوني عيسى، cogico تم حل الشركة من مدة وضمها إلىhypco ، بالإضافة إلى المنشآت التابعة للدولة في كل من الزهراني وطرابلس، أما الوردية التي كانت تتبع لرجل أعمال سعودي فقد اقفلت وتم بيعها لإيلي باسيل الذي يملك امتياز الكهرباء في جبيل، وحتى الآن لم يُعد تشغيلها وتركت عقود زبائنه معلقة. وعُلم أن باسيل لا يرغب بإعادة تشغيلها قبل رفع الدعم كلياً… وربطا هناك جدول بالقدرة التخزينية للشركات المستوردة، وطرحت علامات استفهام حول كازخانات تملكها الدولة واستأجرتها منها شركة hif التي أجّرتها بدورها لشركة uniterminals في حين الدولة بأمس الحاجة اليوم لهذه الخزانات.

وفي ما خص مصروف المحروقات، فإن السوق يحتاج يومياً لتغطية الحاجة الاستهلاكية في هذه المرحلة إلى حوالي ١٠ ملايين ليتر بنزين و١٦ مليون ليتر مازوت مع الانقطاع شبه الدائم للكهرباء وارتفاع وتيرة تجارة المحروقات والتخزين بالإضافة إلى التهريب الذي “لا يقهر”…أي بحدود خمس إلى ست بواخر أسبوعياً. واذا سلمنا أن القدرة التخزينية للشركات تقدر بـ٥٣٣ مليون ليتر، فإن لبنان حتماً عائم على بحر من البنزين والمازوت، لكن أيادي خفية تتحكم به، وعليه فإن مشهد المحطات التي أصبح التخوف كبيراً جداً من إمكانية انفجار الوضع في محيطها بسبب الاحتقان والتوتر، لن يتغير ولا حتى برفع الدعم والذي أصبح وشيكاً، لان “مش ماشي الحال هيك” كما تقول مصادر حكومية لـ”لبنان الكبير”، مرجحة أن تتفاقم الأزمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأن يبقى الربط بين تفريغ البواخر وصرف الاعتمادات هو الذي يتحكم بالسوق وتغذية المحطات، وتتخوف المصادر من أن تصبح للمحروقات سوق سوداء دائمة لا يستطيع أحد السيطرة عليها.

إقرأ أيضاً: “الأربعاء الكبير”… هل يكون شرارة العصيان؟!

يقول رئيس مجلس إدارة شركتي لكوي غاز وكورال أوسكار يمين لـ”لبنان الكبير” إن مشكلة المحروقات التي بدأت فعلياً في ٢٨ حزيران، لم يكن هناك بُعد نظر في حلها، ولن ننتهي منها. وقد أدت إلى تعطيش السوق زيادة على العطش الذي كان مصاباً به أصلاً، نحن نحتاج حالياً إلى ١٣٠ مليون ليتر كل خمسة أيام، ٥٠ مليون ليتر بنزين و٨٠ مليون ليتر مازوت، يمكن اعتبار هذه الكمية بحراً في الحالات الطبيعية، لكن الواقع انها تستنفد في خمسة أيام ونحن قادمون على استهلاك أكبر لمادة المازوت كما أن التهريب شغال وهناك جزء كبير من المواطنين يتاجرون بالبنزين والمازوت في السوق السوداء وهذا يصعب الأمر، أما الحل فهو اعتماد خطوط عسكرية في سرعة فتح اعتمادات البواخر وجعلها تفرغ خزاناتها طيلة الأسبوع لإمداد كل المحطات يومياً وإغراق السوق، فإذا بقي الأمر على حاله سيقال حينها إن الاقتصاد بخير والناس تستطيع تحمل رفع الدعم إذا اقترن بخطة دعم للنقل العام والموظفين، أما رئيس مجلس إدارة شركة مدكو مارون شماس فقد فال لـ”لبنان الكبير” إن المشكلة حالياً تكمن في عدم الإسراع بفتح الاعتمادات. فباخرة المحروقات تركن على الشاطئ لمدة عشرة أيام قبل فتح الاعتماد وهي تحتاج حالياً إلى خطوط عسكرية، يعني عندما تصل تفرغ مخزونها مباشرة من دون انتظار، فالأمور لا تسير بشكل منظم ولن تحل إلا برفع الدعم وتسعير المواد بسعرها الحقيقي، وإلا سنبقى ندور في حلقة مفرغة…إذاً الانفجار الاجتماعي آت لا محال، والخوف أن نصل إلى يوم ننام فيه ثم نقوم على “بح دولارات” وخلصت ” القجة” عندها نستطيع القول إننا انتقلنا من السقوط إلى الارتطام…

شارك المقال