رغيفنا الغالي… بين البورصة والتهريب 

فدى مكداشي
فدى مكداشي

عادت “طوابير” الخبز، بعدما أعلنت نقابات الأفران والمخابز عن وقف توزيع الخبز وحصر بيعه في صالات الأفران والمخابز. ومع العلم أنّ مصرف لبنان لا يزال يدعم الطحين ومشتقاته، ومع إعلان وزارة الاقتصاد منذ حوالي أيام بشخص وزيرها في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة عن خفض سعر الرّغيف من ٣٠٠٠ إلى ٢٥٠٠ ليرة لبنانية، تغيب الرّقابة مع استمرار بعض الأفران برفع أسعارها.

فما هو سبب هذا الاحتكار، وهل قوت الفقراء أصبح مهدّداً؟ بعدما تردد أن سعر الربطة قد يصل إلى 5000 ليرة، فلا يعود بإمكان الفقير حتى أكل الخبز ناشفاً.

برباري:  محكومون بالبورصة

في حديث خاص لموقع “لبنان الكبير”، يشرح مدير عام مديريّة الحبوب والشمندر السكري جريس برباري أن “المطاحن تستورد القمح من الخارج على أساس سعر البورصة العالميّة التي تتغير حسب المواسم كروسيا وأوكرانيا وكندا وغيرها. ويتم إصدار جدول لتحديد الأسعار الجديدة بشكل أسبوعي. ولكن بعد ارتفاع الدولار في الآونة الأخيرة اعتبرت بعض الأفران أنها خسرت، والهامش المتعلّق بربحها أصبح قليلاً. وبالتالي، لم يتم القبول بخفض سعر الرّغيف إلى حين القيام بدراسة علميّة جديدة”.

وعن كيفيّة استمرار هذه الأفران بعد قرار وزير الاقتصاد، يقول: “سنعمل على الحفاظ على سعرها المتدني، ولكن في المقابل يجب تخفيض وزنها. هذا السعر الذي هو رهن التّغيرات الاقتصادية، يجب القيام بدراسة علميّة لوضع جدول يأخذ بالاعتبار السعر والوزن”.

ويشير إلى أن “المشكلة تكمن عند الموزعين الذين لا يلتزمون بالسلسلة الاقتصادية بهدف جني المزيد من الأرباح”، لافتاً إلى أن هناك “جلسة قريبة مع رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال لعرض وجهات النظر ووضع دراسة تراعي المواطن والتجار في آن معاً”.

عن تهريب الطّحين إلى سوريا، يقول: “إن هناك أجهزة أمنية ووزارات معنيّة مشرفة على ذلك، ونتلقى المراسيل التي تحذّر من تهريب ٥ إلى ٥٠ طناً في الشهر، ولكننا لا نعلم مصداقية هذه الأرقام، إذ إن هناك تخوّفاً من تهريب كميّات أكبر”.

الأسمر: المطلوب تضحية من أصحاب الأفران

يرى رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أن “المسؤول المباشر عن عمليّة التهريب هي الأجهزة الأمنية التي يجب أن تلعب دوراً رئيسياً في المراقبة، وعليها أن تعاقب كل من يهرّب الدواء أو الطحين، وكل معتدٍ على حياة الشعب اللبناني”. ويشير إلى أن “هناك خلافاً حول تسعير ربطة الخبز بـ٢٥٠٠ ل.ل. (والتي كانت ٣٠٠٠) من قبل وزير الاقتصاد، ولكننا نثني على هذه المبادرة، وخصوصاً في ما يتعلق بموضوع خفض أسعار المواد الأساسية كالغذاء والمحروقات، بعدما شهدنا تصاعداً تدريجيّاً في سعرٍ ربطة الخبز من ١٥٠٠ ليرة إلى ٢٧٥٠. وفي الوقت عينه، نحن بحاجة إلى دراسة شاملة لسعر الرغيف بالتنسيق مع أصحاب الأفران لكي لا ينعكس هذا التصادم بشكل سلبي على المواطن”.

واعتبر أن “الرغيف اللبناني هو لقمة عيش الفقير، وهو خط الدفاع الأول عنه”، داعياً أصحاب الأفران “الذين لديهم أصدقاء في النقابات إلى التضامن ورفع الحس الاجتماعي في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصّعبة التي نمرّ بها، خصوصاً أن الربح الكبير ليس مصدره الرغيف اليومي، بل هناك مصادر أخرى كمشتقات الطحين على أنواعها خصوصاً أن أسعار القمح تتفاوت بشكل يومي نزولاً وليس صعوداً إذ انخفضت أسعار القمح العالمية من ٣٢٠ دولاراً أميركياً للطن إلى ٢٧٠ دولاراً أميركياً، ويُفترض أن يكون هناك دراسة جديدة  لخفض سعر ربطة الخبز”.

 وختم قائلاً: “قد يكون سعر الرغيف لا يناسب أصحاب الأفران، ولكنه يناسب الجزء الأكبر من الشعب اللبناني. المطلوب تضحية من أصحاب الأفران، فعلى الرغم من الخسارة في الرغيف هناك ربح من الصّناعة التي تُنتج من الطحين ومشتقاته”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً