صحة البلد رهينة مافيات المولدات… ياسين لـ “لبنان الكبير”: نضغط لتركيب الفلاتر

عمر عبدالباقي

موضوع المولدات الكهربائية وبعض أصحابها من “المافيات” لا ينتهي، فعدا عن عجز “جيوب” غالبية المواطنين عن مواجهة ارتفاع الأسعار من خلال تركيب العدادات، وصل الأمر اليوم الى صحتهم وخصوصاً من خلال تأثير الضباب الدخاني الذي يلف بيروت يومياً نتيجة استخدام هذه المولدات، ويشكل سحابة ذات لون بني تظلل أفق المدينة المليء بالمآذن والأبراج الخرسانية، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، وكشفت فيه أن هناك حوالي 8000 مولد ديزل يعمل في مدن لبنان منذ انهيار الاقتصاد في العام 2019، ويمكن سماع أصوات هذه المولدات وشم روائحها ورؤيتها في الشوارع، ومع ذلك، يتجلى أسوأ تأثير لها في جودة الهواء الذي يضطر سكان المدينة الى تنفسه.

ويعمل علماء في الجامعة الأميركية في بيروت على بحث جديد سيتم نشره، ويؤكد أن الاعتماد المفرط على مولدات الديزل في العاصمة على مدى السنوات الخمس الماضية زاد بصورة مباشرة من خطر الاصابة بالسرطان، فيما يحذر أطباء الأورام من ارتفاع معدلات التشخيص الايجابي.

لذا، يُعتبر تركيب فلاتر حماية على المولدات الكهربائية حلاً ضرورياً لحماية صحة سكان بيروت، وبالتالي، ينبغي اتخاذ إجراءات فورية للحد من هذا التلوث، وأن تضرب الجهات المعنية في بيروت وغيرها من المناطق بيد من حديد على أصحاب المولدات ممن تسوّل لهم نفسهم المساس بصحة المواطن.

ياسين: تركيب الفلاتر بدأ في بيروت

يؤكد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، في حديث مع موقع “لبنان الكبير”، أن “الاجراءات المتخذة لتركيب فلاتر على المولدات الكهربائية بدأت بالفعل في بيروت، وسنضغط لتركيبها بصورة جدية في جميع المناطق اللبنانية. وفي الخريف الماضي، أصدرت وزارة البيئة توجيهات جديدة وأكثر صرامة بشأن تركيب فلاتر على المولدات الكهربائية، وطلبت من المحافظين والادارات المحلية تنفيذها على المولدات ذات الحجم الكبير والمتوسط التي تعمل في نطاقها. وتم تعميم هذه التوجيهات من بعض المحافظين للالتزام بها. بالاضافة إلى ذلك، تقوم وزارة البيئة بتنظيم ورش عمل مع جميع الجهات المعنية في وزارة الطاقة”.

ويعتبر ياسين أن “المشكلة الرئيسية لتلوث الهواء تكمن في الاعتماد الكبير على المولدات الكهربائية كمصدر أساسي للكهرباء بدلاً من شبكة الكهرباء الوطنية في لبنان. ويشكل وجود هذا العدد الكبير من المولدات الكهربائية في المنازل والمؤسسات والمراكز التجارية، واستخدامها بصورة مستمرة، خطراً جسيماً على البيئة والصحة العامة”.

ويشير الى أن “الحل يكمن في تحسين شركة كهرباء لبنان نظام التغذية والعمل على توليد الكهرباء من خلال طرق بديلة ونظيفة، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة”، مشدداً على وجوب “العمل على تعزيز البنية التحتية وتطوير قدرات توليد الطاقة النظيفة، ما يسهم في تقليل الاعتماد على المولدات الكهربائية وتحسين جودة الهواء وحماية البيئة وصحة المواطنين”.

صليبا: الحل بتحديد مواقع آمنة

تعتبر النائبة نجاة عون صليبا، المديرة التنفيذية للأكاديمية البيئية في الجامعة الأميركية في بيروت، مصدراً للتأكيدات والملاحظات حول الأبحاث التي نُشرت في صحيفة “الغارديان”، وتناولت التحذيرات والتوضيحات حول التأثير البيئي الخطير الناجم عن استخدام مولدات الكهرباء في بيروت ومناطق أخرى في لبنان من دون القيود المطلوبة.

وتذكر صليبا في حديث لموقع “لبنان الكبير” بأن “الحلول المقترحة لمشكلة المولدات الكهربائية لا تقتصر على تركيب الفلاتر عليها وحسب، بل تتضمن أيضاً تحديد مواقع آمنة لتوضع فيها هذه المولدات، بحيث لا تشكل تهديداً للسلامة العامة. فعلى سبيل المثال، يعتبر تحديد مكان وجود المولدات نقطة حاسمة في هذا السياق”.

وفي ما يتعلق بالجهود التشريعية للضغط على الجهات المعنية لتبني هذا الأمر، توضح صليبا أنه ستتم متابعة القضية مع محافظ بيروت والبلديات الأخرى، كما ستقدم مراسلات إلى الوزراء ذوي الصلة بهذا الشأن. وتقول: “كنائبة أنا لا أستطيع أن أفعل أكثر من هذا وسنعلي الصوت للتعبير عن هذه القضية ومخاطرها بالقدر المستطاع، فلا يسمح وضع قانون لهذا الموضوع لأن القانون يقول ان على وزارة الطاقة العمل، ويتطلب الأمر متابعة مستمرة للقضية حتى نرى جميع الجهات المعنية تعمل على حل هذه المشكلة”.

شارك المقال