الطاقة الشمسية بديل المحروقات المفقودة

تالا الحريري

مع انقطاع التيار الكهربائي في لبنان وغلاء الاشتراكات بالمولدات الكهربائية، ومع احتمال رفع الدعم عن المحروقات، باتت الطاقة الشمسية الحل البديل والوحيد أمام المواطنين في كافة القطاعات، على الرغم من أنّها تكلّف ما بين 10 و20 ألف دولار لتأمين نظام كهرباء خاص بهم. لكن المواطنين والشركات والمصانع وكل من يملك مصلحة، على استعداد لإنفاق هذا المبلغ، للهرب من العتمة وتأمين الكهرباء وغلا سيضطر للإقفال.

ويتوجه البعض إلى الإطفاء أو الإقفال بسبب عدم قدرته على تحمّل شح المازوت وارتفاع سعره الجنوني، فالموقع الاخباري “الكتائب.org” أعلن عدم قدرته على القيام بالتغطية بسبب إقفال المؤسسة، وأنّ عمل الموظفين من المنزل سيكون صعباً في ظل عدم توفر الكهرباء والانترنت أيضاً. بينما قامت بعض المجمعات التجارية كمجمّع سيتي سنتر، بإطفاء مولده الكهربائي بسبب نقص المازوت، إلى مطار رفيق الحريري الدولي وغيره أيضاً.

الطاقة الشمسية مُربحة أكثر

تُفيد مديرة شركة “Dawtec” لتأمين الطاقة الشمسية، ساندرا عون “لبنان الكبير” بأنّه أصبح هناك إقبال كبير لشراء أنظمة الطاقة الشمسية واستعمالها في ظل أزمة الكهرباء وارتفاع أسعار المازوت وشحّه، وتعتبر أن العمل في السابق لم يكن أبداً فعّالاً ومثمرا مثل الوقت الحالي.

وتقول: “كلفة أنظمة الطاقة الشمسية تبدأ من 2800$ وصولاً إلى 15000$. أمّا البضاعة فهي جميعها مستوردة، لكن نواجه صعوبة في الاستيراد بسبب غلاء البضاعة وتأخّر الشحن”.

وتشرح عن كيفية نظام الطاقة الشمسية: “مثلاً الـ20 أمبير كلفتها 6600$، ويمنح النظام الشمسي الـ20 أمبير وقت الظهيرة، في وقت الذروة. أمّا في الليل، فيستخدم البطاريات التي شُحنت من الطاقة الشمسية. هذه البطاريات تبقى متوفرة حسب حجم الاستهلاك، فإذا استخدم التلفاز والثلاجة والأضواء من دون المكيفات، تتوفر الطاقة طوال الليل، أما اذا تم استخدام الـ20 أمبير فإنّها تبقى لمدة ساعتين ونصف فقط، لكن اذا تم استهلاك 5 أمبير فإنّها تتوفر لمدة عشر ساعات. في فصل الشتاء، يعمل النظام بالطريقة عينها، لكن تحتاج وقتاً أكبر حتى تشحن البطاريات، ويجب أن ينتبه الفرد إلى مصروفه”.

تتوقع عون أن يزيد الشراء في حال رفع الدعم عن المحروقات واذا لم يُرفع أيضاً، توضح عون: “أول شيء سيحصل بعد تحسّن وضع الكهرباء، هو ارتفاع تعرفتها، هذا الغلاء سيُبقي الطاقة الشمسية مربحة اكثر أمام استخدام الكهرباء”.

أوجيرو: صامدون بصعوبة

شركة “أوجيرو” للاتصالات ما زالت صامدة حتى الآن وهي التي تعتبر العمود الفقري للإنترنت في لبنان. يقول مصدر في شركة أوجيرو لـ”لبنان الكبير”: “نواجه صعوبة كبيرة في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المازوت، أوجيرو لديها موازنة ملحقة بوزارة الاتصالات، في الموازنة التي تُعتبر ضمن الموازنة العامة للدولة اللبنانية، هناك ميزانية لكل شيء، ميزانية محروقات، ميزانية رواتب…”.

أمّا بالنسبة لكيفية قدرة الشركة على مواجهة الأزمة، يقول المصدر: “اوجيرو لديها مولدات خاصة بها، لكن المولدات الخاصة ليست مثل المولدات الكهربائية الموجودة في البلد، فهي ليست قادرة على تأمين الكهرباء 24 ساعة بشكل متواصل. مما يعني أنه لا يمكننا أن نحل مكان شركة الكهرباء. هناك ضغط كبير على مولدات أوجيرو، منها ما يحتاج إلى صيانة وبالدولار، وهذا ليس وارداً في موازنتنا. نحن نعاني لكن حتى الآن “ماشي الحال”، وأكبر دليل أن الناس ما زالت تستخدم الانترنت والهاتف للاتصال”.

وعن احتمال توجّه الشركة إلى اعتماد الطاقة الشمسية كبديل، يوضح: “نحن منذ زمن لدينا توجه لاستعمال الطاقة الشمسية، ومنذ 2017 نعمل على هذا الموضوع يعني قبل الأزمة، لكن الطاقة بحاجة إلى تمويل أي  إلى دولار، إذا خصص مجلس الوزراء لنا مبلغاً من أجل ذلك، نحن نرحّب بالفكرة ونعمل على الموضوع”.

وبالنسبة لرفع الدعم عن المازوت: “اذا بأمنلولنا أموال لشراء المازوت وأرادوا رفع الدعم، ليس لدينا مشكلة”.

بعض المؤسسات ما زالت تحاول الصمود عبر تأمين قدر الإمكان الكمية التي تحتاجها لضمان الاستمرارية ولو بنسبة ضئيلة، لكن لبنان سيشهد حتماً انقطاعاً تامّاً، وسيصبح أشبه بمدينة أشباح، ليبقى المازوت المخزّن احتياطاً لمنازل ومصالح السياسيين والمهرّب خدمة لـ”الأشقاء”.

شارك المقال