ضحية جديدة للمازوت… مياه الشرب غير متوفرة

تالا الحريري

يبدو أن أزمة المحروقات طالت جميع القطاعات وصولاً إلى العنصر الذي لا يمكن للانسان أو لأي كائن حي العيش من دونه، وهو المياه. اليوم يشهد عدد كبير من الدكاكين والسوبرماركت رفوفاً فارغة كلياً من مياه الشرب، والمواطن أصبح يتوجه إلى مياه التعبئة ليغطّي غياب صناديق وقوارير المياه.

فمن منّا كان يتوقّع أن تصبح بيوتنا خالية من قوارير المياه خصوصاً من شركات التوزيع المهمة كتنورين ونستله وصنين وغيرها، فنصل إلى التعبئة من دون معرفة ما هو مصدر هذه المياه، كأنه لم يكن ينقصنا سوى أن تتدهور صحتنا جرّاء شرب مياه غير صالحة.

جعجع: مصيرنا الإقفال

يؤكد مدير شركة “تنورين” غسان جعجع لـ”لبنان الكبير” أن هناك عجزاً في شركات المياه عن التوزيع، والسبب هو النقص في المازوت. ويقول: “الشركات التي تعاقدنا معها كانت تعطينا كمية معينة من المازوت في السابق، وما زالت في الوقت الحالي تعطينا الكمية عينها، مع العلم أن الكهرباء في السابق كانت تأتي 12 ساعة لكن الآن نمر بأزمة كهرباء. مثلاً مصنع تنورين يحتاج إلى 7 أطنان من المازوت يومياً، لكننا نحصل على 20 طن فقط في الأسبوع كلّه.”

ويضيف: “المازوت ليس فقط للنقل، بل المصنع بحاجة إلى المازوت حتى يعمل في ظل غياب الكهرباء، فإذا فقدت الكهرباء والمازوت لا يمكننا أن نصنِّع، كذلك بالنسبة للكميونات التي تنقل البضاعة من المصنع إلى المستودع.”

وبالطبع كما في جميع القطاعات لا أحد يستجيب لنداء أصحاب الشركات ولا أحد يدرك حجم المصيبة التي يعيشها اللبناني، يضيف جعجع: “نعيش أزمة مياه، وإذا لم يتأمن المازوت، مصيرنا الإقفال والناس لن تصلها المياه، لا أحد يدعمنا، نحن والكثير من شركات المياه الأخرى التي أعرفها، نقوم بشراء المازوت من السوق السوداء حتّى نلبّي الطلبات، وأصبحنا ننتج 4 أيام في الأسبوع، لذلك نناشد الدولة تأمين المازوت لشركات المياه.”

إنّ أزمة الدولار لم تؤثر في قطاع المياه فحسب، يقول جعجع: “العالم تريد أن تشرب، إذا كان الصندوق بـ20 ألف ليرة أو 50 ألفا، لن تفرق، هذه مواد أولية مثلها مثل الخبز. اليوم زبائننا لم يتأثروا بالأزمة، فغالون الـ19 ليتراً الذي يوزّع بين البيوت له الأولوية، المتأثر بالأزمة هي قوارير المياه التي تراجعت كمية توزيعها.”

هذا كان الرد الوحيد على هذه الأزمة من شركة تنورين، أمّا الشركات الأخرى مثل صنين وريم وصحة ونستله فلم نتلقَّ ردّاً منها على الرغم من التواصل بهواتفها المتاحة على مدى يومين توالياً.

“سبينس” و”التوفير”

في المقابل، يقول مصدر من شركة “سبينس”: “مرّت فترة لم يصلنا أي مياه ففقدت هذه السلعة من مستودعاتنا، حالياً تسلمنا كمية لكنّها قليلة جدّاً. الرفوف فارغة من قوارير المياه، والناس تعرف أن المشكلة من الشركات وليست منّا وما يحصل هو أن الزبائن يفتّشون في عدة محلات ولا يجدون.”

أمّا سوبرماركت “التوفير” فقد أكدّ مديره الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ”لبنان الكبير” انقطاع مياه الشرب منذ فترة طويلة. وتقول موظفة في الادارة: “نعاني كثيراً من انقطاع المياه، هناك تقصير كبير من جميع شركات المياه، وليس فقط من شركة واحدة، وهذه الحال منذ شهر تقريباً، تواصلنا معها مراراً لكن من دون جدوى”.

وتذكر أن صندوق المياه في سوبرماركت التوفير كان منذ فترة ليس طويلة بـ16 ألف ليرة وأصبح اليوم بـ22 ألفاً.

في الوقت القريب ستفقد جميع المساحات الكبرى مياه الشرب كلياً إذا استمرت الشركات بالنسج على المنوال عينه. واذا لم تقُم الدولة بدعم هذه الشركات ومساعدتها، فسنشهد رفوفاً خاليةً من جميع المواد الأولية إلى أن تقفل المتاجر والشركات بشكل نهائي.

شارك المقال