السفن الإيرانية… سمك في البحر

المحرر الاقتصادي

هل وصلت السفن الإيرانية المحملة بالمحروقات لمصلحة “حزب الله” أم لم تصل بعد؟ وأين أصبحت؟ وهل صحيح أن هناك محروقات ايرانية مخصصة للبنان؟

أسئلة كثيرة تتوارد الى أذهان اللبنانيين الخائفين من تداعيات هذه السفن التي، إن صدق وجودها، ستحمل معها عقوبات محتملة على لبنان، في وقت كان خبر إبحار هذه السفن من ايران باتجاه مرفأ بانياس السوري يفرمل، بين أسباب معرقلة اخرى، مساعي تشكيل الحكومة.

يقول موقع “ذي تانكرز تراكرز” المتخصص في تتبع حركة السفن، في تغريدة له رداً على سؤال حول موعد وصول السفينة الايرانية الى لبنان أو سوريا، اليوم او غداً: “مرحباً يا رفاق، هل يمكننا أن نتفق جميعاً أولاً على أن الناقلة يجب أن تصل إلى قناة السويس قبل معرفة إلى أين ستذهب بعد ذلك؟ ليس الأمر كما لو أنها ستنبت أجنحة وتطير من وسط البحر الأحمر. شكرا”.

وكان الموقع عينه تحدث قبل أيام عن “تأخر أول ناقلة تحمل وقوداً لشبكة الكهرباء. لقد رصدناها على صور الأقمار الصناعية، الناقلة الثانية غادرت إيران، وتتم متابعة ناقلة ثالثة”، ليوضح لاحقاً “أن الناقلتين اللتين ترفعان العلم الإيراني اللتين اجتازتا قناة السويس أخيراً (داران وجولرو) تتوجهان إلى سوريا وليس لبنان. إنهما تحملان النفط الخام”.

ماذا يعني ذلك؟ إن كل ما يقال عن السفن التي يحكى أنها سترسو في مرفأ بانياس تجنباً للعقوبات، ستصل في غضون أيام، ليس دقيقاً. هذا من جهة. ومن جهة أخرى، لا يمكن أن تكون السفينتان اللتان ترفعان العلم الايراني مخصصتين للبنان لأنهما تحملان النفط الخام الذي لا يناسب لبنان أصلاً. فالأخير لا يملك مصافي لتكرير النفط الخام، وهو ما دفعه الى الاستعانة بشركة اماراتية لمقايضة النفط الخام العراقي بآخر يصلح لمعامل الكهرباء. في حين أن سوريا تملك مثل هذه المصافي. وبالتالي اذا وصل النفط الخام الى مرفأ بانياس يستحيل تحميله عبر شاحنات لنقله الى لبنان، مما يرجح كثيراً أن تكون هاتان السفينتان مخصصتين لسوريا.

وكان لافتاً الاتصال الذي أجراه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بوزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، شاكراً إيران على إرسال المحروقات إلى لبنان. وبحسب وكالة “تسنيم” الايرانية شبه الرسمية، فإن باسيل هنأ عبد اللهيان بتوليه المنصب الجديد، منتقداً “سياسة أولئك الذين يجوّعون الشعب اللبناني من أجل تحقيق أهداف سياسية، ودعا الى ضرورة تطوير العلاقات بين الطرفين على الأصعدة كافة”.

وفي غضون ذلك، أكدت مصادر نفطية مطلعة لـ”لبنان الكبير” أن صهاريج المحروقات التي كشف المرصد السوري انها أتت من العراق وعبرت سوريا متوجهة الى لبنان وأن ميليشيات “أبو الفضل العباس” الايرانية الموجودة في مدينة الميادين سرقت بعضاً منها، لا تأتي ضمن الاتفاق النفطي بين لبنان والعراق الذي رفض طلب أحد الجهات اللبنانية تحويل خط السلع النفطية من البحر الى البر. وفي المعلومات أن الشركة الاماراتية “اينوك” التي رست عليها مناقصة استبدال نحو 84 ألف طن من النفط الاسود العراقي بـ ٣٠ ألف طن تقريباً من الفيول الثقيل grade B وحوالى 33 ألف طن من الغاز أويل، ستشحن هذه المادة بحراً، في عملية لم تبدأ بعد. وبالتالي، يُرجح أن تكون شحنات صهاريج المحروقات أُرسلت من بعض الجماعات المسلحة العراقية الموالية لايران في اطار تواصلها ودعمها للجماعات المسلحة في سوريا ولبنان عبر خط التهريب المعروف في العراق من خلال منافذ قريبة من منفذ القائم الحدودي والذي تسيطر عليه الجماعات المسلحة الموالية لايران.

إقرأ أيضاً: وقود إيران في محطات الحزب على لائحة العقوبات

وكان المرصد السوري قال إن دفعة جديدة من الصهاريج المحملة بالمحروقات دخلت الأراضي السورية خلال الساعات الماضية آتية من العراق، حيث دخل نحو 39 صهريجاً عبر المعابر الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة لإيران في الميادين والبوكمال في ريف دير الزور الشرقي، وأن الصهاريج سلكت طريق دير الزور متوجهة نحو حمص ومنها إلى لبنان. ووفقاً للمرصد، فإن 9 صهاريج على الأقل من ضمن الدفعة التي دخلت خلال الساعات الماضية، توجهت إلى مدينة الميادين بحماية ميليشيا “أبو الفضل العباس” حيث أفرغت حمولتها داخل خزانات كبيرة، كان تنظيم “داعش” قد أنشأها خلال فترة سيطرته على المنطقة الواقعة بمحيط آثار الشبلي في بادية الميادين، قبل أن تقوم الميليشيا بإعادة صيانتها أخيراً.

وبحسب المرصد السوري، فإن هذه هي الدفعة الثانية التي تدخل سوريا آتية من العراق ومتوجهة إلى لبنان خلال أسبوع، وكانت الدفعة الأولى ضمت 50 صهريجاً على الأقل.

شارك المقال