خاص

14 آذار تواجه 8 آذار انتخابيّاً في دوائر الجبل

لعلّ الميزة الأساسية التي تكتسبها المعركة الانتخابية في دوائر جبل لبنان الجنوبي، تتمثل في الطابع المستمر للمواجهة المتقابلة بين القوى السياسية المحسوبة بالمعنى التقليدي للتموضع على محوري 8 و14 آذار سابقاً، خلافاً لسواها من الدوائر التي تبدو المعركة فيها أكثر تفرّعاً لجهة عدد اللوائح التي تشكّلها الأحزاب المحسوبة على المحور السياسي الواحد في العناوين الاستراتيجية. وتنطلق الوحدة التحالفية في دوائر الجبل (بعبدا، الشوف، عاليه) من معطى مرتبط بالخصوصية التي تكتسبها المنطقة على صعيد ربط الأرضية التحالفية للقوى السيادية بأسس المصالحة التاريخية بين المسيحيين والدروز، كما الارتباط التاريخي بين قرى الشوف الأعلى وإقليم الخروب لجهة التداخل المناطقي والشعبي والسياسي المشترك على مدى عقود زمنية. أما على صعيد قوى 8 آذار، فالاتجاه يصبّ أيضاً باتجاه تشكيل لوائح واحدة في دوائر الجبل الجنوبي. ويعود السبب المعبّر عنه في مجالس سياسية إلى السعي نحو كسب مقاعد اضافية بايعاز يرعاه “حزب الله” على الرغم من غياب حضوره النيابي في دائرة جبل “لبنان الرابعة”.

وأشارت معلومات “لبنان الكبير” إلى ترسيخ التحالف بين الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”القوات اللبنانية” وحزب “الوطنيين الأحرار” في الشوف – عاليه وبعبدا، مع حسم أسماء المرشحين على اللائحتين في كلتي الدائرتين. وحصل ذلك بعد زيارة بعيدة عن الاعلام قام بها قبل أيام وفد من “التقدمي” إلى معراب، ضمّ كلّاً من النائب المستقيل مروان حماده والنائب أكرم شهيب. وعلم أن اللائحة المشكّلة في الشوف – عاليه ستتألف على صعيد قضاء الشوف من النائبين تيمور جنبلاط ومروان حماده عن المقعدين الدرزيين والنائب بلال عبدالله عن المقعد السني والنائب جورج عدوان عن المقعد الماروني، اضافة إلى مرشّحين جدد يبرزون للمرة الأولى على اللائحة، وهم توالياً: مفوض حزب “الأحرار” في الشوف فادي المعلوف عن المقعد الكاثوليكي، القيادية في الحزب “الاشتراكي” حبوبة عون عن المقعد الماروني الثاني، والمحامي سعد الدين الخطيب عن المقعد السني الثاني.

وينتظر حسم المرشح عن المقعد الماروني الثالث في الشوف علماً أنه لا يكتسب أهمية كبرى على صعيد صب الأصوات التفضيلية، باستثناء رمزيته على صعيد اكتمال اللائحة. وعلى الرغم من ترشح الخطيب على اللائحة وهو “مستقبليّ الهوى”، إلا أن هناك علامات استفهام عبّرت عنها مصادر مواكبة في الساعات الماضية حول القدرة على تحقيقه الفوز، طالما أن قرار تيار “المستقبل” كان واضحاً بعدم خوض الانتخابات أو توجيه الناخبين الى أي اتجاه، بل ترك الخيار لهم في المشاركة الانتخابية من عدمها. وهناك من يهمس أن ظروف نجاح الخطيب غير مضمونة. وفي المقابل، هناك في المنطقة من يعوّل على الصوت السني السيادي المحسوب على “المستقبل” في التأييد واختياره الخطيب، علماً أن أجواء مواكبة في “الاشتراكي” تؤكد على استمرار حرارة العلاقة مع “المستقبل” بما يجعل في رأي هؤلاء المعركة الانتخابية في المنطقة تكتسب الروحية التي عرفتها في الدورات الماضية لجهة طابع متجانس في التحالفات.

وتتألف اللائحة نفسها على صعيد قضاء عاليه من النائب أكرم شهيب عن المقعد الدرزي، راجي السعد الذي سيدعم بأصوات الحزب “الاشتراكي” التفضيلية عن المقعد الماروني. وبعدما كان الاتجاه نحو اختيار “القوات” المرشح الماروني في عاليه مقابل اختيار “الاشتراكي” المرشح الدرزي، تثبّتت المعطيات في الاجتماع الأخير بين المكونين على أن تسمّي “القوات” المرشح الأرثوذكسي وهو المهندس نزيه متى. كما تواصل جوجلتها لاختيار المرشح عن المقعد الماروني الثاني في عاليه. أما المقعد الدرزي الثاني، فسيبقى شاغراً على صعيد عاليه. وفي بعبدا، تأكد حسم 4 أسماء على لائحة “الاشتراكي”- “القوات” – “الأحرار”، وهم توالياً: النائبان بيار بو عاصي وهادي أبو الحسن، رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” كميل دوري شمعون والمرشّح المستقلّ ألكساندر كرم. وهناك مشاورات مع أكثر من شخصية شيعية للانضمام إلى اللائحة، علماً أن المشاركة الشيعية ستكون رمزية إذا حصلت في شبه غياب فرصة الفوز بحاصل شيعي.

المواجهة مع 8 آذار في دوائر الجبل الجنوبي، ستخاض في مواجهة لوائح واحدة أيضاً. وعلم “لبنان الكبير” أن لائحة 8 آذار في الشوف – عاليه ستتشكل من أسماء تأكدت، هي كالآتي في الشوف: النائب فريد البستاني عن المقعد الماروني الأول، غسان عطاالله عن المقعد الكاثوليكي، علي الحاج عن المقعد السني الأول، وئام وهاب عن المقعد الدرزي وطوني عبود عن المقعد الماروني الثاني. أما الاسمان اللذان تأكدا في عاليه، فهما حتى الآن: النائب سيزار أبي خليل عن المقعد الماروني والنائب طلال ارسلان عن المقعد الدرزي. بينما الأسماء الأخرى لم تحسم حتى الساعة، وتردها المعلومات إلى مفاوضات مستمرة مع الوزير السابق ناجي البستاني، في وقت هناك أسباب قد لا تشجّع التحالف لناحية أن اللائحة تضم مرشحاً من دير القمر من آل البستاني، كما أن ترشّح ناجي البستاني على اللائحة يصعب وصوله إلى الحاصل، خلافاً لقدرته على بلوغ الحاصل في حال شكل لائحة واحدة مع وهاب فحسب، وهذا الاحتمال لم يعد قائماً مع الاتجاه الى تشكيل لائحة واحدة. وعُلم أن هناك مناوشات حصلت في عاليه في ما يخص حسم بعض الأسماء النهائية التي يمكن أن تترشح على اللائحة. وفي بعبدا التوجه أيضاً هو نحو لائحة واحدة بين قوى 8 آذار بما يشمل “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحرّ”، وتضم النواب آلان عون وفادي علامة وعلي عمار والنائب السابق فادي الأعور حتى اللحظة. لكن تبقى الأنظار على معركة انتخابية كبرى في الشوف وعاليه، حيث هناك ما يقارب 5 مقاعد غير محسومة النتائج ستدور المعركة الانتخابية حولها (4 مقاعد في الشوف ومقعد في عاليه) بين لائحتي 8 و14 آذار.

زر الذهاب إلى الأعلى