خاص

“بيروت الثانية”: غياب المرجعية والوجوه الحقيقية يشتت الأصوات

52 يوماً بقي على الانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل – اذا جرت – وسط المحاولات العديدة التي يقوم بها “التيار الوطني الحر” وأفرقاء آخرين لتطييرها.

ومع إقفال باب الترشح في 15 آذار الجاري، بلغ عدد المرشحين في بيروت الثانية 118 مرشحاً بزيادة مرشح واحد عن العام 2018. وفي حين لم تتألف اللوائح بعد الا أن المنافسة قائمة، خاصة أن هذه الانتخابات تجري لأول مرة في ظل إنكفاء الرئيس سعد الحريري وتيار “المستقبل” عن خوضها اضافة الى عزوف شخصيات سنية مهمة في بيروت. ويبدو أنّ غياب الرئيس الحريري فتح شهية الطامحين الى الزعامة السنية للمشاركة في الانتخابات. فما هو وضع “بيروت الثانية” اليوم؟

أكدت مصادر مطّلعة لـ”لبنان الكبير” أنّ “هناك عدّة محاولات للتيار الوطني الحر وبعض الأطراف السياسية لتأجيل الانتخابات تحت أي ذريعة، ومن بينها قصة الاغتراب، ثمّ الميغاسنتر، ومؤخراً الادعاءات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وكل هذه المحاولات هي من الطرف السياسي نفسه لتأجيل الانتخابات، وحتى الآن لم تنجح، لكنها ستستمر ومن الواضح أنّها جديّة”.

وأشارت الى “وجود تراجع كبير في بيروت الثانية، خاصةّ مع غياب الوجوه الحقيقية أو بسبب انكفاء تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري والرئيس تمام سلام وكل الشخصيات الأساسية في بيروت. فالساحة خلت من الأشخاص الذين بإمكانهم جذب الناس الى الانتخابات، ونسبة التصويت ستكون متدنية مقارنةً بالسنوات الماضية”.

الضغط الكبير على الانتخابات هذه السنة وأعداد المرشحين المرتفعة لها أسباب عدة عزتها المصادر الى أنّ “هناك من يعتبر خروج الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل والشخصيات الأساسية الأخرى من السباق الانتخابي في بيروت، يعطي فرصة للشخصيات الثانوية أو التي كانت مغمورة أو لديها طموح. لذلك ربّما هذه هي فرصتها الوحيدة لتبرز في وقت سيكون الحاصل الانتخابي متدنياً، ولن يكون تيار المستقبل وجمهوره موجودين بفاعلية”.

ولفتت الى أنّ “زيادة العدد ليست مؤشراً، ففي العام 2018 وصل عدد المرشحين الى 976 ولكن عندما أُقفلت اللوائح أصبح العدد 400. ليس المهم أن يترشح الناس بل المهم أن يستطيعوا تجميع أنفسهم في لوائح مقنعة لا لوائح مصطنعة. لذلك، سنشهد بالطبع تراجعاً في أعداد المرشحين في المرحلة الثالثة، أي بعد 4 نيسان نصف المرشحين الموجودين لن يكملوا”.

أضافت المصادر: “المشكلة في بيروت أنّه سيكون هناك خليط جديد وتشتت في الأصوات، وعدم توحيدها حول مشروع معين أو شخصية معينة أو طرف معين، وبالتالي التجديد سوف يضعف قدرة الناس على إنجاح المرشح الذي تفضّله. غياب المرجعية يؤدي الى تشتيت الأصوات، وبالتالي هناك الكثير من اللوائح ستتشكل في بيروت ولن تجمع حاصلاً. في المقابل سيكون هناك من لديهم ايديولوجية معينة وستكون أصواتهم ثابتة لن تتغير وسيبقون على النطاق نفسه من الأصوات”.

وأفادت معلومات خاصة أنّ بهاء الحريري لن يكون له وجود فعلي وحقيقي في الانتخابات، وفؤاد مخزومي لن يستفيد كثيراً من عزوف الرئيس الحريري وتيار “المستقبل” الا بالحاصل المتدني.

زر الذهاب إلى الأعلى