خاص

دائرة كسروان – جبيل: معركة مفتوحة وعين على المقعد الشيعي

إذا كانت البرودة الانتخابية لا تزال مسيطرة في غالبية الدوائر والأقضية على امتداد المساحة اللبنانية، فإنّ ما يُكسب دائرة كسروان – جبيل من طابع خاص هو المعركة المنتظرة على الفوز بالمقعد الشيعي الجبيليّ الذي انصبّ تركيز “حزب الله” حول البحث عن سبل الحصول عليه في الدورة الانتخابية الماضية. وها هو عنوان المعركة الانتخابية الخامدة حتى الساعة عام 2022 هو نفسه لجهة الكباش المرتقب حول من يحصد المقعد الشيعي. وتأتي رمزية هذا المقعد باعتباره شبه الوحيد الذي يمكن تحقيق خرق من خلاله على صعيد المقاعد الشيعية الـ27. وتؤكد معطيات “لبنان الكبير” التي قد تشكل تحدياً إضافياً للأحزاب السياسية المحسوبة على الخط المناوئ للمحور “الممانع”، أن “الثنائي الشيعي” يضع أنظاره على الفوز بالمقعد الشيعي في الدائرة كاحدى أهم أولوياته. ووضع لهذه الغاية كلّ إمكانياته بهدف الوصول إلى تحالف يضمه إلى جانب “التيار الوطني الحرّ” في المنطقة مع الاتجاه إلى اختيار اسم غير حزبي كممثّل عن اللائحة. وهناك أجواء جبيليّة تذهب أبعد باتجاه الاشارة إلى أن “حزب الله” يسعى أيضاً الى ضمّ النائب فريد الخازن إلى اللائحة، في ظل استراتيجية يريد من خلالها جمع كلّ حلفائه على مستوى الدوائر الـ15. لكن المحسوم حتى اللحظة هو الاتجاه الى تحالف ثلاثي بين الثنائي والتيار.

ولا تعتبر هذه المقاربة مشجّعة بالنسبة الى أوساط مواكبة عن كثب للتطورات الانتخابية في دائرة جبل لبنان الأولى، باعتبار أن الحزب كان يحتاج إلى قرابة 3 آلاف صوت للوصول إلى الحاصل الانتخابي في الاستحقاق الماضي، وهو قادر على حجز المقعد الأول الفائز على اللائحة في ظل تحالفه مع التيار باعتبار أن مرشحه سينال الأصوات التفضيلية الأكبر على مستوى المنطقة وسط اتجاه طبيعي الى صبّ الأصوات الشيعية لمصلحته. وسيكون لهذا الفوز المرتقب وقعه الكبير، اذ لطالما كانت القوى المسيحية تاريخياً هي التي تتولى اختيار اسم الفائز بالمقعد الشيعي في جبيل، في وقت باتت اليوم القوى الشيعية هي التي ستتحكم بمعايير المرشّحين الفائزين في المنطقة انطلاقاً من اعتبارات القانون الانتخابي الحالي أوّلاً، ومن تغيّر موازين القوى السياسية في البلاد مع انتقال القرار في لبنان إلى حارة حريك. وستكون هذه المرة الأولى التي يحسم فيها الحزب مرشح جبيل، بما يعنيه ذلك من نقطة إضافية متقدمة لها في اللعبة التكتية السياسية اللبنانية.

وتبطئ هذه الصورة حماسة بعض الوجوه المحسوبة تقليدياُ على خط 14 آذار، ويقصد هنا النائب السابق فارس سعيد الذي لا يبدو أنه يستبشر ايجابية من الاستحقاق الانتخابي. وفي المقابل، تبدو المعنويات مرتفعة جدّاً على مقلب تحضيرات حزب “القوات اللبنانية” الذي يؤكد أنه مؤهّلٌ للنجاح والوقوف في مواجهة مشروع الحزب والفوز بحواصل اضافية على صعيد الدائرة. وعلم “لبنان الكبير” أن “القوات” ينطلق من قاعدة الفوز بحاصل انتخابي ثالث إلى جانب الانطلاق من ضمانه حاصلين (حاصل في كسروان، وآخر في جبيل). أمّا اللائحة الثالثة الأساسية في الدائرة (بعد لائحتي الثنائي – التيار و”القوات”)، فهي لائحة تحالف النائب المستقيل نعمة افرام وحزب “الكتائب” بحيث بات التحالف شبه محسوم بين الفريقين. وهناك تواصل بين “الكتائب” وسعيد في الدائرة، من دون أن تبلغ المشاورات صيغة تحالفية بين الفريقين في المنطقة حتى اللحظة. كما أن التواصل قائم بين سعيد ومنصور البون. ويُنتظر أن تتبلور الصورة الانتخابية على صعيد القوى المدنية خلال الأسابيع المقبلة، علماً أن الهمود مسيطر على كلّ الصعد حتى الآن بانتظار الدخول في مرحلة الحسم الانتخابي خلال الأسابيع المقبلة.

ولا تزال الجوجلة الداخلية قائمة على صعيد “التيار الوطني الحرّ”، في وقت علم “لبنان الكبير” أن الاتجاه العام هو نحو ترشيح الوزيرة السابقة ندى البستاني لكن عدم الحسم يعود إلى علامات استفهام في المنطقة حول قدرة البستاني على تحقيق نتائج متقدمة أو امكان الفوز في الانتخابات باعتبار أنها ليست معروفة كشخصية اجتماعية على مستوى عائلات المنطقة. وهناك أكثر من جهة في “التيار البرتقالي” تعمل على تشجيع النائب روجيه عازار على الترشح للانتخابات على الرغم من أنه كان أعلم القيادة الحزبية بعدم نيته الترشح منذ 8 أشهر. ويأتي ذلك وسط الحضور الاجتماعي له في المنطقة وقدرته على تحقيق أصوات اضافية، وسط حال من الململة حول إمكان الفوز بالحواصل الانتخابية نفسها على صعيد المنطقة بعد التراجع الشعبي للتيار على مستوى كسروان تحديداً. في وقت الاسم المتقدم في جبيل هو سيمون أبي رميا. وفي حديث الأرقام على مستوى دائرة كسروان – جبيل، بلغت نسبة اقتراع المقيمين 60 ألفاً على صعيد كسروان و52 ألفاً على صعيد جبيل في الانتخابات الماضية، في دائرة يرجح أن يراوح فيها الحاصل الانتخابي ما يقارب 14 ألف صوت في الانتخابات المقبلة، وأن تتمحور المعركة فيها على صعيد مقعدين مارونيين في كسروان باعتبار أن مقاعد جبيل شبه محسومة.

زر الذهاب إلى الأعلى