خاص

“أمل” جاهزة لوجستياً للانتخابات

حركة “أمل” من الأحزاب السياسية العريقة في الساحة اللبنانية، ولها دور كبير في رسم السياسة اللبنانية، وقد بدأت بخوض استحقاق الانتخابات رسمياً بعد اتفاق الطائف، ولا تزال إلى اليوم أحد أبرز القوى السياسية في لبنان، ويتولى رئيسها رئاسة المجلس النيابي أيضاً منذ أكثر من 30 سنة.

أصبح الاستحقاق الانتخابي قاب قوسين أو أدنى، وتستعد كل الأحزاب والقوى لخوض غماره على الرغم من ظهور نيات تعطيلية لدى البعض، فكيف هي تحضيرات “أمل” للانتخابات؟.

أشار رئيس الهيئة التنفيذية في حركة “أمل” ورئيس اللجنة الانتخابية المركزية للحركة مصطفى الفوعاني في حديث لـ “لبنان الكبير”، الى أن “الاستحقاق الانتخابي يعتبر استحقاقاً مفصلياً ليس على صعيد منطقة معينة وحسب، إنما على صعيد لبنان كله. ومن المفترض أن تجري الانتخابات وفق القانون 44 الصادر في 17/6/2022، الذي قسم لبنان إلى 15 دائرة، وقررت هيئة الرئاسة في حركة أمل التحضير للانتخابات وفقاً لهذا التقسيم، وشكلت الحركة في كل دائرة انتخابية لجنة، تُعنى بكل هذه التفاصيل، أياً يكن حجم الدائرة. وشُكلّت لجان انتخابية تقوم على تنظيم عمودي، وعلى مستويات ثلاثة: لجنة تقود الانتخابات على مستوى كل لبنان، لجنة على مستوى الدائرة، ولجنة على مستوى الأحياء والقرى والبلدات والمدن، وطبعاً هناك تنسيق قائم بين الدوائر الصغرى التي تؤلف دائرة كبرى. ورئاسة اللجنة المركزية تتابع كل هذه التفاصيل، وهناك الكثير من التحضيرات اللوجستية تم إنجازها، وكنا قد بدأنا بها منذ أكثر من ستة أشهر، وقد أنهينا كل التحضيرات قبل نهاية العام الفائت، على مبدأ أن موعد الانتخابات هو في 27 آذار”.

أضاف الفوعاني: “لقد اكتسبنا خبرة من انتخابات 2018 على أساس هذا القانون، واستفدنا من كل الثغرات التي حصلت حينها، وسيكون للحركة حضور في مختلف الدوائر الانتخابية، إما ترشيحاً أو اقتراعاً، وقد عينت كوادر من الصف الأول في كل دائرة لإدارة المعركة الانتخابية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، رئيس الدائرة في دائرة الزهراني هو عضو هيئة الرئاسة الحاج خليل حمدان، وفي البقاع الغربي رئيس الدائرة هو الحاج قبلان قبلان عضو هيئة الرئاسة ومرشح عن الدائرة. وتجدر الإشارة الى أن أمر الترشيحات لم يحسم بعد، وهو يصدر عن رئيس الحركة، وسيلامس البرنامج الانتخابي للمرشحين هموم الناس الاجتماعية والاقتصادية لاسيما بعد سلسلة الانهيارات الاقتصادية المتلاحقة”.

ولجهة التحالفات، أكد الفوعاني أن “التحالف الوحيد المحسوم هو التحالف مع الأخوة في حزب الله، وهذا ضمن التحالف الاستراتيجي، وهو ليس تحالفاً ثنائياً طائفياً أو مناطقياً، بل هو تحالف وطني، والحركة والحزب هما الثنائي الوطني”.

أما انتخابات المغتربين فيتولى نائب رئيس حركة “أمل” هيثم جمعة إدارة العملية الانتخابية لها، وأوضح لـ “لبنان الكبير” أن “التحضير لانتخابات المغتربين بدأ قبل التحضير للانتخابات العادية، لأن التسجيل يبدأ باكراً، وقد انتهى نهاية العام الماضي، ونحن عملنا مع المغتربين مباشرة، عبر إخوة وكوادر سافروا الى أماكن المغتربين ودفعوهم للتسجيل، وكانت النتيجة مقبولة إلى حد ما، طبعاً مع الأخذ في الاعتبار هواجهم وأسئلتهم، لأن شبابنا ليسوا المنظمين فحسب، بل هناك أيضاً المناصرون والمقربون، لذلك لم نكتف بالتسجيل فحسب، بل أبقينا خطوط التواصل مفتوحة دائماً معهم، بطريقة لائقة تحترمهم وتحترم عقولهم”.

وفي شأن الإشكالات التي حصلت في انتخابات المغتربين السابقة، أكد جمعة أنه “كانت هناك شوائب كثيرة اعترت انتخابات المغتربين في العام 2018، لذلك قدمنا مذكرة لوزارتي الداخلية والخارجية والمغتربين، من أجل إزالتها، وتحديداً لجهة مكان اقتراع المغترب المسجل، فلا يمكن السفر 500 كيلومتر من أجل الاقتراع، وأيضاً معالجة الشوائب التي اعترت لوائح الشطب، مثل أن يكون إسم المقترع مسجلاً ويصل إلى القلم ليجد إسمه غير موجود. وهذه المذكرة ليست من أجل مناصري الحركة فحسب، بل للمغتربين قاطبة، وسنقوم بمتابعة هذه المعرقلات مع الوزارة والسفراء في دول العالم”.

إذاً يبدو أن حركة “أمل” جاهزة لوجستياً للانتخابات المقبلة منذ نهاية العام الفائت، ولم يبق أمامها إلا حسم أسماء المرشحين، والاتفاق على بعض التحالفات. ويظهر أن تجربة العام 2018 أعطت الحركة خبرة بالعملية الانتخابية على أساس هذا القانون، وأيضاً لجهة الشوائب التي أحاطت بانتخابات المغتربين.

زر الذهاب إلى الأعلى