خاص

السنيورة وإختبار الالتزام السني… وأصوات الشيعة مسخرة لباسيل

لم يكن الرئيس فؤاد السنيورة يوماً زعيماً سنياً، بل سطع نجمه دائماً تحت سماء “المستقبل”، ولم يستطع يوماً أن ينال جزءاً من الحيثية الشعبية التي حصل عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن بعده نجله الرئيس سعد الحريري. فأيهما قابل للالتزام أكثر عند جمهور “المستقبل” دعوة الرئيس السنيورة السنّة الى المشاركة في الانتخابات اقتراعاً وترشيحاً، أم صمت الرئيس الحريري على ضريح والده الشهيد، مثقلاً بكدمات سبعة عشر عاماً من طعن وغدر الحلفاء له قبل الخصوم؟!.

يقول السنيورة إن ترشحه موضع درس جدي، ولكن في أي دائرة ينوي أن يترشح؟ هل يفكر في بيروت الحاضنة للأب الشهيد والابن المغدور؟ أم في صيدا معقل الحريري وخاطر العمة بهية؟ في الدائرتين لن يؤمن السنيورة الحاصل السني، وخصوصاً بعد طعنه الحريري وتخطيه نصيحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بعدم الترشح.

فمن يعلم بخفايا التحالفات الانتخابية المصلحية، يشكر الحريري على قرار عدم المشاركة في نفاياتها، ويصل الى مسلّمة بأن “مقاطعة الانتخابات باتت واجباً أخلاقياً ووطنياً”. فما الجدوى من المشاركة في انتخابات، جنّد “حزب الله” حلفاءه لنصرة حليفه “التيار الوطني الحر”؟.

معلومات خاصة بموقع “لبنان الكبير” تؤكد أن التحالف بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” أصبح في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة عليه، وقائم على قاعدة: ما يناسب التيار يناسب الحزب. وهذا ما يؤكد أن كل الحملات التي ساقها جبران باسيل ضد الحزب، من تهديد بفك تفاهم مار مخايل، الى اتهامه بعدم مساعدته في بناء الدولة، ودعوات الحوار للبحث في الاستراتيجية الدفاعية ومصير السلاح، لم تكن سوى محاولات لجذب الناخبين المسيحيين. الا أن باسيل تيقن أن الشارع المسيحي بات يعلم بكذبه ونفاقه واستغلاله للملفات الخلافية وفقاً لمصلحته الخاصة، فتبيّن له بوضوح أنه لا يستطيع أن يعبر بتياره انتخابياً الا بمساعدة “حزب الله” له. لذا فإن تحالفهما يُدرس في كل دائرة من الدوائر. وسيتصرف الحزب بما يناسب مصلحة التيار، فإذا اقتضت مصلحة الأخير المشاركة في لائحة واحدة فسيتشاركان، واذا فرضت بعض الدوائر مصلحة عدم الانضمام في لائحة واحدة فسينفصلان طوعياً… لا بل أكثر من ذلك، تؤكد مصادر الثنائي الشيعي لـ”لبنان الكبير” أن كل الأصوات الشيعية (“حزب الله” وحركة “أمل”) ستكون جاهزة لمساعدة التيار في كل الدوائر وستصب لمصلحته.

وعلى اعتبار أن الازمة السياسية تحاصر جميع الفرقاء، فإن الرئيس نبيه بري ماضٍ في التحالف الانتخابي مع “التيار الوطني الحر” وخصوصاً أنه بحاجة الى أصوات حليفه “حزب الله” في بعض المقاعد الأساسية، كبيروت وبعبدا، الا أن بري وضع ثوابت ثلاث لن يسمح بإطاحتها ويصر عليها: الأول النائب ابراهيم عازار، الثاني النائب ايلي الفرزلي، والثالث النائب ميشال موسى، وكل ما هو دون ذلك قابل للنقاش والبحث على طاولة الرئيس بري.

وتقول بعض المصادر المطلعة على الاتفاق الثلاثي (“التيار الوطني الحر” – حركة “أمل” – “حزب الله”) إن بري أُجبر على التخلي عن صديقه وليد جنبلاط أيضاً، إذ ارتضى استبدال المرشح مروان خير الدين بالنائب أنور الخليل، وهو مستعد لأن تصب أصواته الشيعية للمرشحين الدروز في الشوف وعاليه وبيروت لحلفاء الاتفاق الثلاثي.

هذا كله، ولم يأخذ الرئيس بري في الاعتبار أيضاً حلفاءه الآخرين، وعلى الرغم من التزامه بالمحافظة عليهم، الا أن الاتفاق قضى بالتخلي عن النائب البير منصور ومقعده المخصص للحزب “السوري القومي الاجتماعي” لصالح مرشح روم كاثوليك محازب لجبران باسيل، وغيرها من المقاعد كالانجيلي في بيروت وآخرين.

ففي انتخابات تعيد لجبران باسيل مقاعد تتراوح بين ١٥ و١٧ نائباً وفق توقعات طرفي مار مخايل التي تعده انجازاً، لا جدوى من المشاركة في الانتخابات ولا تكبد عناء الانتقال للتصويت وصرف صفيحة بنزين حلقت في عهد باسيل وعمه…

زر الذهاب إلى الأعلى