خاص

استدعاءات على خلفية تمزيق صورة مراد في لالا… والبلدية تقاطع

الاستحقاق النيابي المقبل لا يُشبه الاستحقاقات السابقة، فبالأمس القريب كُنا نسمع عن نقمة المواطنين على أحزاب السلطة وأزلامها، لكننا لم نكن نلمس شيئاً على أرض الواقع، أما اليوم وبعد انتفاضة ١٧ تشرين، وغضب الشارع، وتمرد حتى أزلام الأحزاب على قياداتهم، بات الوضع مختلفاً تماماً، وبالأخص بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن خوض الانتخابات متمنياً على الملتزمين تنظيمياً بتيار “المستقبل” المُضي في الطريق نفسه. ويمكن أن نلمس ترجمة كل هذه الأحداث في القرار الذي صدر عن بلدية لالا، في البقاع الغربي، مرفقاً بالحادثة التي حصلت وتبعاتها على المجتمع البقاعي الضيق.

فبعد أن أعلنت بلدية لالا ممثلةً برئيس بلديتها الحالي ناصر رحال وأعضاء المجلس البلدي قرارها بمقاطعة الانتخابات، ودعوة أهالي البلدة الى العزوف عن الاقتراع، وعدم السماح لأي مرشح من أحزاب السلطة بالدخول إلى البلدة أو تعليق صورة، حصل العكس، وخُرق القرار، فقط لأن أحد المرشحين في هذه المنطقة يطمع دائماً بفرض كلمته على الصغير والكبير وينتظر من الجميع الأمر والطاعة، ولكن هذه المره “مش زابطة معه”!.

وللاستفسار عن مجريات الأحداث بشكل أدق، تواصلنا مع رئيس البلدية الذي قال لـ “لبنان الكبير”: “لم يتم توقيف شبان لالا، بل جرى استدعاؤهم لمدة نصف ساعة على خلفية تمزيق إعلان للمرشح حسن مراد في البلدة وأخلي سبيلهم فوراً. ونؤكد أنه سبق وتم الاعلان عن عدم استقبال أي مرشح، وأهالي البلدة المخيّرون طبعاً بغالبيتهم أيّدوا هذا القرار، واليوم من غير المسموح رفع أي صورة لمرشح من لوائح السلطة ضمن نطاق بلدة لالا، وإذا حصل فسأقوم بتمريقها بنفسي. وكنا قد أعلنا كبلدية منذ أكثر من شهر مقاطعة الإنتخابات ودعونا كل أهالي البلدة الى أن يتضامنوا معنا في هذا القرار غير مُجبرين على الالتزام به طبعاً، ولكن ثورة الشباب جعلتنا نتخذ هكذا قرار”.

أضاف: “أما بالنسبة الى بيان حسن مراد فيبقى كلامه في خانة الردود السياسية لا أكثر، ونحن نحرص على عدم ايقاد نيران الفتنة بين الأهالي من مؤيدين ومعارضين له ولغيره، وقرارنا واضح وصريح، وفي الأساس لم يأت أحد إلى البلدية لطلب تعليق أي صورة، ولم يأخذ أي موافقة على ذلك وعلى الرغم من ذلك تم تعليقها”.

وأوضح الشاب علي نجم الدين، الذي كان من ضمن الشبان الذين تم استدعاؤهم إلى مركز المخابرات، أن “هناك شبه إجماع كأهالي بلدة لالا على التضامن مع البلدية وتأييد قرارها في ما يخص مقاطعة الانتخابات وعدم السماح لأي مرشح بدخول البلدة أو رفع صورة له، ثم نفاجأ بصورة إعلانية على إحدى اللوحات الموجودة ضمن نطاق بلدة لالا للمرشح حسن مراد، عندها قام عدد من الشبان بتمزيقها التزاماً بالقرار الصادر، وتم استدعاؤهم ومعهم آخرون بينهم أنا من قبل مخابرات الجيش، والملفت أنني لم أكن موجوداً بينهم عند تمزيق الصورة، ولكنهم عاملونا بإحترام في المركز ولم يلبثوا أن أطلقوا سراحنا بعد عدة أسئلة بسيطة عما حصل، وكان برفقتنا رئيسا البلدية ونوابهما”.

وقال: “بعد المعلومات التي وصلتنا فان حسن مراد ومَن وراءه من مؤيدين ومنتسبين أرادوا أن يقوموا بـ (فركة أذن) لنا كما وصفوها، على اعتبار أنه من غير المسموح تمزيق أي صورة له”. وأكد أن “الصورة علقت في بلدتنا بعد قرار البلدية، وإعلان موقف الأهالي بعدم استقبال أي مرشح، ومما تبين فانها نكايات سياسية ونحن لن نسمح بذلك، وهناك نقمة كبيرة عليه داخل البلدة وقد افتعل مشكلات عدة مع الأهالي وحتى منظمة شباب الاتحاد في لالا، إضافة إلى أن الغالبية انشقت عن حزبه، كما حصل شجار بينه وبين مستشاره في لالا وائل عساف وانشق عنه، لذلك فليكف شرّه عنه”.

زر الذهاب إلى الأعلى