خاص

“الثنائي الشيعي”… قلق على الحلفاء وتخوف من النقمة الشعبية

“الثنائي الشيعي” مرتاح الى وضعه الانتخابي. هذا ما يتم تداوله في الأوساط اللبنانية، بينما لدى إطلاق الماكينة الانتخابية، اعتبر الرئيس نبيه بري أن الانتخابات معركة واستفتاء، ويجب ألا ينام الناس على حرير. فكيف حال الثنائي في دوائره بعد حسم اللوائح؟

البقاع الثالثة

دائرة بعلبك – الهرمل تخوض الانتخابات هذه السنة في ظل نقمة كبيرة على الدولة والسلطة، وبالتأكيد “حزب الله” وحركة “أمل” يعتبران ممثلي المنطقة المحرومة، ولكن في ضوء مقاطعة تيار “المستقبل” هذا الاستحقاق، واعتكاف يحيى شمص عن الترشح، فان وضع الثنائي أفضل من العام 2018، وقد يستطيع الفوز بالمقاعد الـ 10، ولكن هناك تخوف من أنه اذا استطاعت “القوات اللبنانية” الفوز بحاصل، فقد تخرق بغير مرشحها أنطوان حبشي، في حال كان “حزب الله” قد وزع أصواته وأعطى مرشح “التيار الوطني الحر” عدداً أكبر من الأصوات التفضيلية، لذلك يتم درس الأرقام بدقة.

البقاع الثانية

دائرة البقاع الغربي وراشيا خرجت من انتخابات 2018 بنتيجة تعادل، “8 آذار” 3 مقاعد، “14 آذار” 3 مقاعد، ولكن يغيب هذه النسة تيار “المستقبل”، وتغيب معه الكتلة الرافعة للائحة الحزب “التقدمي الاشتراكي” والحلفاء، عدا عن النقمة الشعبية ضد كل من يشارك في السلطة. لذلك قد تشهد هذه الدائرة مفاجآت، وعلى الرغم من ارتياح “الثنائي الشيعي” الى فوز المرشح الشيعي، إلا أن الخوف هو على الحلفاء في اللائحة، وتحديداً المسيحيين منهم.

البقاع الأولى

تشهد دائرة زحلة في هذه الانتخابات معركة حامية، قد تنتهي بتعادل بين قوى المدينة. وعلى الرغم من أن الثنائي يضمن فوز مرشحه الشيعي في هذه الدائرة إلا أن القلق الكبير هو على الحليف البرتقالي، وتحديداً مع خلط كبير للأوراق في الدائرة، وتأثير غياب الصوت المستقبلي، ستشهد زحلة معركة انتخابية حامية الوطيد.

جبل لبنان الأولى

تغيرت خارطة التحالفات في جبيل – كسروان عن الانتخابات الماضية بشكل كبير، ويبدو أن المعركة في هذه الدائرة ستكون حامية. وبينما فشل “الثنائي الشيعي” في تأمين حاصل لمرشحه في العام 2018، فانه بالتحالف مع “التيار الوطني الحر” الحاصل مؤمن هذه السنة، ولكن ماذا لو تكرر مشهد الانتخابات الماضية، حيث بكسر الحواصل وقتها فاز مرشح بعدد أصوات تفضيلية لا يذكر، وذلك حسب توزيع الأصوات؟ هذا ما يخشاه البعض في أوساط الثنائي.

جبل لبنان الثالثة

الثنائي مرتاح الى مرشحيه الشيعة انتخابياً في دائرة بعبدا، ولكن الخوف الأكبر على الحليف البرتقالي، الذي يشهد تراجعاً كبيراً في شعبيته. وبينما كان لدى التيار مقعدان في العام 2018، يبدو أنه يجهد لتأكيد مقعد واحد في هذه الدورة. عدا عن تراجع الحليف شعبياً، تؤثر الأزمة التي يعشيها البلد في المزاج الشعبي، ويتخوف الثنائي من تدني نسبة التصويت، مما قد يتسبب بمفاجآت غير سارة.

بيروت الثانية

لا شك أن غياب تيار “المستقبل” عن الانتخابات صبّ لمصلحة “الثنائي الشيعي” في هذه الدائرة، على الأقل كنظرة أولى، فتدني الحاصل، ووجود كتلة شيعية ناخبة موحدة، سيزيد عدد المقاعد للثنائي وحلفائه، ولكن، بيروت اليوم ليست بيروت 2018، والحاصل لن يتدنى سنياً وحسب، فبعد الأزمة الاقتصادية، لن تكون الأرقام شبيهة بالانتخابات الماضية، وهذا مؤكد.

الجنوب الأولى

تشهد دائرة صيدا – جزين خلط أوراق ومعركة كبيرة، فباستثناء غياب “المستقبل” هناك تغير في التحالفات، ولكن من جهة “الثنائي الشيعي” فهو شبه ضامن لمقعد مرشحه، ولكن قد لا يستطيع “حزب الله” تجيير أصوات زائدة لـ “التيار الوطني الحر”، الذي يواجه تراجعاً في قاعدته الشعبية، وخلافاً بين قيادييه في جزين، وقد تشهد هذه الدائرة مفاجأة غير متوقعة.

الجنوب الثانية

ربما ارتاح “الثنائي الشيعي” الى انقسام القوى المعارضة في دائرة صور – الزهراني إلى 3 لوائح، ما يعني توزع الأصوات بينها، وتخفيف فرص الخرق، ولكن إذا انخفض الحاصل في الدائرة عن انتخابات العام 2018، فإن هناك فرصة جدية للخرق، اذ أن كل قوة الثنائي في هذه الدائرة، هو الحاصل الكبير، إذا انخفض فقد تجد القوى المعارضة لنفسها مقعداً تقلق به راحة الثنائي.

الجنوب الثالثة

بعكس صور – الزهراني تشهد دائرة النبطية – مرجعيون – بنت جبيل – حاصبيا، اتحاداً لقوى المعارضة، وهو ما قد يشكل لها فرصة كبيرة لخرق لائحة الثنائي، وتحديداً بغياب توجه صوت “المستقبل” ومرشحه في العام 2018 عماد الخطيب، الذي كان يشكل تهديداً حقيقياً للثنائي في الدائرة، فإذا ما توجه الجمهور المقاطع إلى دعم لوائح المعارضة، تصبح فرصة الخرق كبيرة جداً، والثنائي ليس مرتاحاً الى وضعه كثيراً في هذه الدائرة.

لطالما كان “الثنائي الشيعي” يكتسح دوائره الانتخابية بسهولة، ولم يحتج فعلياً الى حملات كغيره من القوى، فالنتائج كانت شبه محسومة سابقاً، اما اليوم فالوضع تغير، من جهة قانون الانتخاب يعطي فرصة لقوى لم تحلم بذلك سابقاً، ومن جهة أخرى الأزمة الاقتصادية سببت نقمة لدى الشعب اللبناني، والشيعة من المكونات التي تولدت لديها نقمة، بعيداً عن خيارتها الاستراتيجية. ولكن أكثر ما يثقل هم “الثنائي الشيعي” وتحديداً “حزب الله”، هو وضع الحليف البرتقالي، إذ يتخوف الحزب من خسارة مدوية لحليفه في الانتخابات، بعد ما حمّلته أكثرية الشعب اللبناني مسؤولية وضع البلد، إذ أن الانهيار حصل في عهد ميشال عون و”التيار الوطني الحر”.

زر الذهاب إلى الأعلى