خاص

دائرة المتن: نكهة خاصة ومعركة على مقعدين

تكتسب معركة دائرة “جبل لبنان الثانية” (المتن) الانتخابية نكهة خاصة تميّزها عن سواها في ظلّ صعوبة إغداق الترجيحات على المقاعد التي يمكن اعتبارها شبه محسومة النتائج. ولا يلغي ذلك أنّ هناك لوائح عدّة أساسية تضمن حواصل انتخابية معروفة وغير مفاجئة، لكن من دون معرفة طبيعة المقاعد المذهبية التي سيتحقق من خلالها الفوز بهذه الحواصل. تضم الدائرة 8 مقاعد بما يشمل 4 مقاعد مارونية، مقعدين أرثوذكسيين، مقعداً كاثوليكياً ومقعد أرمن أرثوذكس. في حسابات استحقاق 2018 الانتخابي، فاز حزب “الكتائب” بحاصلين انتخابيين وتصدّر النائب سامي الجميّل عدد الأصوات مع 13968 صوتاً. وفاز النائب الياس حنكش نتيجة الكسر الانتخابي الذي أتى لمصلحة اللائحة، بحيث نال 2583 صوتاً. وحاز “التيار الوطني الحرّ” على 3 حواصل انتخابية شملت مقعداً مارونياً وأرثوذكسياً وكاثوليكياً بعد فوز النائب ابراهيم كنعان مع 7179 صوتاً والنائب الياس بو صعب من خلال 7299 صوتاً والنائب ادكار معلوف مع 5961 صوتاً. وربح “الطاشناق” نائباً عن المقعد الأرمني الأرثوذكسي مع فوز النائب آغوب بقرادونيان الذي حصل على 7182 صوتاً. وضمنت لائحة “القوات اللبنانية” فوز النائب ايدي أبي اللمع عن المقعد الماروني من خلال 8922 صوتاً. واستطاعت لائحة النائب الراحل ميشال المرّ تحقيق خرق مع 11945 صوتاً تفضيلياً حصل عليها بما شكّل يومذاك حدثاً حركياً لم يتوقعه كثر في الدائرة.

ماذا عن واقع الدائرة المتنية خلال استحقاق 2022 الانتخابي؟ لم يتغير اللاعبون الأساسيون في الدائرة في ظلّ 4 لوائح أساسية: أولها، لائحة “الكتائب” (متن التغيير) بوجهين انتخابيين أساسيين النائبين الجميل وحنكش. وثانيها، لائحة “القوات اللبنانية” (متن الحرية) بإسمين أساسيين: الوزير السابق ملحم الرياشي والمرشح المستقل رازي الحاج. وثالثها، لائحة “التيار الحر” (كنا ورح نبقى للمتن) التي حافظت على الأسماء الأساسية في اللائحة: النواب كنعان وبو صعب ومعلوف. ورابعها، لائحة تحالف المرّ مع حزب “الطاشناق” والحزب “القومي” (معاً أقوى) من خلال النائب بقرادونيان والمرشح ميشال الياس المرّ. أما اللوائح المتبقية المحسوبة على قوى مستقلة أو وجوه في الانتفاضة، فتشمل: لائحة “متنيون سياديون”، ولائحة “نحو الدولة”.

ما تبدّل واقعياً هو ظروف المعركة على الحواصل الانتخابية والمقاعد التي تسعى اللوائح الأساسية الى الحصول عليها. وبعدما كانت “القوات” قد خاضت معركتها الماضية بمرشح أساسي عن المقعد الماروني، ها هي تخوض الانتخابات مع مرشح أساسي عن المقعد الكاثوليكي. ويقابله مرشح أساسي على لائحة “التيار” عن المقعد الكاثوليكي أيضاً، بحيث يعتبر المرشح الأكثر قرباً على صعيد شخصي من رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل. وهناك أجواء تنقلها مصادر متنية مواكبة عبر “لبنان الكبير” وتدور في مجالس سياسية في المنطقة، حول أن توزيع الأصوات التفضيلية على صعيد لائحة “التيار” سيشمل النائب معلوف من ضمن المرشحين الأساسيين الذين ستوزع عليهم الأصوات، بما يجعل المعركة مفتوحة في الدائرة على صعيد المقعد الكاثوليكي تحديداً. ومن شأن التنافس على المقعد أن يبدّل في خريطة الأسماء المتأهلة لدخول الندوة البرلمانية بشكل ملحوظ في حال طرأت مفاجآت.

وبحسب استطلاعات عمل ماكينة انتخابية أساسية في المتن، فإن الحواصل المضمونة تشمل مقعد النائب الجميّل الذي يتصدّر الأصوات التفضيلية في الدائرة وحاصلاً آخر يرجّح أن يكون من نصيب النائب حنكش. ويرجح أن يفوز “التيار” بحاصلين مضمونين أيضاً يتوزعان بين كنعان ومعلوف وبو صعب كمرشحين أساسيين. وتحظى لائحة “القوات” بحاصل انتخابي مؤكد يرجح أن يفوز به الوزير الرياشي، باعتباره المرشح الأساسي على اللائحة الذي تصب باتجاهه الأصوات. وتضمن لائحة المر – “الطاشناق” حاصلاً على الأقل وحظوظها مقبولة لكسب الحاصل الثاني. وبذلك، تدور المعركة على الفوز بحاصلين ما بين اللوائح الأربع الأساسية، في وقت تشير الأجواء الى نوع من التضعضع على صعيد المجتمع المدني مع الانقسام بين لائحتين احداهما مدعومة من الوزير السابق شربل نحاس لكن نقطة ضعفها الأساسية تتمثل في أن غالبية مرشحيها ليست من المتن. وتالياً، يتمحور السؤال حول من يمكن أن يفوز بالحاصلين السابع والثامن في دائرة المتن؟

زر الذهاب إلى الأعلى