خاص

لائحتان في “بيروت الثانية” تتنافسان على أصوات “المستقبل”

مع اكتمال اللوائح العشر في دائرة بيروت الثانية، يستعد ناخبوها لرسم خريطتها النيابية في المجلس النيابي القادم، بحيث بدأت كل لائحة تكشف تباعاً عن برنامجها الانتخابي ومشروعها السياسي في محاولة جاهدة منها لكسب صوت جمهور تيار “المستقبل” ومناصريه بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن خوض الانتخابات النيابية. عشر لوائح مختلفة ضمت شخصيات ووجوهاً بيروتية كُشف النقاب عنها الأسبوع الفائت وهي: “بيروت التغيير”، “بيروت بدها قلب”، “بيروت تواجه”، “بيروت مدينتي”، “قادرين”، “لبيروت”، “لتبقى بيروت”، “نعم لبيروت”، “هيدي بيروت”، و”ووحدة بيروت”، بلغ مجموع أعضائها 87 مرشحاً سيتنافسون على 11 مقعداً منهم 6 مقاعد سنية.

وبحسب مصادر “لبنان الكبير”، فإن عملية تشكيل اللوائح كانت معقدة جداً بين مكوناتها ولم يكن الاتفاق في العديد منها أمراً سهلاً خاصة في مجموعات “قوى التغيير” التي شهدت تجاذبات وصراعات داخلية أعاقت ولادة لائحتيها باكراً، فكيف الحال إذاً في محاولات جذب الصوت السني المعتكف؟، معتبرة أن هذه المهمة ستكون صعبة خاصة وأن أحداً لم يحلّ كبديل عن سعد الحريري.

وأشارت المصادر إلى أن لائحتين رئيستين في هذه الدائرة ستسعيان إلى استمالة قاعدة التيار الأزرق، وترى في مكوناتها حظوظاً وفيرة من أجل ذلك وهما “بيروت تواجه” المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة، علماً أنه لا يزال يتعرّض إلى الكثير من الانتقادات من هذه القاعدة لكنه يراهن على شعبيته التي ورثها من مسيرته مع الحريري الأب والإبن؛ و”هيدي مدينتي” برئاسة رئيس نادي “الأنصار” نبيل بدر والذي يرى الكثيرون في تحالفه مع “الجماعة الإسلامية” عبر عماد الحوت إلى جانب محمود الجمل، الذي يحظى بشعبية في أوساط الشارع السني وتحديداً تيار “المستقبل”، فرصةً ثمينةً لتحقق هذه اللائحة خرقاً في عدد لا يُستهان به من المقاعد.

وفي هذا الإطار، أكّدت أوساط تيار “المستقبل” لـ “لبنان الكبير”، أن ما يتم تداوله من أخبار تزعم بدعم خفي ومستتر للائحة نبيل بدر “هي محض افتراء ولا تمت الى الحقيقة بأي صلة”، مشددة على أن “مسؤولي التيار وكوادره ومنتسبيه ملتزمون التزاماً تاماً بقرار الحريري المقاطعة وعدم التدخل لا من قريب أو من بعيد في دعم أي من اللوائح أو المرشحين، مع ترك حرية القرار والاختيار للمناصرين كل حسب قناعاته وتوجهاته التي يراها مناسبة”.

وختمت المصادر بالقول: “إن غياب تيار المستقبل عن المعركة الانتخابية عموماً وعن بيروت تحديداً فتح شهية الجميع من دون استثناء على خوض غمار الانتخابات طمعاً في الحصول على مقعدٍ نيابي في المجلس القادم. أما عن القوى الثورية والتي فشلت في الاتفاق على لائحة موحدة في وجه المنظومة الحاكمة وقدمت للناخب البيروتي لائحتين مختلفتين هما (بيروت التغيير) و(بيروت مدينتي)، فإن من شأن ذلك أن يُضعف موقفها بسبب تشتت الأصوات بين هاتين اللائحتين، وهي ظاهرة لم تتجلّ في بيروت وحسب، بل في الدوائر الانتخابية كافة، وهذا ما سيمنح الأحزاب التقليدية الأفضلية وسيؤمن لها نوعاً من الراحة على مستوى الحواصل الانتخابية. كما أنها لن تحصل حتماً على أي صوت سني حريري لأسباب عديدة أبرزها أن الرئيس الحريري كان أول من استمع إلى أصواتها وقدم استقالته استجابة لها، إلا أنها لم تبادره بأي حسن نية أو اعتراف بالجميل وهذا ما سينعكس حجباً تاماً لأصوات المستقبليين لصالح هذه المجموعات المتناحرة والتي أظهرت معركة تشكيل اللوائح أنها لا تختلف عن الأحزاب السياسية بل انتهجت المبدأ نفسه القائم على المحاصصة وتوزيع المقاعد إنما بعناوين تغييرية كشعار انتخابي فقط”.

إذاً، يبقى الصوت المستقبلي بيضة القبان في انتخابات العاصمة، وهو إن كان حزبياً ملتزماً بقرار رئيسه العزوف وعدم خوض الانتخابات، يبقى قرار جمهور التيار بالمشاركة أو الاعتكاف قراراً سيغير في الحالتين من قواعد اللعبة الانتخابية، وإلى ذلك الحين يبقى الانتظار والترقب عنوان المرحلة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى