خاص

22 مقعداً تنافسياً الأضعف على مستوى الدوائر الانتخابية

ما هي المقاعد الضعيفة التي ستدور المنافسة في استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة حولها؟ تنطلق الاجابة على هذا السؤال من تساؤل آخر: ماذا يعني مقعد ضعيف انطلاقاً من حسابات القانون الانتخابي الحالي؟ يعتبر المقعد الضعيف المعطى الأساس الذي تحتدم حوله المنافسة بين اللوائح، باعتبار أن هناك حواصل انتخابية مضمونة ومقاعد انتخابية غير قابلة للخرق نتيجة كثافة الأصوات التفضيلية حولها والمرتبطة بعدد الناخبين المنتمين إلى مذهب معيّن مقارنة بعدد الذين يقترعون لمصلحة مرشح عن مقعد آخر لا يكتسب معيار الكثافة في صبّ الأصوات التفضيلية نحوه إلا في حالة استثنائية مرتبطة باستراتيجية معينة تعتمدها لائحة ما لغاية محددة لم تتظهر أمثلة وازنة عنها في الانتخابات الماضية. بصيغة أخرى، المقعد الضعيف هو الأسهل للخرق بالنسبة الى اللوائح الصغيرة التي قد تعتمد في الوصول إلى حاصل انتخابي واحد فقط، على لعبة الحظّ. كما أنه المقعد المتبقي الذي تفوز به اللائحة صاحبة الكسر الأعلى بين اللوائح المتأهلة. ويمكن للائحة معينة أن تفوز به لمصلحة مرشح نال الأصوات الأدنى فيها مقارنة مع مرشحين آخرين حصلوا على عدد أصوات أكبر.

وبدءاً من مثال واضح عن دائرة “البقاع الأولى” (زحلة)، لا يزال راسخاً في الأذهان فوز النائب ادي دمرجيان بمعدّل 77 صوتاً عن مقعد الأرمن الأرثوذكس الذي يعتبر الأضعف في الدائرة، على الرغم من أن أعضاء اللائحة الآخرين نالوا أصواتاً أكثر. إلى دائرة “البقاع الثانية” (البقاع الغربي) حيث ينتظر أن تدور المعركة الانتخابية المقبلة على المقعد الماروني الذي يشغله النائب هنري شديد باعتباره المقعد الأضعف في الدائرة. وكان شديد فاز به عبر 1584 صوتاً. وستكون العين على الحاصل الرابع للائحة المحسوبة على خط “الممانعة” في مقابل محاولة لائحة النائب محمد القرعاوي الحفاظ على مقعد ثالث. ويدخل على الخط أكثر من لائحة اضافية تسعى إلى الخرق. ووصولاً إلى دائرة “البقاع الثالثة” (بعلبك – الهرمل)، فإنّ المقعد الأضعف هو الكاثوليكي الذي يمكن أن يتحكم “حزب الله” بإهدائه لمصلحة “التيار الوطن الحر” إذا أتى الكسر الانتخابي لمصلحته. ويشغل المقعد حالياً النائب ألبير منصور الذي نال 5881 صوتاً. أما المقعد الثاني الضعيف في الدائرة فهو المقعد السني الثاني خاصة في حال شهد الاستحقاق المقبل تشتتاً في الأصوات السنية وسط كثرة اللوائح وغياب تيار “المستقبل” انتخابياً.

إلى دائرة “الجنوب الأولى” (صيدا، جزين) حيث المقعد الضعيف هو المقعد الكاثوليكي في جزين، الذي فاز به النائب سليم خوري في الانتخابات الماضية بعدد بلغ 708 أصوات فقط. وستكون المعركة الانتخابية في جزين على المقعد نفسه باعتبار أن المقعدين المارونيين يرتبطان بزخم أصوات من حركة “أمل” و”التيار الوطني الحرّ”. وفي دائرة “الجنوب الثانية” (صور، الزهراني)، فإن المقعد الضعيف هو المقعد الكاثوليكي في الزهراني، في حال استطاعت إحدى اللوائح تحقيق خرق. ويمكن الاشارة الى أن المقعد الشيعي الثاني في الزهراني يوضع في خانة المقعد الضعيف في حال تمت استعادة سيناريو استحقاق الانتخابات الماضية لجهة صبّ كل الأصوات التفضيلية لمصلحة الرئيس نبيه بري عن المقعد الشيعي الأول. أما المقعد الضعيف في دائرة “الجنوب الثالثة” (النبطية، بنت جبيل، مرجعيون، حاصبيا)، فهو المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون الذي يشغله النائب أسعد حردان وفاز به من خلال 3321 صوتاً. كما يعتبر المقعد الدرزي المقعد الثاني القابل للخرق لولا غياب المعركة الانتخابية حوله في الدورات السابقة. ولا يعتبر خبراء انتخابيون أن الخرق مسألة صعبة في الدائرة لمصلحة المجتمع المدني طالما أن عدد اللوائح هو الأقل على مستوى الدوائر.

في دائرة “بيروت الأولى” من المتعارف عليه أن المعركة تدور منذ الآن بين اللوائح حول الفوز بمقعد الأقليات، الذي كان فاز به النائب أنطوان بانو في الدورة الماضية من خلال 539 صوتاً فقط. وعلى صعيد دائرة “بيروت الثانية”، يمكن الاشارة إلى مقعدين ضعيفين هما المقعد الدرزي والمقعد الانجيلي. وكان فاز بهما كلّ من النائبين فيصل الصايغ وادكار طرابلسي بمعدّل 1900 صوت لكل منهما في الانتخابات الماضية. ويأتي الفوز بهذين المقعدين انطلاقاً من اعتبارات مرتبطة بمذاهب أخرى، بحيث كان لكل من تيار “المستقبل” و”حزب الله” دور في ترجيح هوية الفائزين بالمقعدين خلال الاستحقاق الماضي.

ويعتبر المقعد الماروني الخامس الأضعف في دائرة “جبل لبنان الأولى” (كسروان – جبيل)، وتحديداً في كسروان حيث التنافس على أشدّه بين اللوائح للفوز بكسر أعلى يرجح الحصول على المقعد. وتكتسب دائرة “جبل لبنان الثانية” (المتن) ميزة استثنائية بعدم وجود أي مقعد ضعيف واضح أو بمعنى آخر صعوبة تحديد المقعد الأضعف لاعتبارات متعلقة بطبيعة الدائرة المكتسبة حضوراً فاعلاً لناحية كل المذاهب المتمثلة بنواب فيها وطريقة صبّ الأصوات التفضيلية. وفي دائرة “جبل لبنان الثالثة” (بعبدا)، من الواضح أن المقعد الماروني الثالث هو الأضعف وأن معركة الكسر الأعلى أو خرق إحدى لوائح المجتمع المدني تدور حوله. وكان شغله في الانتخابات الماضية النائب حكمت ديب الذي نال 4428 صوتاً. وفي دائرة “جبل لبنان الرابعة” (الشوف وعاليه)، المقعدان المارونيان الثالث والثاني هما الأضعف، وكان فاز بالمقعد الثالث النائب فريد البستاني بـ 2657 صوتاً في الانتخابات الماضية.

وفي دائرة “الشمال الأولى” (عكار)، المقعد الضعيف هو المقعد العلوي الذي يمكن الفوز به من خلال ما يقارب 1000 صوت فقط، بالنسبة الى اللوائح الضعيفة القادرة على تحقيق خروق أو تلك التي سيأتي الكسر الانتخابي لمصلحتها. وفي “الشمال الثانية” (طرابلس، المنية، الضنية)، المقاعد الأضعف هي في طرابلس بما يشمل 3 مقاعد: الأرثوذكسي والماروني والعلوي التي لا تشهد تاريخياً إقبالاً كثيفاً نتيجة انخفاض عدد سكان هذه المذاهب في المدينة. وتالياً، فإن اللوائح المستفيدة من كسور الحواصل أو الخرق الانتخابي أقرب إلى الفوز بهذه المقاعد. وفي ما يخص دائرة “الشمال الثالثة” (بشري، البترون، زغرتا، الكورة)، فإنّ هناك مقعدين أرثوذكسيين هما الأضعف على صعيد الكورة التي ستدور المعركة الانتخابية حولهما بشكل مؤكد.

وفي المحصلة، لا شكّ أنّ 22 مقعداً انتخابياً هي الأضعف على مستوى كلّ الدوائر من شأنها أن تغيّر المعادلة لمصلحة محور أو آخر. كما يمكنها أن تضمن حضوراً أولياً للقوى والأحزاب الناشئة في البرلمان. فماذا عن النتائج والجهات التي ستفوز بها؟

زر الذهاب إلى الأعلى