خاص

أقوى المعارك الانتخابية: مقعد الشوف الدرزي والمتن الكاثوليكي

لا معارك انتخابية حقيقية في استحقاق انتخابات 2022 النيابي. هذا المعطى مسلّم به على صعيد الخبراء، باستثناء التنافس القائم بين لوائح الأحزاب الكبرى على كسور الحواصل الانتخابية والفوز بمقعد أو اثنين في كلّ دائرة. وتنضم لوائح تغييرية محسوبة على المجتمع المدني الى المنافسة على بعض هذه المقاعد غير المحسومة النتائج. لا يلغي ذلك بروز بعض الاستثناءات من معارك “كسر العظم” الرمزية الطابع. أي معارك انتخابية يمكن اطلاق تشبيه المعارك الكبرى عليها تحديداً؟ وماذا في أهميتها الرمزية على صعيد النتائج التي يمكن أن تحرز بين الجهات السياسية المتقابلة؟

تشير الاستنتاجات المنبثقة عن الدراسات التي أجراها الباحث الانتخابي كمال الفغالي، وفق معطيات “لبنان الكبير”، إلى أنه في ظلّ القانون الانتخابي الحالي لا يمكن الحديث عن معارك انتخابية كبرى، بل عن نتائج معروفة سلفاً باستثناء التنافس على بعض المقاعد والكسور الانتخابية في كلّ دائرة. هناك معركتان رمزيتان كبيرتان فحسب سيشهدها استحقاق انتخابات 2022 المنتظر: المعركة الأولى هي في دائرة “جبل لبنان الرابعة” (الشوف، عاليه) حول هوية الفائز بالمقعد الدرزي الثاني في الشوف، الذي يشهد تنافساً حامياً بين الحزب “التقدمي الاشتراكي” ومرشّحه النائب المستقيل مروان حماده وبين قوى 8 آذار الدرزية ومرشّحها الوزير السابق وئام وهاب. المعركة الثانية هي في دائرة “جبل لبنان الثانية” (المتن) حول الفوز بالمقعد الكاثوليكي في المتن بين حزب “القوات اللبنانية” ومرشحه الوزير السابق ملحم الرياشي وبين “التيار الوطني الحرّ” ومرشّحه النائب ايدي المعلوف.

ما السبب الذي يجعل التنافس على المقعد الدرزي الثاني في الشوف معركة “كسر عظم”؟ تؤكّد مصادر الحزب “التقدمي” عبر “لبنان الكبير” أن المعركة جدية ولا يمكن الاستهانة بها على الرغم من كل الجهود المبذولة لتأكيد الفوز بمقعد الشوف الدرزي الثاني. ويعود ذلك إلى أسباب عدة أوّلها تركيز “حزب الله” على دائرة “الشوف، عاليه” وعمله على تنظيم حلفائه من خلال فرض الانضواء في لائحة واحدة على كلّ القوى التي تدور في فلكه وصبّ الأصوات الشيعية في المنطقة لمصلحة المرشحَيْن الدرزيين على اللائحة الموحّدة في كلّ من الشوف وعاليه. وفي المقابل، يبذل “الاشتراكي” جهده الكامل للفوز بالمعركة مع معطيات تؤكد الاتجاه الى صبّ كل الأصوات التفضيلية التي كان جيّرها الاشتراكيون إلى النائب نعمة طعمة في الانتخابات الماضية لمصلحة حماده في الدورة الانتخابية الحالية بما يزيد الفارق ويجعل ضمان المقعد مسألة أكثر ترجيحاً. ويعتبر مقعد حماده بمثابة أولوية رئيسية للمعركة الاتتخابية الاشتراكية في الشوف، على طريقة أن الفوز به يعني كسب الانتخابات. ويولي “الاشتراكي” أهمية للمقاعد الأخرى التي يرشح عنها في الشوف، ويسعى إلى توزيع أصواته أيضاً على مرشحته عن المقعد الماروني حبوبة عون. ويرتاح الى مؤشرات التأييد الشعبي المتعلقة بالنائب بلال عبد الله في إقليم الخروب. وتخوض اللائحة نزالاً على صعيد المقعد الكاثوليكي بين مرشح “الأحرار” فادي المعلوف مع مرشح “التيار الوطني الحر” غسان عطا الله. لكن المصادر تشير هنا إلى واقعية في الحسابات التي تجعل المعركة على هذا المقعد صعبة جداً مع صب التيار كلّ أصواته لمصلحة عطاالله كمرشح حزبي وحيد في الشوف.

ظروف المعركة الانتخابية متشابهة على صعيد المقعد الكاثوليكي في المتن. الترجيحات تؤكد قدرة الرياشي على الفوز وكسب المعركة حتى وإن حاول “التيار الحرّ” العزف على وتر هذا المقعد وصبّ كل أصواته التفضيلية للمعلوف التي تبدو مسألة أقرب الى الاستحالة مهما ازداد دعم الأخير “برتقالياً”، وفق المعطيات، وسط أصوات تيارية خاصة للنائب ابراهيم كنعان وقاعدة شعبية ملتزمة بخيار النائب الياس بو صعب. وتصعّب هذه المقاربة المعركة على المعلوف بما يجعل كسب المعركة الانتخابية الرمزية أقرب إلى أن تكون من نصيب “القوات”، على الرغم من تعامل “التيار” مع المقعد الكاثوليكي بجدية. وترجح الاستطلاعات فوز كل من حماده والرياشي في الشوف والمتن، علماً أن انتظار يوم الانتخابات والتنافس على المقعدين يترك للتشويق دوره في ظل التنافس الناريّ وارتفاع سقف الخطاب السياسي.

زر الذهاب إلى الأعلى