خاص

بعلبك: إنسحابات بالجملة من لائحة “القوات”

ضربة قاسية لم تكن في الحسبان تعرض لها حزب “القوات اللبنانية” في منطقة بعلبك – الهرمل، بعد اعلان المرشح الشيعي رامز أمهز إنسحابه من الاستحقاق الانتخابي المقبل ومن اللائحة المدعومة من هذا الحزب، الذي كان يقاتل بشراسة معه ويعتبره الرافعة الشيعية التي سيفوز من خلالها بمقعد شيعي في دائرة البقاع الثالثة، بسبب عائلته الكبيرة.

رامز أمهز من لا يعرفه يجهله، فهو رئيس بلدية اللبوة البقاعية سابقاً، وأثناء أحداث عرسال هو من أقفل الطرق على أبناء البلدة واتهمهم بأنهم “دواعش”.

أمهز الموالي لـ”حزب الله”، إستفاق من سباته العميق حين أدرك أنه ترشح على اللائحة المدعومة من “القوات” وبرئاسة الشيخ عباس الجوهري المعروف بكرهه وحقده على الثنائي الشيعي وتحديداً “حزب الله”.

وبعدما إنتهت مهلة الترشيحات وتشكيل اللوائح وتسجيلها، قرر “حزب الله” ضرب اللائحة التي تشكل خطراً عليه إنتخابياً، في حال فوزها بالحاصل الانتخابي في بعلبك. تخوف “حزب الله” من التوقعات والإحصاءات، لأنه لا يريد أن يخترق في منطقة خاضعة له ولنفوذه الشيعي. والواضح أن أمهز إبن عشيرة آل أمهز التابعة والخاضعة لسياسة “حزب الله” قرر ضرب صميم هذه اللائحة، من خلال الإنقلاب المفاجئ عليها والدعوة الى تغطية اعلامية لمؤتمره الصحافي الذي كان واضحاً فيه إرتباكه وعدم معرفته بما يفترض قوله.

وقال: “أنا مرشح على لائحة بناء الدولة، وكنا ترشحنا تحت شعار الانماء لا للتشهير بسلاح المقاومة، وتبيّن لنا في النهاية أن هذه اللائحة مدعومة من جهات معادية للمقاومة وتطالب بنزع سلاحها، وهذا السلاح يشرف كل الأمة العربية والاسلامية، ونحن شاركنا في معارك تحرير جرود عرسال ​من الارهابيين ومقاومة اسرائيل وقدمنا كعائلة أمهز مئات الشهداء في هذا الخط، لذا لم يعد يشرفني الاستمرار بالترشح في هذه اللائحة التي تنتمي الى القوات اللبنانية، وأعلن تاييدي للائحة الأمل والوفاء في بعلبك – الهرمل، بناء لطلب العائلة وقناعتي الشخصية”.

هذا الكلام شكل صدمة لدى أعضاء هذه اللائحة لأنه لا يمت الى الواقع بصلة، فكيف ترشح مع “القوات” وهو مقرب كثيراً من “حزب الله”؟ ألم تقم “القوات” ببحث بسيط عن المتحالفين معها؟ ولماذا إختارت عائلات عشائرية في اللائحة؟

ما حدث كان متوقعاً ومن المستحيل أن تغدر عشائر بعلبك بحزب يؤمن لها الحماية والغطاء الشرعي. وكان الأجدى ب “القوات” أن تقوم ببحث عميق عمن يشاركها المقاعد في لائحتها. كما أنها لم تصدر بياناً توضح فيه ما حدث.

وأشارت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” الى أن “المسرحية التي حدثت كانت متوقعة لكن الصدمة كانت نتيجة إنسحاب أمهز قبل أيام من الاستحقاق الانتخابي”، مؤكدة أن المرشح الشيعي هيمن عباس مشيك سيعلن إنسحابه لصالح مرشحي “حزب الله” في حسينية الزعارير عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم.

ولفتت المصادر الى “أحاديث تدور في الكواليس عن أن حزب الله يفاوض اليوم مرشحاً ثالثاً من اللائحة نفسها على الإنسحاب مقابل خدمات ومصالح معينة، وفي حال ترجمت هذه المفاوضات على أرض الواقع يكون الحزب قضى على اللائحة المنافسة له، وأكد أن المناطق الشيعية يستحيل خرقها بشيعي معارض له ولسياسته”.

من الواضح أن “حزب الله” يسعى بشتى الطرق كي يبرهن للرأي العام أن الطائفة الشيعية ستبقى خاضعة له ولأوامره، وأنه متى يشاء يستطيع قلب الطاولة رأساً على عقب. فهل سينتهي دور “القوات” في بعلبك – الهرمل؟

زر الذهاب إلى الأعلى