خاص

“حزب الله” في بعلبك… “ضربني وبكى سبقني واشتكى”

ما يحدث في منطقة بعلبك – الهرمل لم يعد يشكل صدمة لأي طرف من الأطراف، فالجو الانتخابي متوتر الى أقصى حد، والمشكلات في تزايد مستمر ما يزيد الطين بلة. ويكاد المرء لا يسمع الا بلائحتين احداهما تابعة لـ”الثنائي الشيعي” والأخرى لحزب “القوات اللبنانية”، والتوتر الإنتخابي بينهما على أشده ويبرز بشكل علني يومياً، والاعتداءات على لائحة “القوات” تكاد لا تنتهي. فالثنائي يحاول بكل ما يملك من قوة ونفوذ ترهيب مرشحي لائحة “القوات” التي تنافسه، وكل ذلك خوفا من إختراقه بمقعد شيعي في منطقة بعلبك – الهرمل.

فبعد إطلاق النار على أعضاء اللائحة في بلدة الخضر وفي بلدة تعلبايا البقاعية، شهدت بعلبك إعتداء مبرحاً على مرشح لائحة “بناء الدولة” الدكتور حسين رعد أثناء تقديمه واجب العزاء في حسينية آل رعد في بعلبك، وذلك عندما قام مسؤول في “حزب الله” يدعى ذو الفقار رعد – تبيّن لاحقاً أنه ابن عمه – بضربه ضرباً مبرحاً ما أدى الى غيابه عن الوعي. وبعد ساعات استدعي الى المخفر نتيجة دعوى مقدمة ممن ضربه وبهذا يطبق المثل القائل: “ضربني وبكى سبقني واشتكى”. والملفت أن المعتدى عليه احتجز في النظارة ولم يفرج عنه الا بعد تداول الخبر عبر العديد من وسائل الاعلام ومواقع التواصل الإجتماعي. فلماذا تتعرض هذه اللائحة يومياً لكل هذه الإعتداءات؟ ولماذا لم يوضع حد لهذه التصرفات؟

المرشح على لائحة “بناء الدولة” الدكتور حسين رعد

الجوهري: “حزب الله” لا يختلف عن “داعش”

وقال رئيس لائحة “بناء الدولة” في بعلبك المرشح الشيخ عباس الجوهري لموقع “لبنان الكبير”: “بماذا يختلف واقع حزب الله عن واقع داعش الذي لا يتقبل الآخر؟ فلا توجد سترة واقية من اعتداءات الهمج والرعاع الذين يتوترون من التحريض الطائفي والتحريض ضد الغير، لذلك نرى هذا التعرض الدائم لكل لقاءاتنا دلالة على كمية الحقد التي تحملها خطباتهم تجاه الرأي العام والتي تترجم بهذه الاعتداءات. الساحة الشيعية لونها ليس محدوداً بالأصفر المبتذل والمتواطئ مع الرئيس نبيه بري بهدف منع أي صورة أخرى موجودة وتخالفهم الرأي”.

أضاف الجوهري: “أدعو السيد حسن نصرالله الى ممارسة معاييره الأخلاقية التي تحرّم التزوير في الشرع والدين، وممارسة دوره في تثبيت المعيار الأخلاقي الذي يعترف به علناً (ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم). لا يمكننا العيش بهذه الطريقة، نريد أن نعيش مواطنين أحراراً على قدم وساق مع القانون والحقوق والواجبات”.

وتابع: “يمكننا القول ان المشهد العام مشهد ضغط هائل يمارسه خطاب حزب الله المتوتر ضد المعارضة الشيعية، وما حدث مع المرشح حسين رعد أكبر دليل على ذلك، بحيث لم يخلَ سبيله الا عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل مقابل سند إقامة. وما تعرض له لا علاقه له بخلاف عائلي كما يشاع ومن اعتدى عليه هو عنصر منظم من حزب الله وقام بتزوير تقرير طبي مفاده أنه تعرض للضرب ويجب ملازمة المنزل 15 يوماً، في حين أن مرشحنا الذي تعرض لضرب مبرح كان بإنتظار تقديم تقريره لدى النيابة العامة. وإدعاؤهم ليس سوى تأكيد وتثبيت منهم على الحادثة بشكل قطعي، وسنبقى ثابتين وصامدين في بعلبك من أجل بناء دولة حقيقية ولن نستخدم الشعارات مثلهم”.

وأكدت مصادر مطلعة أن “ما يحصل في بعلبك يؤكد التفلت الأمني في المنطقة، وأن حزب الله هو المسيطر والآمر والناهي، وهذا الإستحقاق الانتخابي بات عبارة عن معركة تكسير عظم بين الثنائي والقوات، ولائحة الأخيرة تشكل حالة إرباك وقلق كبير لدى حزب الله لذلك يسعى بكل ما يملك الى القضاء عليها. مع العلم أن لائحة القوات برئاسة الشيخ عباس الجوهري لا تزال حظوظها كبيرة في إمكان خرق حزب الله بمرشح شيعي على الرغم من كل الانسحابات التي حدثت”.

من الواضح أن الوضع بات في تأزم مستمر في دائرة البقاع الثالثة، والمعركة تحولت من إنتخابية الى إثبات للوجود، وتحولت معها البيئة من مسالمة الى حد ما الى بيئة خصبة للتشاجر والفتن. فماذا ستحمل الأيام المقبلة معها لمنطقة بعلبك؟

زر الذهاب إلى الأعلى