مصر تؤكد “التقدم الملحوظ” في محادثات الهدنة و”حماس” واسرائيل تنفيان

لبنان الكبير

بعد أكثر من نصف عام على الحرب الدائرة في غزة، تستمر المفاوضات التي تستضيفها العاصمة المصرية وتشارك فيها وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و”حماس”، وفي حين ذكرت وسائل إعلام قريبة من السلطات المصرية فجر اليوم الاثنين أنها أحرزت “تقدماً ملحوظاً”، نفت “حماس” أي تطورات في الجولة الجديدة، فيما قللت إسرائيل من احتمال التوصل إلى اتفاق هدنة هذا الأسبوع.
وواصلت إسرائيل الضغط محذرة من أنها على استعداد لعمليات عسكرية مستقبلية ضد “حماس” في رفح أقصى جنوب القطاع، والتي نجت حتى الآن من هجوم بري. وسحبت الأحد قواتها من جنوب غزة ومدينة خان يونس ما سمح لأعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى المنطقة المدمرة.
غير أن وزير الدفاع يوآف غالانت قال إن القوات غادرت خان يونس “استعداداً لمواصلة مهامها… في منطقة رفح”.
وفي خطاب أمام الحكومة بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “نحن على بعد خطوة واحدة من النصر”.
لكن مع استئناف محادثات الهدنة أعلن نتنياهو أمام حكومته أن “إسرائيل مستعدة لاتفاق”، مضيفاً: “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون عودة الرهائن. هذا لن يحدث”.
وتصاعدت الضغوط الدولية على إسرائيل لوضع حد للحرب، التي تسببت بخسائر بشرية هائلة ودماراً في مساحات واسعة من القطاع الفلسطيني الساحلي.
وطالبت الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية لاسرائيل، الأسبوع الماضي بهدنة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن وتكثيف إمدادات المساعدات.
وصعّد الرئيس الأميركي جو بايدن نبرته بعد تعبيره عن “الغضب” بشأن ضربة إسرائيلية أودت بسبعة عمال إغاثة من منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية ومقرها في الولايات المتحدة.
وبينما أبقت إسرائيل و”حماس” على لهجتهما التصعيدية أوفدا ممثلين إلى القاهرة انضم لهم وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وأفادت قناة “القاهرة الاخبارية” القريبة من السلطات المصرية فجر اليوم الاثنين أنّ المفاوضات التي استضافتها العاصمة المصرية سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة أحرزت “تقدماً ملحوظاً”.
ونقلت القناة عن “مصدر مصري رفيع المستوى” لم تسمّه أنّ “مصر تؤكّد استمرار جهود الوصول الى اتفاق هدنة في قطاع غزة، مع تقدّم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية”، وأنّ الوفدين الأميركي والاسرائيلي سيغادران القاهرة خلال ساعات على أن تستمر المشاورات خلال الساعات الـ48 المقبلة.
وبحسب المصدر نفسه فإنّ وفدي قطر و”حماس” غادرا بدورهما القاهرة على أن يعودا إليها “خلال يومين للتوافق على بنود الاتّفاق النهائي”.
في المقابل، أكد مسؤول في حركة “حماس” طلب عدم نشر اسمه، أن “ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة”، مشيراً الى أن “لا تقدم حتى اللحظة”.
وقال مسؤول إسرائيلي في تصريحات صحافية: “ما زلنا لا نرى اتفاقاً في الأفق. المسافة (بين الجانبين) لا تزال كبيرة ولم يحدث أي شيء دراماتيكي حتى الآن”. وأكد مسؤولون اسرائيليون مطلعون على تفاصيل المحادثات، أن النقطة الشائكة الرئيسية هي مسألة عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.

أفضل من الخيام
وانسحبت فرقة الكوماندوس 98 في الجيش الاسرائيلي من خان يونس وغادرت غزة “للراحة والاستعداد لعمليات مستقبلية”، على ما قال الجيش لـ”فرانس برس”.
وقالت مها ثائر، من منطقة مدينة حمد في غرب خان يونس: “أشعر بصدمة وحزن شديد”.
وأضافت: “بيتي دمر جزئياً لا توجد جدران ولا نوافذ، غالبية الأبراج نسفت بالكامل”.
وأكدت مها ثائر، وهي أم لأربعة أطفال أنها ستعود إلى شقتها المتضررة بشدة “على الرغم من أنها لا تصلح للحياة لكنها أفضل من الخيام”.
وعلى الأرض، عاد عشرات النازحين الفلسطينيين من رفح الأحد إلى خان يونس، مباشرة بعد الانسحاب الاسرائيلي الذي سبقته غارات على المدينتين.
وتسببت الحرب بمقتل 33175 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة “حماس”، وخلّفت دماراً هائلاً.
واتهمت جمعيات خيرية إسرائيل بعرقلة المساعدات، لكن الأخيرة دافعت عن جهودها وألقت باللوم في نقص المساعدات على عدم قدرة منظمات الاغاثة على التوزيع بعد دخولها.
وتحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض وتقدر قيمة الأضرار بنحو 18,5 مليار دولار في البنى التحتية الحيوية معظمها في قطاع الإسكان، وفق تقرير للبنك الدولي.
ودخلت شاحنات مساعدات غزة عن طريق معبر رفح مع مصر الأحد فيما تم تسليم إمدادات طبية للمرة الأولى عبر معبر إيريز الاسرائيلي على الحدود مع شمال غزة.
تهديدات إيرانية
مع احتدام الحرب في غزة، يشهد الشرق الأوسط أيضاً تصاعداً في أعمال العنف تشارك فيها جماعات مسلحة مدعومة من إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وحذّر مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية والقائد السابق للحرس الثوري الايراني من أن سفارات إسرائيل “لم تعد آمنة” بعد الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق ونُسبت إلى اسرائيل.
وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الأحد أن الجيش “استكمل استعداداته للرد على أي سيناريو يمكن أن يحدث في مواجهة إيران”.
واستكمل الجيش الاسرائيلي الأحد بحسب ما أعلن، “مرحلة أخرى” في إطار استعداداته “للحرب” عند الحدود مع لبنان حيث يتكثف القصف المتبادل مع “حزب الله”.
وقصفت طائرات مقاتلة إسرائيلية مجمعاً لقوات “الرضوان” التابعة لـ “حزب الله” في منطقة الخيام بالقرب من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، ومركز قيادة قرب طورا شمال شرق مدينة صور الساحلية، على ما أعلن الجيش الاسرائيلي.
كما أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران الأحد “استهداف سفينتين إسرائيليتين وأخرى بريطانية”، بعدما أفادت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري بثلاث عمليات استهداف قبالة سواحل اليمن خلال أقل من 24 ساعة.
وأشاد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان بـ”الدعم الشجاع الذي يقدمه الشعب اليمني للشعب الفلسطيني المضطهد” وذلك في مستهل جولة إقليمية في مسقط الأحد.

مصر تؤكد “التقدم الملحوظ” في محادثات الهدنة و”حماس” واسرائيل تنفيان

بعد أكثر من نصف عام على الحرب الدائرة في غزة، تستمر المفاوضات التي تستضيفها العاصمة المصرية وتشارك فيها وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و”حماس”، وفي حين ذكرت وسائل إعلام قريبة من السلطات المصرية فجر اليوم الاثنين أنها أحرزت “تقدماً ملحوظاً”، نفت “حماس” أي تطورات في الجولة الجديدة، فيما قللت إسرائيل من احتمال التوصل إلى اتفاق هدنة هذا الأسبوع.
وواصلت إسرائيل الضغط محذرة من أنها على استعداد لعمليات عسكرية مستقبلية ضد “حماس” في رفح أقصى جنوب القطاع، والتي نجت حتى الآن من هجوم بري. وسحبت الأحد قواتها من جنوب غزة ومدينة خان يونس ما سمح لأعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى المنطقة المدمرة.
غير أن وزير الدفاع يوآف غالانت قال إن القوات غادرت خان يونس “استعداداً لمواصلة مهامها… في منطقة رفح”.
وفي خطاب أمام الحكومة بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “نحن على بعد خطوة واحدة من النصر”.
لكن مع استئناف محادثات الهدنة أعلن نتنياهو أمام حكومته أن “إسرائيل مستعدة لاتفاق”، مضيفاً: “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون عودة الرهائن. هذا لن يحدث”.
وتصاعدت الضغوط الدولية على إسرائيل لوضع حد للحرب، التي تسببت بخسائر بشرية هائلة ودماراً في مساحات واسعة من القطاع الفلسطيني الساحلي.
وطالبت الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية لاسرائيل، الأسبوع الماضي بهدنة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن وتكثيف إمدادات المساعدات.
وصعّد الرئيس الأميركي جو بايدن نبرته بعد تعبيره عن “الغضب” بشأن ضربة إسرائيلية أودت بسبعة عمال إغاثة من منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية ومقرها في الولايات المتحدة.
وبينما أبقت إسرائيل و”حماس” على لهجتهما التصعيدية أوفدا ممثلين إلى القاهرة انضم لهم وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وأفادت قناة “القاهرة الاخبارية” القريبة من السلطات المصرية فجر اليوم الاثنين أنّ المفاوضات التي استضافتها العاصمة المصرية سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة أحرزت “تقدماً ملحوظاً”.
ونقلت القناة عن “مصدر مصري رفيع المستوى” لم تسمّه أنّ “مصر تؤكّد استمرار جهود الوصول الى اتفاق هدنة في قطاع غزة، مع تقدّم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية”، وأنّ الوفدين الأميركي والاسرائيلي سيغادران القاهرة خلال ساعات على أن تستمر المشاورات خلال الساعات الـ48 المقبلة.
وبحسب المصدر نفسه فإنّ وفدي قطر و”حماس” غادرا بدورهما القاهرة على أن يعودا إليها “خلال يومين للتوافق على بنود الاتّفاق النهائي”.
في المقابل، أكد مسؤول في حركة “حماس” طلب عدم نشر اسمه، أن “ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة”، مشيراً الى أن “لا تقدم حتى اللحظة”.
وقال مسؤول إسرائيلي في تصريحات صحافية: “ما زلنا لا نرى اتفاقاً في الأفق. المسافة (بين الجانبين) لا تزال كبيرة ولم يحدث أي شيء دراماتيكي حتى الآن”. وأكد مسؤولون اسرائيليون مطلعون على تفاصيل المحادثات، أن النقطة الشائكة الرئيسية هي مسألة عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.

أفضل من الخيام
وانسحبت فرقة الكوماندوس 98 في الجيش الاسرائيلي من خان يونس وغادرت غزة “للراحة والاستعداد لعمليات مستقبلية”، على ما قال الجيش لـ”فرانس برس”.
وقالت مها ثائر، من منطقة مدينة حمد في غرب خان يونس: “أشعر بصدمة وحزن شديد”.
وأضافت: “بيتي دمر جزئياً لا توجد جدران ولا نوافذ، غالبية الأبراج نسفت بالكامل”.
وأكدت مها ثائر، وهي أم لأربعة أطفال أنها ستعود إلى شقتها المتضررة بشدة “على الرغم من أنها لا تصلح للحياة لكنها أفضل من الخيام”.
وعلى الأرض، عاد عشرات النازحين الفلسطينيين من رفح الأحد إلى خان يونس، مباشرة بعد الانسحاب الاسرائيلي الذي سبقته غارات على المدينتين.
وتسببت الحرب بمقتل 33175 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة “حماس”، وخلّفت دماراً هائلاً.
واتهمت جمعيات خيرية إسرائيل بعرقلة المساعدات، لكن الأخيرة دافعت عن جهودها وألقت باللوم في نقص المساعدات على عدم قدرة منظمات الاغاثة على التوزيع بعد دخولها.
وتحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض وتقدر قيمة الأضرار بنحو 18,5 مليار دولار في البنى التحتية الحيوية معظمها في قطاع الإسكان، وفق تقرير للبنك الدولي.
ودخلت شاحنات مساعدات غزة عن طريق معبر رفح مع مصر الأحد فيما تم تسليم إمدادات طبية للمرة الأولى عبر معبر إيريز الاسرائيلي على الحدود مع شمال غزة.
تهديدات إيرانية
مع احتدام الحرب في غزة، يشهد الشرق الأوسط أيضاً تصاعداً في أعمال العنف تشارك فيها جماعات مسلحة مدعومة من إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وحذّر مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية والقائد السابق للحرس الثوري الايراني من أن سفارات إسرائيل “لم تعد آمنة” بعد الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق ونُسبت إلى اسرائيل.
وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الأحد أن الجيش “استكمل استعداداته للرد على أي سيناريو يمكن أن يحدث في مواجهة إيران”.
واستكمل الجيش الاسرائيلي الأحد بحسب ما أعلن، “مرحلة أخرى” في إطار استعداداته “للحرب” عند الحدود مع لبنان حيث يتكثف القصف المتبادل مع “حزب الله”.
وقصفت طائرات مقاتلة إسرائيلية مجمعاً لقوات “الرضوان” التابعة لـ “حزب الله” في منطقة الخيام بالقرب من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، ومركز قيادة قرب طورا شمال شرق مدينة صور الساحلية، على ما أعلن الجيش الاسرائيلي.
كما أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران الأحد “استهداف سفينتين إسرائيليتين وأخرى بريطانية”، بعدما أفادت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري بثلاث عمليات استهداف قبالة سواحل اليمن خلال أقل من 24 ساعة.
وأشاد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان بـ”الدعم الشجاع الذي يقدمه الشعب اليمني للشعب الفلسطيني المضطهد” وذلك في مستهل جولة إقليمية في مسقط الأحد.

شارك المقال