من سوريا إلى لبنان… لا حرج على “جوعان” إن فرّ من القتال

لبنان الكبير

في مثل هذا اليوم قبل اثنين وعشرين عاما، خرج لبنان الرسمي والشعبي فرحاً بما أنجزته عمليات المقاومة التراكمية والنوعية على امتداد 22 عاما امتدت منذ العام ١٩٧٨ قبل ان يصادر احد فصائلها تلك الإنجازات وينسبها لنفسه باندحار الاحتلال الى ما وراء الجدار.

لم تطُل الفرحة سوى ست سنوات حين وقعت حرب الـ2006 التي حصدت شجراً وبشراً وحجراً سارعت الدول العربية الى تعويضه مالاً وإعماراً وبناءً تاماً وشاملاً امتد من عيتا الشعب حتى الخيام مروراً ببنت جبيل وعيناتا وحانين وغيرها، تزامن مع خروج سيارات الـGMC رباعية الدفع الى النور بالعملة الخضراء الايرانية مما اثار استياء شريحة من الجنوبيين.

وبعد احد عشر عاماً، نزل الشعب اللبناني الى الطرقات من الناقورة الى عكار ومن البحر الى قمم جبل الشيخ معلناً بؤساً ويأساً مازالا مستمرّيْن وسط تيه اقتصادي ومالي.

الجماهير التي احتفلت باندحار الاحتلال تتوقف عند هذه الذكرى بفرحة مغموسة بماء فقر يُلامس حد الكفر، قليل جدا من أبناء القرى الحدودية الذين بلعوا ألسنتهم في هذه الذكرى عبّروا عما في صدورهم.

رباب ديبان قالت: “انا عملت “جوا” بالتنظيف وكنت اقبض تسعمائة دولار شهرياً، من اتنين وعشرين سنة وانا اقطف التبغ وورق العريش لاعيش، وانتظر المحسنين لصرف الوصفة الطبية لعلاج الضغط ومرض السكري”.

علي صالح قال: “عملت هناك في الزراعة وكنت اقبض ١٥٠٠ دولار شهرياً، منذ التحرير زرعت “رخصة دخان”، هذا العام لم أزرع شيئًا بسبب ارتفاع اجرة الفلاحة والكيماوي واليد العاملة. نحن لسنا فقراء فقط، نحن ننام جائعين”.

اما وليد الحاج فنقل عن عامل سوري من منطقة درعا المتاخمة للجولان قوله له في ورشة بناء في بلدة رميش “معلمي، نحنا جوعانين، ليس على الجوعان حرج اذا فرّ من القتال”.

شارك المقال