الخير لـ”الجديد”: كفّوا عن ضرب الدستور… ولينجح رئيس الجمهورية يجب أن يُبعد باسيل

لبنان الكبير

أكد نائب المنية أحمد الخير أن “العهد اليوم يستخدم سلاحه المفضّل الذي أوصل من خلاله البلد إلى ما هو عليه الآن من مآسٍ، وهو التعطيل والكيّدية والمحاصصة”، مشيراً إلى أن “المشهدية عينها التي رأيناها سابقاً في كل الحكومات التي تشكّلت في عهد الرئيس ميشال عون تتكرر مع الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي”، كاشفاً أن “في عمر العهد 686 يوماً من التعطيل في تشكيل هذه الحكومات، أي أن 32% من الأيام كانت أيام تعطيل”.

كلام الخير جاء في مقابلة ضمن برنامج “هنا بيروت” عبر تلفزيون “الجديد”، إذ أكد أننا “لن نقبل بفرض أمر واقع علينا خصوصاً أن هناك استحقاقات داهمة، فكلنا يعرف أنه يجب علينا إقرار الموازنة والتفاوض مع صندوق النقد الدولي وحلّ موضوع رواتب الموظفين في القطاع العام والسعي إلى إعادة هيكلة كل مؤسسات الدولة التي باتت شبه متوقفة عن العمل أو منهارة”، مشيراً إلى أنه “من هنا يجب على العهد أن يكفّ عن هذه التصرفات التي يمارسها بحق الحكومة اللبنانية”.

وأضاف: “هناك لغطٌ في موضوع صلاحيات رئاسة الجمهورية، ويجب الكفّ عن بيع الكلام الذي من شأنه ضرب الدستور. إذ هناك من يقول إن رئيس الجمهورية شريك مع الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة، ولكن عندما تستقيل الحكومة وتأخذ صفة حكومة تصريف أعمال، من يتحمل المسؤولية؟ رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية؟ كل هذه الإجراءات تؤكد أن هذا الفريق يضرب الدستور ويضرب اتفاق الطائف ويسعى إلى أخذ لبنان من نظام برلماني إلى نظام رئاسي وهذا أمر لن يحدث”.

ورداً على سؤال عن الاقتراحات التي تُطرح لتعديل اتفاق الطائف، قال الخير: “إنها ببساطة “بِدَع جريصاتية” وهذا استغباء لعقول اللبنانيين خصوصاً أن الدستور واضح وينص على أنه عندما تستقيل الحكومة على رئيس الجمهورية أن يدعو إلى استشارات نيابية مُلزمة. اليوم يريدون أن يحددوا لرئيس الحكومة مهلة تشكيل الحكومة وكأنهم يريدون لرئيس الحكومة أن يتحوّل باش كاتب ليس إلا”، موضحاً أن “رفضهم للتشكيلة الوزارية جاء لأنهم لم يحصلوا على المحاصصة التي يريدونها. يريدون أن يلقوا اللوم على رئيس الحكومة الذي استمع إلى الشعب اللبناني الذي يئن يومياً بسبب أزمة الكهرباء لأنه قرر تعديل الخلل في هذا المجال عبر تسليم وزارة الطاقة لوزير غير تابع للتيار. فلماذا يصرون على الاستمرار في هذه الوزارة على الرغم من الفشل الذريع الواضح للجميع؟ ولماذا لا يدعوا شخصاً آخر يتسلم إدارة هذا الملف لنحكم بعدها على أدائهم؟”.

وعن مواصفات رئيس الجمهورية المقبل، أكد الخير أنه “يجب أن يكون حكماً عادلاً بين اللبنانيين، وأن ينتشل البلد من قعر جهنم الذي وصلنا إليه، وأن يكون منفتحاً على الدول الخارجية ولا سيما العربية. فنحن نريد رئيساً يحمي القضاء وألا يكون القضاء بالنسبة له غبّ الطلب، وبالتالي فإننا غير بعيدين عن المواصفات التي طرحها البطريرك الراعي”.

وأضاف الخير: “ولكي ينجح رئيس الجمهورية في مهمته يجب ألا يكون لديه جبران باسيل، وكل الأمور الأخرى ستسير بشكل طبيعي”، مشيراً إلى “أننا لا نتحدث هنا عن جبران باسيل كشخص، وإنما عن نهج وسلوك باسيلي تم اعتماده مع كل الأفرقاء”.
وعن تأييده طرح اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، قال الخير: “نحن نحرص على ألا نعطي أي إجابة سلبية كانت أو إيجابية عن أي مرشح، ولكن ما يمكن قوله إن الوزير سليمان فرنجية محط احترام لدينا”.

وأكد الخير تأييده “لكل حوار بين الأطراف اللبنانية، على الرغم من أنه في الماضي لم تكن قنوات الحوار التي فُتحت مع حزب الله مشجعة”، آملاً أن “يؤدي هذا التلاقي بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحزب الله إلى نتائج إيجابية وتسمية رئيس توافقي، فعندها لا شكّ نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً إلى الأمام، إنما فيما يتعلق بالملفات الأخرى التي طرحت، فهي قيد البحث والتدارس، وأتمنى ألا تكون هذه الخطوات مرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية، وإلا فإننا سنذهب مجدداً إلى محاصصة بين الطوائف والأحزاب اللبنانية”.

وعما هو مطلوب من حزب الله، فقد شدد الخير على أن “الجيش اللبناني الذي نحترمه ونقدره ونثق به هو المسؤول عن الدفاع عن هذا الوطن، وعلى حزب الله التقدّم خطوة إلى الأمام باتجاه الدولة، وأن يُنهي كل ذيول الخلافات مع الأطراف اللبنانية الأخرى، لجهة الذهاب إلى تطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي تُحدد وجهة السلاح وتعيد قرار السلم والحرب إلى الدولة اللبنانية، اضافة الى تنفيذ القرارات الدولية الملزمين بها هذا اولا. وثانياً الاتجاه إلى تقارب أكبر مع الأفرقاء الآخرين، وأنا أدعوه إلى أن يبدأ من رأس الهرم عبر تسليم المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.

وأكد الخير أن “الحريرية السياسية ليست مرحلة عابرة مثل بعض العابرين، هي بدأت قبل اتفاق الطائف وتجذرت أكثر مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقد استطاع الرئيس سعد الحريري أن يحمل الشعلة آملاً أن نصل إلى دولة مدنية عادلة وبلد سيّد وحرّ ومستقل، ولكن للأسف الرياحِ جرت عكس ما اشتهت سفن اللبنانيين، وتوالت أحداث عديدة من حرب تموز و7 أيار والقمصان السود والانقلاب على حكومة الرئيس الحريري والشغور الرئاسي والتعطيل في تشكيل الحكومات، كلها أدت إلى نتائج سلبية، ولو تُرك الرئيس الحريري لإنجاز ما أراد إنجازه وتحقيق مؤتمر سيدر لما عشنا ما نحن فيه الآن”، مشيراً إلى أن “الرئيس الحريري عضو أساسي في نادي الحكومات السابقين وقد أثبتت النتائج أنه الأكثر تأثيراً في الشارع السني، وتأثيره يبقى حاضراً على الرغم من غيابه”.

وكشف الخير أنه “لو كان الرئيس الحريري موجوداً في لبنان كنت سأسير إلى جانبه على درب الاعتدال الذي لا غنى لنا عنه”، موضحاً أن “هناك العديد من المبادرات لتوحيد الصف السنّي اليوم، وكلها تصبّ في مصلحة البلد لأن الهدف تحريك العجلة الواقفة في الحياة السياسية اللبنانية، وبالتالي فإن ما فعلناه نحن كسنّة في لبنان هو أننا حافظنا على كل قواعد العيش الواحد، وتمسكنا بكل المؤسسات الدستورية، وإن كان البعض يرى أنه باستطاعته أن يكسرنا أو أننا نمرّ بحالة ضعف، أؤكد له أنه سيولد من هذا الواقع قوى كبيرة مبنيّة على روح الوطنية”.

وعن منطقة المنية، أكد الخير أن “الهمّ الأساسي لكل الناس هو الكهرباء ونحن في لجنة الأشغال والطاقة درسنا في العديد من الجلسات ملف الطاقة المتجددة، وهناك قرار بأن يكون 30% من إنتاج لبنان في العام 2023 من الطاقة المتجددة. والكل يعرف أنه في منطقتنا يوجد معمل دير عمار لتوليد الكهرباء، والكل يعرف أيضاً المعاناة التي تكبّدها أبناء المنية الإدارية من جرائه. وأنا بمعزل إن أقرت الخطة أو تمّ تعديلها فإنني لن أساوم على صحة الناس ولن أقبل بتنفيذ أي مشروع من دون تأمين كل الحقوق والمكتسبات لأهالي منطقتي الذين لحق بهم ظلم كبير بسبب معمل دير عمار”.

وعن موضوع النفايات في المنية قال الخير: “سنعقد اجتماعاً مع اتحاد البلديات والبلديات لمعالجة هذا الموضوع، على أن تتمخض عنه لجنة لمتابعة كل التفاصيل، وسنكون صادقين مع الناس إذ إننا نسعى لحل هذا الموضوع محلياً على أمل أن نقطع هذه المرحلة السوداوية والطريقة التي تمّ من خلالها التعامل مع هذا الموضوع في الفترات السابقة”.

شارك المقال