تأكيد سوري لتوجه وفد من “حماس” إلى دمشق

لبنان الكبير

قالت وسائل إعلام محلية إن “القيادة السورية” تستقبل خلال الأيام المقبلة وفدًا يضم فصائل “المقاومة الفلسطينية”، بينهم ممثلون عن حركة “حماس المقاومة”.

ونشرت صحيفة “الوطن” المقربة من حكومة النظام السوري، اليوم الاثنين 10 تشرين الأول، أن الاستقبال يأتي بعد البيان الأخير الصادر من حركة “حماس”، الذي أكدت فيه تقديرها لسوريا وعزمها تطوير “علاقات راسخة” معها.

ووفق مصادر الصحيفة، ستقتصر العلاقات في المرحلة الحالية على عودة “حماس” كفصيل مقاوم فقط، وضمن وفد يمثل كل الفصائل الفلسطينية، من دون أن يكون لها أي تمثيل فردي في سوريا.

واتفقت المصادر مع تسريبات وكالة “رويترز” الجمعة الماضي، أن الزيارة ستجري بعد أن يختتم وفد من “حماس” زيارته المقررة اليوم إلى الجزائر والتي ستستمر حتى 13 من الشهر الحالي، لبحث المصالحة مع حركة “فتح”، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن يكون تحديد موعد الزيارة من الطرف السوري.

وأوضح الأمين العام لـ”جبهة النضال الشعبي”، خالد عبد المجيد، أن رئيس وفد “حماس” الذي سيزور سوريا، هو مسؤول العلاقات العربية في الحركة، خليل الحيّة، مضيفًا “ولو أنه لم يصدر شيء رسمي في سوريا حتى الآن، لكن سوريا مستعدة لاستقبال (حماس المقاومة)”.

جاء أول إعلان عن قرار “حماس” إعادة علاقاتها مع النظام السوري، في 21 حزيران الماضي، عبر وكالة “رويترز”، التي نقلت عن مصدر من داخل الحركة لم تسمِّه، أن الجانبين عقدا عدة اجتماعات “رفيعة المستوى” للوصول إلى هذا القرار، بينما لم يرد حينها أي تأكيد أو نفي من جانب النظام السوري حول إعادة العلاقات مع “حماس”.

وفي 28 من الشهر عينه، قال عضو المكتب السياسي في الحركة، خليل الحيّة، “جرى نقاش داخلي وخارجي على مستوى الحركة من أجل حسم النقاش المتعلق باستعادة العلاقات مع سوريا”.

وأضاف: “وبخلاصة النقاشات التي شاركت فيها قيادات وكوادر ومؤثرون، ومعتقلون داخل السجون، تم إقرار السعي من أجل استعادة العلاقة مع دمشق”.

وفي 15 أيلول الماضي، أصدرت “حماس” بيانًا أكدت فيه عزمها على إعادة العلاقات، وأدانت الضربات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، وخصّت قصف مطاري دمشق وحلب بالذكر.

الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور ماجد عزام، قال أن التهدئة بالمفاوضات كانت “مقصودة” إلى حين الحصول على كل ما يمكن من “تلميع” لصورة “محور المقاومة” وأعضائه.

ويرى عزام، أن النظام السوري سيعلن عن إعادة العلاقات مع “حماس” عندما يأتي “القرار من إيران” بتسوية العلاقات، حيث سيكون النظام “مجبرًا” حينها على الموافقة، إذ أنه غير مستفيد من عودة العلاقات معها.

ومرت العلاقات السياسية بين حركة “حماس” والنظام السوري بتقلبات منذ تأسيسها، بدأت بمرحلة التردد بفتح أبواب دمشق أمامها في عهد الرئيس السابق، حافظ الأسد، في تسعينيات القرن الماضي، قبل تطور العلاقة بشكل تدريجي لتصل إلى مرحلة الازدهار ثم القطيعة في عهد رئيس النظام السوري الحالي، بشار الأسد.

ويأتي قرار الحركة بعد عشرة أعوام من القطيعة، وإغلاق مكتب الحركة في دمشق، إثر معارضة “حماس” للنظام مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، ومغادرة رموز الحركة السياسيين دمشق في 2012.

شارك المقال