ألمانيا لتجنب سيناريو 2018 وإسبانيا واليابان في موقف مريح

لبنان الكبير
Soccer Football - FIFA World Cup Qatar 2022 - Germany Training - Al Shamal Stadium, Al Shamal, Qatar - November 19, 2022 Germany coach Hansi Flick and players during training REUTERS/John Sibley

تخوض ألمانيا مباراة “حياة أو موت” بمواجهة إسبانيا الأحد على استاد البيت في الخور لتعويض صدمة الخسارة أمام اليابان، حيث يتوجب على الحارس مانويل نوير ورفاقه تقديم أفضل ما لديهم لاسقاط “لا روخا” الساحرة، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة لمونديال قطر في كرة القدم.

استهل المنتخبان العرس الكروي بظروف مغايرة، فبينما كانت ألمانيا، حاملة اللقب أربع مرات، تسقط من عليائها بخسارة تاريخية أمام اليابان رغم تقدّمها بهدف إيلكاي غوندوغان من ركلة جزاء (1-2)، حققت اسبانيا بعد 3 ساعات فوزاً تاريخياً هو الأكبر لها في نهائيات كأس العالم بسباعية نظيفة أمام كوستاريكا.

والفوز يؤهل إسبانيا بحال فشل كوستاريكا في التغلب على اليابان، ويؤهل اليابان بحال فشل ألمانيا في الانتصار على إسبانيا، وبحال خسارة ألمانيا، ستقصى بحال فشل كوستاريكا بالفوز على اليابان.

تأمل ألمانيا الجريحة في نفض غبار كابوس اليابان وقبله مونديال روسيا 2018 عندما ودّعت بخفَّي حُنين دور المجموعات إثر خسارتها أمام كوريا الجنوبية، وبعده دوري الأمم الأوروبية وخسارتها القاسية أمام اسبانيا 6-صفر عام 2020.

وتدرك ألمانيا هول الضغوطات على كاهليها قبل قمة هذه المجموعة في فوز حاسم ينعش آمالها بالتأهل إلى ثمن النهائي في حين ستكون الخسارة الضربة القاضية لآمالها، ولكن رغم تراجع أداء “دي مانشافت” في الفترة الاخيرة، إلاّ أن خط الهجوم الشاب بقيادة كاي هافرتس قادر على فك شيفرة الدفاع الاسباني.

ولكن يبقى السؤال الأهم: هل بامكان ألمانيا التعالي على جراحها ووضع خسارة اليابان خلف ظهرها، وهي التي اعتادت على الوصول إلى أبعد المراحل في البطولات الكبرى، وهي الوحيدة توزّعت ألقابها في المونديال في الخمسينات، السبعينات، التسعينات والألفية الثالثة.

عبّر المهاجم المخضرم توماس مولر عن فداحة الخسارة أمام اليابان، قائلاً “هذا الأمر لا يمكن أن يحصل لنا. من السخيف أن نقف الآن هنا وقد تعرضنا للهزيمة”.

وقبل انطلاق المباراة، كمّ لاعبو ألمانيا أفواههم خلال الصورة الرسمية، احتجاجاً على رفض الاتحاد الدولي (فيفا) السماح لهم بارتداء شارات لدعم المثليين.

هدّد مدرب المنتخب الألماني هانزي فليك لاعبيه الأساسيين أن أياً منهم ليس ضامناً مركزه، ولدى سؤاله عما إذا كان يوزوا كيميش سيلعب أساسياً في الدفاع، أكد أن أولويته محصورة باختيار “أفضل” 11 لاعباً للمباراة التي سيخوضها “الإسبان بنفس الطريقة”، كما وعد نظيره الاسباني لويس إنريكي بعد الفوز الكاسح على كوستاريكا.

وتابع في مؤتمر صحافي الخميس “يجب أن تفهموا أننا نناقش كل مسألة تتعلق بالأشخاص وكل مركز. نقوم بذلك قبل كل مباراة. مهمتنا كطاقم تدريبي هي تشكيل أفضل فريق ممكن”.

وقبل الخروج من مونديال روسيا 2018 وتنازلها عن اللقب بخروجها من الدور الأول، ذهبت ألمانيا أقله حتى الدور نصف النهائي في جميع النسخ التي خاضتها منذ 2002، لكنها تواجه الآن خطر السقوط عند الحاجز الأول للمرة الثالثة فقط في تاريخها، بعد 1938 و2018.

ووجهت الانتقادات لفليك بسبب خياراته، لاسيما إشراكه قلب دفاع بوروسيا دورتموند نيكلاس زوله الذي أفشل مصيدة التسلل وسمح لتاكوما أسانو في تسجيل هدف الفوز لليابان، في مركز الظهير الأيمن.

لكن فليك رأى أن المشكلة الأساسية كانت عدم النجاعة أمام المرمى الياباني، قائلاً “عندما تحصل على فرصتين خطيرتين أو ثلاث، عليك أن تحسم المباراة… افتقدنا إلى الفعالية”.

وأكد أن الجناح لوروا سانيه الذي استُبعِد بشكل جدلي عن مونديال 2018 من قبل المدرب السابق يواكيم لوف، قد يعود ضد إسبانيا بعدما غاب عن خسارة اليابان بسبب إصابة في الركبة، موضحاً “إنه يتدرب بمفرده وهذا أمر إيجابي”.

-تشكيلة شابة-

في المقلب الآخر، أثبت إنريكي خلال الأعوام الماضية أن اللعب الجماعي هو أكثر فعالية من المهارات الفردية للاعبين النجوم، لذا يأمل في أن تكون ملاعب قطر فرصة مؤاتية لنجاح أفكاره.

وتملك اسبانيا ما يكفي من المواهب لاقلاق راحة ألمانيا، لكن يتوجب على لاعبي خط الوسط بيدري وغافي أن يكونا في قمة مستواهما في حال أرادت حصد ثلاث نقاط مرة جديدة وبلوغ الدور الثاني باكراً.

وبات غافي (18 عاماً و100 يوم) أصغر مسجل في تاريخ منتخب بلاده خلال كأس العالم، محطماً لرقم السابق لراوول (20 عاماً و351 يوماً) في نسخة 1998.

استدعى إنريكي الذي تخلى عن قلب الدفاع التاريخي المخضرم سيرخيو راموس (36 عاماً)، تشكيلة شابة أثبتت نجاعتها أمام كوستاريكا، فدكّت شباك الحارس كيلور نافاس عن طريق داني أولمو (11)، ماركو أسنسيو (21)، فيران توريس (31 من ركلة جزاء و54)، غافي (74)، كارلوس سولير (90) وألفارو موراتا (90+2).

-الأرقام لصالح “الساموراي”-

في المقابل، وضعت اليابان نفسها في موقف مريح لبلوغ الدور الثاني على غرار ثلاثة مشاوير في الألفية الثالثة (2002 و2010 و2018)، قبل استحقاقها الثاني أمام كوستاريكا.

وصف المدرب هاجيمي مورياسو فوز اليابان على ألمانيا بأنه “لحظة تاريخية وانتصار تاريخي”، في حين دونت كوستاريكا اسمها أيضاً في السجلات التاريخية عقب تعرضها لاكبر خسارة في كأس العالم.

وهي المرة الأولى التي تخوض فيها كوستاريكا مباراة كاملة من دون تسديدة واحدة، إن كان بين الخشبات الثلاث أو خارجها، منذ عرضها المماثل الباهت أمام البرازيل في مونديال الولايات المتحدة 1990.

التقى المنتخبان الياباني ونظيره الكوستاريكي في خمس مباريات لم تحمل صفة الرسمية، في حين تميل الأرقام للـ”سامواراي الأزرق” مع 4 انتصارات، بما فيها الفوز بثلاثية نظيفة في أيلول/سبتمبر 2018.

ويخوض منتخب كوستاريكا النهائيات للمرة الثالثة توالياً، على أمل تكرار انجاز مونديال 2014 عندما وصل إلى الدور ربع النهائي.

وكان رجال المدرب لويس فرناندو سواريس آخر المتأهلين إلى مونديال قطر الذي افتتحوه بخسارة تاريخية بسباعية نظيفة أمام اسبانيا.

تلعب كوستاريكا مباراتها الاخيرة أمام المانيا، لذا من الصعب أن تترك انطباعاً مؤثراً في مجموعة صعبة على أمل أن تعكس صورة إيجابية أمام اليابان.

 

شارك المقال