٧٤ عاماً وفيلم “الطنطورة” الفلسطيني مستمر

لبنان الكبير

على وقع الاعتداءات الاسرائيلية وما يرافقها من عمليات اعدام واغتيال واعتقال منذ ٧٤ عاماً وحتى اليوم، يعرض هذا الشهر في صالات السينما في مدينة نيويورك فيلم وثائقي يحمل اسم “الطنطورة” وهي بلدة فلسطينية في قضاء حيفا أبادها الاحتلال في أيار ١٩٤٨ ليطلق عليها اسماً آخر هو “نحشوليم”.

الفيلم الوثائقي للمخرج اليهودي ألون شوارز، ويحمل شهادات حيّة لجنود في جيش الاحتلال اعترفوا بارتكابهم المجزرة التي أودت بحياة ما بين ٣٠٠ و٤٠٠ من سكان البلدة البالغ عددهم آنذاك أكثر من ١٧٠٠نسمة، ليفر من بقي حياً باتجاه لبنان أو سوريا أو الضفة الغربية أو غزة.

وينقل موقع “ذا انترسبت “عن المخرج شوارز قوله: “ان الفيلم يروي حكاية إسرائيل التي تتعامى عن الأساس التاريخي الذي قامت عليه وتتجاهله. لقد سلبنا الفلسطينيين تاريخهم ولم يتوقف الأمر عند ارتكابنا التطهير العرقي بحقهم إذ أخرجناهم ولم نسمح لهم بالعودة، ولكننا سلبنا منهم أيضاً الحكاية الحقيقية، وسلبنا منهم حق التذكر، وهذا بحد ذاته أمر فظيع”.

ويذكر الموقع أن الفيلم هو نِتاج عمل استمر لأكثر من عامين من البحث والمقابلات مع العشرات من أولئك الرجال والنساء الذين باتوا الآن في العقد التاسع من العمر، حول الأحداث التي لم يسبق لمعظمهم أن تحدث عنها، بل كان كثيرون منهم ينفونها من قبل نفياً قاطعاً. ويوثّق الفيلم مقاطع أرشيفية لم تشاهد من قبل لأحداث النكبة.

وشارك في التحقيق الى شوارز، شاي فوجلمان، تيدي كاتز، ألون سحر وسامي العلي.

وتنقل ترجمة لأحد مقاطع الفيلم عن أحد جنود جيش الاحتلال البالغ من العمر 90 عاماً اعترافه بقتل المدنيين الفلسطينيين، بحيث يقول خلال الحرب: “في حال رفع أحد الأشخاص يديه الى الأعلى، لم أكن آخذه سجيناً، كنت قاتلاً، قاتلاً مع سلاح رشاش، لقد أطلقت النار وقتلت الجميع، لم أكن أحصي عدد القتلى”.

كما سجّلت اعترافات لجنود احتلال آخرين من الذين شاركوا في المجزرة وحدّدوا موقع المقبرة الجماعية التي دفن فيها الضحايا وهي تقع اليوم تحت موقف السيارات “شاطئ دور”، بطول 35 متراً وعرض 4 أمتار. وقد أقام الاحتلال على الشاطئ منتجعاً سياحياً.

ويشير الفيلم الى أن الاحتلال أخفى المقبرة الجماعية بطريقة تجعل الأجيال القادمة تمشي هناك من دون أن تعرف علامَ تمشي.

يذكر أن مجزرة “الطنطورة” وقعت بعد شهر من ارتكاب الاحتلال مجزرة دير ياسين.

مع الاشارة الى أن الفيلم كان من بين أهم الافلام التي عرضت في مهرجان الأفلام في مدينة نيويورك خلال الأشهر الماضية.

شارك المقال